حوارات و تقارير

مؤسس “يدوية” يكشف لـ “صوت القبائل” سبل إحياء الملابس التراثية

أسماء صبحي 

زي المرأة المصرية من أكثر الأشياء التي تنقل لنا حضارة الماضي وثقافة كل قبيلة من القبائل العربية الموجودة في مصر. وبالرغم من من “هوس الموضة” أصاب عدد كبير من الناس. إلا أنه لا يزال هناك من يحتفظ بالزي التراثي الذي يميز كل قبيلة أو فئة عن أخرى. وكان سكان “واحة سيوة” يعبدون الشمس منذ آلاف السنين، وهو ما انعكس على معتقداتهم وأزيائهم. حيث اتخذ التطريز شكل شعاع الشمس، والألوان تنحصر فى الأصفر والبرتقالي والعسلي.

زي العروس في واحة سيوة

وتقول شيم الجابي، مصممة الأزياء التراثية الشهيرة. إن ثوب العروسة في واحة سيوة عبارة عن ثوب أبيض والصدر بالكامل مطرز بأزرار. وله قيمة عالية جداً، ويكون بمثابة فستان سهرة للسيدة ترتديه فيما بعد فى المناسبات المختلفة. بعد أن تصبغه باللون الأسود بعد الزفاف، أو أن تكون تمتلك من البداية ثوبين أبيض وأسود.

وأضافت شيم، أن المرأة السيوية ترتدي أيضاً قنعة سوداء مطرزة بالكامل بأزرار من الصدف. أما فيما يتعلق بما تبقى من الأزياء التراثية، فتقول شيم، إن كل محافظة بها مواطنون يحافظون على الزي التراثي. وآخرون وصل إليهم هوس ارتداء أزياء العاصمة. وتحاول هي عن طريق عملها تعريف الأجيال الحالية على الأزياء التراثية. وتعتمد في أزيائها على الخامة الأصلية، وتوظفها فى تصميمات عصرية. وأحياناً تقوم بالترويج للقطع الأصلية، كما تثرى وتعزز معلوماتها باستمرار من خلال الدراسة. حيث تعد دبلومة عن الثوب السيناوي، وتنوى استكمال رسالة الماجستير والدكتوراه في نفس الصدد.

مؤسسة “يدوية” لإحياء الملابس التراثية 

وفي السياق ذاته، يقول الباحث أسامة غزالي، مؤسس “يدوية”. أنها مؤسسة تعمل على اكتشاف الحرف التراثية والترويج لها. حيث تجوب كل أنحاء مصر وتهتم بما تبقى من الحرفيين. وتقدم لهم يد العون للمشاركة بمنتجاتهم التراثية في مختلف المعارض، ومن بينها الأزياء التراثية.

وأضاف غزالي: “مصر كانت دائماً بوتقة احتضنت العديد من الثقافات. وهو ما شكل زخماً فى الأزياء التراثية، وللأسف تمكنت التيارات الغربية من السيطرة بسهولة على الأزياء السائدة. لأنها كانت ضعيفة وبعيدة عن بعضها، مثل الأمازيغية فى سيوة. النوبية، السينية، الدلتا، قبائل الصعيد.. إلخ”.

ولفت غزالي، إلى أن الشركات الدولية ترغب في أن تحول مصر إلى مستورد أكثر منه مصنعاً. كما أشار إلى قرية “تنيس”، التى كانت أكبر مصدر للأنسجة في العالم. وكان معظم ملوك العالم وإمبراطور الصين والخلفاء يتسابقون للحصول على المنسوجات المشغولة بخيوط الذهب والفضة.

إحياء الملابس التراثية

وأوضح غزالي، أن وسائل الإعلام تلعب دور كبير فى الترويج للأزياء التراثية أو طمسها. وذلك باستعراض نماذج على الشاشات، يتأثر بها المشاهدون. قائلاً: “مسلسل واحة الغروب ساهم فى الترويج لملابس سيوة، وأعجب كثير من المواطنين بها”.

ويرى غزالي أن إحياء الملابس التراثية أمر ممكن، مشيراً إلى أن هذا لا يعنى أن نطلب من الشباب ارتداء الجلباب. إنما اقتناء ملابس حديثة بملامح تراثية، أي أن فكرتها مستمدة من أزياء تراثية. وهو النهج الذى يتبعه ويروج له بعض مصممى الأزياء فى الوقت الحالي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى