تاريخ قرية “الضبعية”.. أنشأها حفيد أبو عبيدة بن الجراح وشهدت أول مصنع سكر بالأقصر
أميرة جادو
يتمسك أبناء قرية الضبعية، الكائنة بمركز القرنة، جنوب غرب الأقصر، بعاداتهم وتقاليدهم، رغم مظاهر التطور التي دخلت على المجتمع الأقصري بوجه عام، والريفي بوجه خاص.
معلومات عن قرية الضبيعة
إليكم أهم 11 نقطة ساعدت في تشكيل تاريخ القرية، الذي جعلها من أهم قرى محافظة الأقصر.
1- تقع القرية على بعد كيلو مترات قليلة من معبد الملكة حتشبسوت ووادي الملوك والملكات الموقعين الأثريين الأشهر في الأقصر متوسطةً البرين الغربي والشرقي للنيل، ويبدأ من ناحيتها امتداد الصحراء الغربية.
2- يسكن تلك القرية الأن قرابة 30 ألف نسمة، تتكون من خمسة نجوع هي: نجع الجسر، ونجع الحدادين ونجع حسان ونجع الفرشوطي ونجع الحاجر، وشهد أجداد هؤلاء السكان إنشاء أول مصنع سكر، والذي أقامه عبود باشا عام 1928، ثم نقل إلى أرمنت بعد ذلك لبعده عن نهر النيل.
علاقتها بقبيلة “الضبع”
3- سميت الضبعية بذلك الإسم نسبة إلى الضبع أحد قادة عبيد بن عابد بن الجراح، حفيد الصحابي الجليل والذي كان معه اثنين من الفرسان أيضًا وهما عامر وسعيد، فالفارس المسلم الضبع ينتمى إلى قبائل “الضبع”، إحدى قبائل شبه الجزيرة العربية، حيث يطلق على كل من ينتمي إلى الضبعية لقب الجلهمي نسبة إلى قبيلة جلهم، وهي من طئ الذي ينتمى إليها حاتم الطائي، حيث هاجر إليها من شبه الجزيرة العربية.
4-اشتهرت القرية بخصوبة تربتها بعدما كانت إقطاعية في وقت من الأوقات حيث يسيطر على أراضيها اثنين من الإقطاعيين مناصفة وهما بولس باشا والبرنس يوسف كمال، اللذان كانا يسيطران على أغلب الأراضي الزراعية، التي تبلغ 6 آلاف فدان.
أما مصطفى الزناتي “الزناتي الكبير”، والذي كان يعمل لدى البرنس يوسف كمال، حيث عينه بوظيفة المشرف على الأرض الزراعية، فاستمر معه حتى كون إقطاعيته الضخمة بعد ذلك، ثم أصبحت أسرة عائلة الزناتات، حيث أتت هذه القبيلة من قرية “جلاته” بالمغرب، ثم استوطنوا بالضبعية وأطلق عليهم فيما بعد “عائلة الزناتات”.
قرية لا يدخلها الثأر
5- تعتبر الضبعية من القرى التي لم يدخلها الثأر منذ زمن بعيد، فأهلها شغوفين بالتعليم، وهو ما يفسر زيادة عدد المتعلمين بالقرية، حتى أصبحت من أكثر القرى التي بها نسبة عالية من المتعلمين، بجانب مستوى المعيشة المختلف عن باقي القرى المجاورة، ولأنهم قبائل استوطنت البلاد قديمًا، فلم تكن قبائل رحب “قبائل الخيش”، الذين عاشوا في خيام وفي تنقل دائم، ولذلك لم يفكروا في قضايا الثأر أبدًا.
6- وتشتهر القرية بنظافتها من تلوث الدماء والثأر المنتشر ببقية القرى، إلى وجود بعض المشايخ والأولياء وأضرحتهم بها، حيث يوجد الشيخ أحمد الحساني بمنطقة الحاجر، والشيخ عبيد بالضبعية وحسين البطلان في منطقة الحدادين، حيث يتم إقامة احتفال لهم في يوم مولدهم من كل عام.
عائلات الضبعية
7- عائلة الغابات تعتبر أشهر عائلات الضبعية، حيث إن أصولهم موجودة بالقرنة والضبعية، فهي عائلة تنتسب للحسن بن علي، والذي منهم الشيخ عبدالرحمن القرناوي، الذي بُني له مسجدًا في سيدى عبدالرحمن بالساحل الشمالي بالقرب من الإسكندرية، وهو من غابات القرنة والضبعية.
8- قصة إقامة المسجد غريبة وهي: في وقت من الأوقات أيام حكم الملكية، وفي منطقة الساحل الشمالي، وجدوا بعض ثمار البطيخ المزروع بغير أوانه، وأثناء اقترابهم منه وجدوا عبارة على ثمرة البطيخ مدون عليها “هنا ضريح سيدي عبدالرحمن القرناوي”، حيث قام بعدها الملك فاروق ببناء المسجد، وأقيمت بلاد سيدي عبدالرحمن التي بها حاليًا كمباوند سيدي عبدالرحمن، والذي هو أساسًا من عائلة الغابات بالضبعية والقرنة.
9- وتعد الضبعية من القرى التي بها أقدم عضويات مجلس الشعب، عندما مثلها سيد بك الزناتي في برلمان ثلاثينيات القرن الماضي، مرورًا باثنين في العصر الحديث، هما علي الباسل في مجلس الشعب، ومحمد عبدالعليم الضبعاوي في مجلس الشوري، حيث كان أصغر عضو بمجلس الشورى في ذلك الوقت، إضافة إلى امتلاكها كوادر في جميع المجالات من أطباء وأساتذة جامعات وشيوخ وغير ذلك من الوظائف والمهن المرموقة، فهي تملك تاريخًا قويًا من بين قرى غرب الأقصر.
10- وكان بالقرية قديمًا نظام العمودية، حيث كان العمدة محمد الطاهر اخر من تولى العمودية فى الضبعية، ولكن انتهى ذلك النظام منذ زمن واصبح هناك نقطة شرطة، فكان من المفترض أن تتحول الضبعية إلى مركز، ولكن تم استبدالها بالقرنة.
11- أهالي الضبعية وأهالي القرى المجاورة لها تربط بينهم منذ نشأة قراهم علاقة قوية تتعدى كونها احترامًا متبادلًا لأصحاب بقعة أرض واحدة تربطهم، فتختلف طرق المعرفة ما بين مصاهرة ونسب وقرابة.