بداية حقبة جديدة.. فنلندا تعلن رسميًا الانضمام إلى حلف الناتو
دعاء رحيل
كشف الرئيس الفنلندي سولي نينيستو، أمس الأحد، أن بلاده ستتقدم بطلب للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو) في خطوة تعد نتيجة مباشرة للحرب الروسية على أوكرانيا، وتأتي قبل اجتماع حاسم للحزب الحاكم في السويد للبحث في القيام بخطوة مماثلة بهدف تقديم الدولتين الجارتين طلب مشتركا للالتحاق بالحلف.
كما قالل الرئيس نينيستو” وافق رئيس الجمهورية ولجنة السياسة الخارجية الحكومية بشكل مشترك على أن تتقدّم فنلندا بطلب للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، بعد التشاور مع البرلمان. إنه يوم تاريخي وبداية حقبة جديدة”.
وستشكل الخطوة التالية بانعقاد البرلمان الفنلندي غدا لمناقشة القرار، في حين تظهر التوقعات الحالية بأن غالبية أعضاء البرلمان البالغ مجموعهم 200 يدعمون قرار الانضمام.
وكانت روسيا -التي تشترك في حدود برية طويلة مع فنلندا- قد اعتبرت في وقت سابق أنه سيكون من الخطأ أن تنضم هلسنكي إلى الحلف العسكري، وإن ذلك سيضر بالعلاقات الثنائية بين البلدين.
وجاء إعلان فنلندا، عزمها الانضمام للناتو، على هامش اجتماع غير رسمي لوزراء خارجية الحلف ينعقد لليوم الثاني على التوالي في برلين بمشاركة وزير خارجيتها ونظيره السويدي.
وقالت وزيرة الخارجية والدفاع الألمانية، أنالينا بيربوك، على هامش الاجتماع، إن بلادها اتخذت كل الاستعدادات لعملية التصديق السريع إذا قررت كل من فنلندا والسويد طلبَ الحصول على عضوية الحلف.
كما حثت بيربوك دول الحلف على ضرورة توفير الضمانات اللازمة لهاتين الدولتين في حالة انضمامهما.
واعتبر ميرسيا جيوان نائب الأمين العام للناتو أنه إذا قررت فنلندا والسويد طلب العضوية فسوف يتم التعامل مع الطلب بشكل بناء، مؤكدا أن مخاوف تركيا بشأن انضمام هاتين الدولتين إلى الناتو يمكن معالجتها.
وفي هذا الصدد قالت وزيرة خارجية كندا ميلاني جولي إنها تأمل أن تكتمل عملية التصديق على عضوية فنلندا والسويد بالناتو في غضون أسابيع.
وكانت وكالة إنترفاكس الروسية قد أفادت في وقت سابق بأن الرئيس الفنلندي أبلغ -في اتصال هاتفي نظيره الرئيس فلاديمير بوتين- بخطط بلاده للانضمام إلى الحلف.
وقال الكرملين إن بوتين يرى أن تخليَ فنلندا عن السياسة التقليدية للحياد العسكري سيكون خطأً حيث لا توجد تهديدات لأمنها، وفق البيان.
وحذر بوتين من تأثير ما وصفه بـ “التغيير السلبي” في السياسة الخارجية لهلسنكي على العلاقات الروسية الفنلندية التي بُنيت لسنوات بروح حسن الجوار والتعاون والشراكة، وفق نص البيان.
من جهتها، قالت الرئاسة الفنلندية إن الرئيس نينيستو أبلغ بوتين أن حرب موسكو على أوكرانيا غيرت البيئة الأمنية لفنلندا، وإن انضمام هلسنكي إلى الناتو يعزز أمنها.
وبخصوص الموقف التركي، قالت رئيسة الوزراء الفنلندية سانا مارين إنها لا تريد أن تتوصل لاستنتاجات استباقية بخصوص موقف أنقرة من خطوة انضمام بلادها للناتو.
وأضافت مارين بأنه جرى نقاش طلب العضوية بالحلف مع تركيا ودول أخرى، وأن الردود كانت إيجابية للغاية حتى الآن.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد أعلن رفضه انضمام كل من فنلندا والسويد إلى الحلف بدعوى تحول هذين البلدين إلى “فندق لإرهابيي حزب العمال الكردستاني” الذي تعتبره أنقرة ومعها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة منظمة إرهابية.
لكن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أكد بعد محادثات مع نظيريه السويدي والفنلندي دعم بلاده لسياسة الباب المفتوح لعضوية الناتو. كما أعرب الرئيس الفنلندي عن استعداده للقاء نظيره التركي من أجل بحث مسألة انضمام بلاده للناتو.
وأشارت آخر استطلاعات الرأي في البلدين الإسكندنافيين بأن نسبة الفنلنديين الراغبين في الانضمام إلى النانو تجاوزت 3 أرباع، أي 3 أضعاف ما كانت عليه قبل الحرب في أوكرانيا.
وفي السويد، ارتفعت نسبة المؤيدين إلى حوالي 50% مقابل رفض 20%.
وبعد أقل من 3 أشهر على بدء الحرب في أوكرانيا، يستعد البلدان لطي صفحة نهج عدم الانحياز العسكري الذي يعود تاريخه إلى أكثر من 75 عاما في فنلندا، وإلى القرن الـ 19 في السويد.
وبدأ البلدان قطيعة مع حيادهما هذا في تسعينيات القرن الماضي مع انتهاء الحرب الباردة عبر إبرامهما اتفاقات شراكة مع الناتو والاتحاد الأوروبي، مما عزز تقاربهما مع الكتلتين الغربيتين.