المزيدتاريخ ومزارات

“بينون”.. أعرق المدن الأثرية والتاريخية في اليمن وهذه أشهر القبائل التي سكنتها

دعاء رحيل

يرجع تاريخ مدينة بينون الأثرية إلى قبل مئات السنين، لذلك يرغب الكثير من المهتمين بالآثار والمدن الاثرية معرفة اين تقع مدينة بينون الاثرية، حيث إنّها واحدة من الآثار الحميرية الشاهدة على تاريخ الحضارات العريقة التي أسّست ممالكها في أرضنا العربيّة. بل إنّ مدينة بينون هي واحدة من المدن الأثريّة والأقدم على مستوى العالم. ثم ان الكثيرون يبحثون عن اين تقع مدينة بينون الاثرية، وكذلك انفاق بينون، وأيضاً قصر بينون، بالإضافة الى ماهي عاصمة الدولة الرسولية.

معلومات عن مدينة بينون الأثرية

إنّ لموقع مدينة بينون الأثرية أهميّة كبيرة في دولة اليمن، ومن خلال بعض المعلومات التي سنعرضها في هذه الفقرة، سنتعرّف على عظمة مدينة بينون التاريخية كما يلي:

عرفت مدينة بينون الأثرية والتاريخيّة باسم بيت الحميري.
تطلّ مدينة بينون التاريخية والأثرية على الوديان والأرضي الزراعيّة الخصيبة في اليمن، ما جعل لها مكانةً اقتصاديّة في البلاد.
كما أنّ موقع مدينة بينون جعل منها خطًّا دفاعيًّا حميريًّا هامًا، في وجه الهجمات السبئيّة.
تعدّ مدينه بينون الاثرية من المدن التي كان لها أهمية حضاريّة في عصور ما قبل التاريخ. لا سيما أنّها شهدت ازدهارًا في عصر الدولة الحميرية في اليمن.
ذكرت العديد من النقوش أهميّة مدينة بينون، إلاَّ أنّ أقدم هذه النقوش يعود إلى القرن الثّاني الميلاديّ، وتحديدًا إلى النصف الأوّل منه، وذلك في عهد ملك سبأ وذي ريدان الملك ياسر يهصدق.
على الرغم من أنّه تمّ العثور في مدينه بينون الأثرية على نقوشٍ تعود للقرن الثاني للميلاد. إلاَّ أنّها لم تأتِ على ذكر تسمية مدينة بينون بشكلٍ كامل.
كما تحوّلت مدينه بينون الأثرية في القرن الأول للميلاد، من قريةٍ ثانويّة إلى مدينةٍ كبرى، وذلك من قِبَل الملك ياسر يهصدق.
تظهر النقوش الموجودة في مدينه بينون الأثرية مستوى رفيعًا للفنّ الحميري القديم. كما تظهر أهميّة مدينة بينون التاريخية والأثرية وذلك لوجود الزخرفات البديعة فيها.
تمّ تدمير مدينة بينون عام 525 م، وذلك من قِبَل الأحباش الذين احتلوا اليمن.
أقيم في موقع مدينة بينون اليوم متحفًا يعرف باسم متحف بينون الأثري والذي تمّ إنشاؤه عام 1990 م. حيث يضمّ العديد من القطع الأثريّة واللقى التي تمّ العثور عليها في موقع المدينة. لا سيما أنّ متحف بينون يقع في عزلة ثوبان في مديرية الحدأ التي تتبع لمحافظة ذمار في اليمن.

أين تقع مدينة بينون الأثرية

تقع مدينة بينون الأثرية في دولة اليمن، وتحديدًا في محافظة ذمار، في عزلة ثوبان والتي هي واحدة من العزل التّابعة لمديريّة الحداء والمتاخمة لمحافظة مأرب. كما تقع مدينه بينون في الجهة الشرقيّة من بلاد قبيلة عَنس إحدى القبائل والمخلاف في المحافظة اليمنيّة ذمار، المقابلة لكراع حرة كومان. لا سيما أنّ مدينة بينون هي مسكن قبيلة شداد في اليمن، وتعرف باسم شداد يهفيض، التي كان لها الدور الكبير في إضعاف الدولة السبئيّة، وإنشاء الدولة الحميرية. في الواقع تفصل مدينة بينون الأثريّة عن مدينة ذمار مسافة تقدّر بحوالي 54 كيلو مترًا، وذلك من خلال عبور الطريق الفرعي للوصول إليها.

اقرأ أيضًا..

“رأس العين” أعرق المدن السورية ..سبب تسميتها

مدينة القصر الإسلامية.. أحد أعرق المدن الأثرية في الوادي الجديد منذ مئات السنين (صور)

“عين عبس” أهم المناطق الأثرية في السعودية.. اعرف علاقة عنترة بن شداد بها 

 

أهميتها التاريخية

تعتبر مدينة بينون مدينة أثرية بل وتعتبر من أقدم المدن الأثرية في العالم ، بل ويعتبر أن مدينة بينون إلى الآن يوجد بها من الكنوز التي هي من العصور الحميرية القديمة وتنتضر الدولة اليمنية في استكشافها وبالرغم من الإمكانيات المتواضعة لليمن فإن بعض الشركات الأجنبية أبلغت السلطات اليمنية بالرغبة في استكشاف المنطقة ، كما يوجد مُتحف باسم المدينة وهو مُتحف بينون.

 

مدينة بينون العاصمة الدينية للدولة الحميرية

لقد كان لمدينه بينون الثرية التي تقع في اليمن مكانةً بارزة بين المدن الحميريّة، إذ أنّها كانت تحتل المرتبة الثانية من حيث الأهمية بين المدن، وذلك من بعد مدينة ظفار عاصمة البلاد. كما أنّها كانت تعدّ عاصمة الدولة الحميريّة الدينيّة، حيث يستدلّ على ذلك من عدد المعابد الكثيرة التي تمّ ذكر وجودها في محيط مدينة بينون من خلال النقوش الحميريّة التاريخية والأثريّة. كما تظهر النقوش أيضًا السخاء الذي تكلّفت به الدولة الحميريّة في بينون. حيث تمّ بناء المباني الكبيرة، والأبراج والسواقي والأنفاق، والتي تشبه إلى حدٍّ كبير ما يتمّ بناؤه في العواصم الكبيرة والهامّة. لا سيما أنّ النقوش أظهرت بشكلٍ واضحٍ أنّ أحد المباني، ما هو في الحقيقة إلاَّ قصرًا تكفّلت الدولة في بنائه.

حيث تمّ بناؤه بخمسة طوابق، إضافة إلى قاعتَين، وبئر ماءٍ الذي يعدّ من الملاحق، ويعتقد بأنّه قصر بينون الملكي. علاوةً على ذلك، فقد أظهرت النقوش وجود مجمع للآلهة، والذي يقع ضمن مدينة بينون الأثرية. حيث تمّ ذكر أسماء أكثر من إله فيها، كعتثر ذو ظهر يسر، وأيضًا عثتر الشارق، وذات حميم.

 

أنفاق بينون

يوجد في مدينه بينون الأثرية أنفاق بينون الشهيرة، وهما في الواقع نفقين، حيث يتميّزا بالدقّة الهندسيّة والتقنيّة الإبداعيّة. كما يعدّا نفقا بينون الأثريّان من أهمّ الأعمال الهندسيّة المائيّة في منطقة شبه الجزيرة العربيّة، وتحديدًا في جنوبها، وذلك بعد سد مأرب الذي يحتل المرتبة الأولى من حيث الأعمال الهندسيّة المائيّة، وذلك من خلال طريقة بنائه وإتقانه. في الواقع إنّ نفق جبل بينون اليوم مسدود بالكامل، ولعلّ ذلك يعود للانهيارات التي أصابته عند مداخله. بينما النفق الثاني والذي يعرف بنفق النقوب، فإنّه مازال واضح المعالم حتّى يومنا هذا. حيث يصل طوله إلى قرابة 150 مترًا، بينما عرضه فيبلغ حوالي 3 أمتار. في حين أنّ ارتفاعه يبلغ حوالي 4.5 مترًا. لا سيما أنّ هذا النفق الأخير قد تمّ شقّه قديمًا لسقاية وادي نمارة، وذلك بحسب ما وجد بداخله من نقوشٍ تتحدثّ عن خصاصه وبعض الإرشادات.

 

قلعة بينون

تعتبر قلعة بينون من أشهر القلاع والحصون التي تقع في دولة اليمن، لما تحتويه من معالمَ تاريخيّة وأثريّة. لا سيما أنّ هذه القلعة تضمّ كلٍّ من قصر بينون، والذي يعرف بقصر الصبايا، ونفق بينون، وهناك حصن بينون. في الواقع يُعرف قصر بينون باسم قصر الصبايا المنحوت في الصخر في قمّة الجبل. في حين أنّ شكله مستطيل، ويخترقه في الوسط طريقًا، كما يحيط بهذا القصر أسوار عديدة.

 

قبائل مدينة بينون

في الواقع، تذكر معظم النقوش التي عثر عليها في موقع مدينه بينون الأثرية إلى أنّ القبيلة التي سكنت مدينة بينون هي قبيلة شداد. لا سيما أنّه ورد اسمها في النقوش الحجرية باسم شداد يهقبض. كما تذكر النقوش بأنّ زعماء قبيلة شداد وأقيالها – بحسب المصطلح اليمني القديم والتي تعني سلالة الملوك – هم من بنو سمه أو كما تعرف ببنو سمع، وهم أتباع بني تبع. علاوةً على ذلك، فإنّه لم يتمّ ذكر اسم قبيلة شداد في اليمن إلاَّ في النقوش التي عثر عليها في مدينة بينون الأثرية، كالنقوش التي تتحدّث عن الحرب التي دارت على أرض بينون بين قبيلة شداد وغيمان. كما تذكر بعض النقوش الحملة التي قادها الملك السبئيّ إيل شرح يحضب، سعيًا لإخضاع مملكة كندة، وتصدّت له القبائل، ومن بينها قبيلة شداد. في حين يذكر في إحدى النقوش الهجمات التي قام بها لحي عثت بن سمع على مدينة مأرب، واستطاع أن يحتلّ القصر الملكي فيها.

 

آثار النقوش في مدينة بينون

من أهم النقوش التي عثر عليها في بينون حديثا نقشا مكسورا دون بمناسبة تشييد أحد المباني. وقد جاء في هذا النقش اسم مدينة بينون واسم الملك الحميري المعاصر وهو (شمر يهرعش ملك سبأ وذي ريدان وحضرموت ويمنت)، كما جاء في النقش نفسه ذكر سنة البناء بالتقويم الحميري المعروف، وهي 420، وقد تكون أكثر من عشرين وأقل من ثلاثين بسبب التلف الذي أصاب الرقم، وتوافق هذه السنة بالتقويم الميلادي نحو 305 م، ويستفاد من نقوش أخرى أن هذا التاريخ يقع في آخر فترة حكم هذا الملك الحميري المشهور .

وإذا كانت بينون لم تكشف آثارها كاملة حتى الآن، إلا أن ما ظهر منها يدل على أنها ربما كانت قد قامت قبل الميلاد بقرون، وأن ازدهارها كان لقرون عدة بعد الميلاد، ويرجع الدارسون أن نهاية المدينة كانت قرابة عام 525 م عندما دخل الأحباش إلى اليمن وأنهوا دولة حمير، وكان مما فعلوه هو تخريب أو إحراق عدد من المدن الحميرية، وكان من بينها مدينة بينون.

 

 

مدينة بينون الأثرية في كتب التاريخ

لقد ذكرت مدينة بيون الأثرية والتي تقع في الجمهورية اليمنيّة في كتبٍ تاريخية عديدة. ولعلّ أشهر هذه الكتب التي ذكرت مدينة بينون هي:

الهمذاني: لقد ذكر الهمذاني مدينه بينون الاثريه في كتابه الإكليل. حيث جاء فيه أنّها: “هجرةٌ عظيمةٌ، وكثيرةُ العجائب، وفيها قصر الصبايا، وأنّ الملك الحميري أبو كرب أسعد الكامل كان يتّخذها واحدة من قواعد حكمه”.
الحموي: ذكر ياقوت الحموي في كتابه معجم البلدان مدينة بينون. حيث جاء فيه: “إنّه وجد على أساس الكعبة لما هدّمتها قريش في الجاهليّة حجر مكتوب عليها بالمسند… لمن ملك ذمار؟ لحمير الأخيار لمن ملك ذمار؟ إلى الحبشة الأشرار، لمن ملك ذمار؟ لفارس الأحرار لمن ملك ذمار؟ لقريش التجار ثم حار محار أي رجع مرجعًا”. كما جاء في معجم البلدان “اسمُ حصن عظيم كان باليمن. قُرب صنعاء اليمن، يقال إنّه من بناء سليمان بن داود. الصحيح أنّه من بناء بعض التبابعة. وله ذكرٌ في أخبار حمير وأشعارهم”.
الأندلسي: لا سيما أنّ مدينة بينون ذكرها عبد الرحمن الأندلسي. حيث قال: “بينون وسلحين مدينتَان أخربهما أرياط الحبشي المتغلّب على اليمن من قِبَل النجاشي”.
الطبري: ذكر الطبريّ في كتاب تاريخ الأمم والملوك، بأنّ: “حصن بينون باليمن”.
الأصمعي: ذكر الأصمعي أنّ “بينونة آخر حدود اليمن من جهة عمان”.
ذو جدن: وقد ذكر الشاعر الحميري ذو جدن مدينة بينون في قصيدةٍ له. حيث قال:
لا تهلكن جزعًا في أثر من ماتا

فإنه لا يـــرد الدهـــــر مـا فاتــا

أبعد بينـون لاعيــــن ولا أثــــــر

وبعد سلحين يبني الناس أبياتا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى