عادات و تقاليد

رمز الكرم والجود.. دور “المقعد البدوي” في الضيافة وحل النزاعات

أميرة جادو

يعكس المقعد أو المضيفة كما يسميه بدو سيناء حياة البادية وتراثهم، فهو لا يزال موجودًا داخل كل منطقة يتجمع فيها البدو، حيث يعتبره البدو من نعم الله سبحانه وتعالى فهو يتيح لهم الاجتماع في نهاية كل يوم أو في نهاية كل أسبوع فلا يوجد بيت من بيوت سيناء يخلو من المقعد وهناك نوعان من المقاعد المقعد الخاص بكل بيت وهناك المقعد المخصص لكل تجمع سكني.

ويشتهر البدو بكرم الضيافة، ومن هنا كانت رغبة معظم البدو في بناء المقعد لاستقبال الضيوف، يقول سليمان الجبالي أحد أفراد قبيلة الجبالية بكاترين، إن المقعد أو المضيفة البدوي يتم بناءه بالقرب من الطريق في مقدمة البيوت، وهذا يبين لنا حرص البدو على كرم الضيافة لعابري الطريق، وان المقعد هو إرث من أجدادنا يجب المحافظة عليه لأنه شيء طيب يؤلف بين القلوب.

وأضاف “سليمان”، لا يقتصر الجلوس في المعقد على تقديم الطعام فقط، لأننا حينما نجتمع في هذا المقعد يزداد الالتحام والترابط بيننا، أما عن تقديم الطعام للضيوف لو قلنا إن التجمع به 20 بيتًا، فكل ليلة من هذه الليالي يقوم صاحب البيت على خدمة المقعد من فرش المفارش وإحضار الماء وإشعال النار وتجهيز الشاي ثم إحضار مائدة طعام عشاء و يكون وقت إحضار هذا بعد صلاة العشاء.

أما عن دور المقعد خلال شهر رمضان، أوضح “سليمان” أن المقعد البدوي له طابع خاص، فنجد أن الجميع يستعد لهذا الشهر الكريم، نجد الرجال يجتمعون في هذا المقعد ويقوم كل بيت من البيوت يأتي بما طاب من الطعام ويجتمع الجميع في جلسة تغمرها الود والاحترام، كما يجتمع الأهل والأقارب والجيران في هذا المقعد في جميع المناسبات من أفراح وأعياد كما يتم الفصل بين المتنازعين وعمل جلسة صلح داخل هذه المجالس.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى