قبائل و عائلات

قبيلة ثقيف أقدم القبائل العربية.. تعرف على أصلهم ونسبهم وتاريخهم

أميرة جادو

قبيلة “ثقيف” تعتبر واحدة من أقدم وأعرق القبائل العربية، استوطنت غرب شبه الجزيرة العربية وتحديدًا في مدينة الطائف، وذلك منذ عصر ما قبل الإسلام، شارك رجالها في الفتوحات الإسلامية، ونشر الإسلام فكانت لهذه القبيلة مكانة عالية، وكلمة مسموعة، ومركز عظيم بين كافة البشر.

وتشابهت “ثقيف” مع قبيلة قريش في العراقة والعظمة، وكانت تجمعهم علاقات ومصالح مشتركة، حيث تقاسموا سلطان الحجاز كما وقفت، علاوة على مساندتها لقبيلة هوازن في غزوة حنين ضد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا الأمر كان قبل دخولهم الإسلام فكانت تقريبًا من أواخر القبائل التي اعتنقت الدين الإسلامي.

نسب قبيلة ثقيف وأصلها

يرجع نسبها إلى ثقيف بن منبه بن بكر بن هوازن ، وأقرَّ النسابون إلى أن أم ثقيف هي أميمة بنت سعد بن هذيل، وأبوه هو منبه بن بكر بن هوازن.

وقال جماعة أخرى من علماء الأنساب أنها تعتبر من بقايا قوم ثمود، ولكن معظمهم لم يؤكدوا على ذلك، وأكدوا إلى أن ثقيف هو : قسي بن منبه بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان فليس له أي أصول من ثمود، ولكن يعود أصله إلى فرع من فروع قبيلة هوازن التي تعتبر واحدة من القبائل القيسية، وقدموا أدلة على صحة ذلك، واستشهاد حي على هذا الأمر بحادثة عبدالملك بن مروان، والحجاج بن يوسف الثقفي عن أصلهم العائد إلى قبيلة إياد ، ولكن رد الحجاج في هذا الأمر قائلًا: “معاذ الله يا أمير المؤمنين نحن من قيس ثابتة أصولنا باسقة فروعنا يعرف ذلك قومنا “، وهناك العديد من الإثباتات، والدلائل التي تؤكد أنهم ليسوا من ثمود، ولكن يعود أصلهم للقبائل القيسية.

قبيلة ثقيف والطائف

بدأت عملية توطين “ثقيف” داخل مدينة الطائف، وما حولها برحيلهم عن وادي القرى الذي كان يعيش به، وانتقالهم إلى مدينة الطائف، وعندما ذهب إلى الطائف قابل رئيسها في هذا الوقت عامر بن الظرب العدواني ، وطلب منه أن يزوجه بنت من بناته .

وبالفعل وافق عليه الرئيس، وتزوج ثقيف ابنته، وأنجبت له ثلاثة أولاد هم:

  1. عوف
  2. دارس
  3. جشم

وبعد ذلك توفت زوجته ، فتزوج ثقيف أختها، وأنجب منها العديد من الأولاد، ومن هنا بدأ ثقيف في تثبيت أقدامه داخل مدينة الطائف.

وفي هذا الوقت، غار مجموعة من البشر من “ثقيف” على ما هو فيه ففاز بأرض ثقيف، وخيراتها فقرروا غزو ثقيف لأخذ الطائف منه، وقرر ثقيف في هذه اللحظة بناء سور كبير يحيط بمدينة الطائف ليحتموا ورائه من الغزا ، وليكون حصنًا لهم من الأعداء ، وجاء بنو عامر ليحصلوا على نصيبهم من إنتاج الأرض كما اعتادوا، ولكن امتنعت ثقيف عن إعطائهم أي شيء فدارت بينهم المعارك ، والحروب التي أظفرت بفوز ثقيف مما ساعدهم في الحصول على مدينة الطائف ، وأصبحت لقبيلة ثقيف السيادة كاملة داخلها.

فالطائف كانت حلم ومطمع للجميع، لأهميتها الزراعية فكانت أرضها أرض خير، ونماء مما جعل الحرفة الأولى، والرئيسة عندهم هي حرفة الزراعة فكانت مصدر اقتصاد الطائف ، وذلك لوفرة المياه بها، واعتدال مناخها، وجودة تربيتها مما جعل سر شهرتها هو إنتاج الفواكه والخضروات.

أهم ما قيل عن قبيلة ثقيف

روى أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : “إن فلانًا أهدى إليَّ ناقة فعوضته منه ست بكرات فظل ساخطًا ولقد هممت أن لا أقبل هدية إلا من قرشي أو أنصاري أو ثقفي أو دوسي”.

رويَّ عن الخليفة عثمان بن عفان أنه قال : “اجعلوا المملى من هذيلٍ والكاتب من ثقيف”.

روى جابر بن عبدالله الأنصاري في حرب الطائف : قالوا : “يا رسول الله أحرقتنا نبال ثقيف فادع الله عليهم”، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : “اللهم اهد ثقيفًا”.

إسلام قبيلة ثقيف

أسلم مجموعة صغيرة من “ثقيف”، ولكن كانوا يسكنوا المدينة المنورة أما من كانوا بالطائف مع ثقيف فكانوا من غير المسلمين ، ولم يسلموا إلا بعد غزوة حنين عام 9 هـ فبدأت حركة الإسلام داخل قبيلة ثقيف التي كانت تعيش داخل الطائف بزيارة سيد ثقيف ، وهو عروة بن مسعود الثقفي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في سنة 8 هـ.

وأسلم عروة، بعد انتهاء غزوة الطائف، وعاد إلى قومه ليدعوهم إلى الإسلام وأن يعبدوا الله وحده لا شريك له، وظن أنهم سيستجيبون له، ويطيعونه في هذا الأمر، وذلك لأن قومه كانوا يطيعونه في كل شيء، ولا يرفضوا له طلب فكانوا يحبونه حبًا جمًا ، ولكن ما حدث كان على عكس هذا بالمرة فذعروا من طلبه ، ورموه بالنبل حتى قتلوه.

فتشاوروا فيما بينهم ووجدوا أن قدرتهم لم تساعدهم في قتال العرب المسلمين، فقرروا أرسال رجل منهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، واختاروا عبدياليل بن عمرو، وعرضوا عليه الأمر لكنه رفض، وخشى أن يفعلوا به مثلما فعلوا مع عروة بن مسعود الثقفي، وأخبرهم بأنه لن يفعل ذلك إلا إذا أرسلوا معه رجالًا.

وبالفعل أرسلوا معه خمسة رجال فأصبح عددهم ستة أفراد، وعندما وصلوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حرص على أن يجعلهم يسمعوا آيات الله عز وجل، ويروا المسلمين، وهم يصلوا فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم يدعوهم إلى الإسلام.

ولكن كان لهم هناك مجموعة من الشروط للدخول في الإسلام منها: عدم هدم اللات، وترك لهم حرية شرب الخمور، والربا، وإعفائهم من أداء الصلاة، ولكن رفض رسول الله هذه الشروط، وأصبح ليس أمامهم سوى الإسلام، وبالفعل دخلوا في الإسلام، وطلبوا من الرسول هدم اللات لأن ثقيف لن يهدمهم بيده فقبل رسول الله، وكتب لهم كتابًا لقومهم، وقائدهم .

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى