حوارات و تقارير

كييف تتهم موسكو بالتوسع في قصف المدن.. وبايدن يتعهد بحزم مساعدات غير مسبوقة

دعاء رحيل
 
قدمت أوكرانيا، تحذير صريح من أن محادثات السلام مع موسكو معرضة لخطر الانهيار، وقالت إن روسيا تقصف مناطق في الشرق حيث تعهد المشرعون الأمريكيون بالموافقة بسرعة على حزمة أسلحة جديدة ضخمة لكييف، وفق ما ذكرت شبكة يور أكتف الأوروبية.
 
 
فيما حولت القوات الروسية تركيزها نحو شرق وجنوب أوكرانيا بعد أن فشلت في السيطرة على العاصمة في هجوم استمر حتى الآن تسعة أسابيع وحول المدن إلى أنقاض وقتل الآلاف وأجبر 5 ملايين أوكراني على الفرار إلى الخارج.
 
 
وسيطرت موسكو على مدينة خيرسون في جنوب أوكرانيا واحتلت معظم قواتها مدينة ماريوبول الساحلية الشرقية حيث تبذل الأمم المتحدة جهودًا لإجلاء المدنيين والمقاتلين المتحصنين في مصنع كبير للصلب.
 
 
ولم تعقد أوكرانيا وروسيا محادثات سلام وجهاً لوجه منذ 29 مارس، وتوترت الأجواء بسبب مزاعم أوكرانية بأن القوات الروسية ارتكبت فظائع أثناء انسحابها من المناطق القريبة من كييف.
 
 
ونفت موسكو هذه المزاعم، ومنذ ذلك الحين أجرى الجانبان محادثات عبر رابط الفيديو كونفيرانس.
 
 
وفي تصريحات للصحفيين من بولندا، التي استقبلت ما يقرب من 3 ملايين لاجئ أوكراني أعرب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن تشاؤمه بشأن احتمال استمرار المفاوضات مع روسيا، وألقى باللوم على الغضب الشعبي مما وصفه بفظائع روسية.
 
 
ونقلت إنترفاكس عن زيلينسكي قوله للصحفيين البولنديين: “إن المخاطر التي قد تنجم عن انتهاء المحادثات كبيرة بسبب ما تركوه (الروس) وراءهم ، والانطباع بأن لديهم كتاب قواعد اللعبة بشأن قتل الناس”.
 
 
كما زيلينسكي إن التقارير الإعلامية الروسية التي تفيد بأن بولندا تسعى للاستيلاء على أوكرانيا الغربية هي دعاية واضحة و “صواريخ معلومات معدة لبث الذعر”.
 
 
واستشهد سيرجي ناريشكين رئيس جهاز المخابرات الخارجية الروسي، بمعلومات غير منشورة قال إنها تظهر أن الولايات المتحدة وبولندا ، حلفاء الناتو ، يخططان لاستعادة السيطرة البولندية على جزء من غرب أوكرانيا.
 
 
وتقول موسكو إنها شنت غزوها جزئيا بسبب مخاوف من أن أوكرانيا قد تنضم إلى الحلف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة في حلف شمال الأطلسي.
 
 
وفي سياق متصل قال وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، إن أوكرانيا كانت ستُمنح ضمانات أمنية من دول مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لو كانت صادقة” في المفاوضات.
 
 
وذكر لافروف :”لقد علقنا المحادثات بسبب تضارب كلامهم، بسبب رغبتهم في المماطلة في كل مرة -وبقدر ما أستطيع- بسبب التعليمات التي يتلقونها من واشنطن ولندن وعواصم أخرى بعدم تسريع عملية التفاوض”، وذلك في مقابلة أوردتها وكالات الأنباء الروسية.
 
 
وأعربت الولايات المتحدة وبريطانيا عن دعمهما لأوكرانيا في المحادثات لكنهما قالتا إنه من الضروري مواصلة تسليح كييف.
 
 
ومن جهته طلب الرئيس الأمريكي جو بايدن من الكونجرس الأمريكي تقديم 33 مليار دولار كمساعدات جديدة ، بما في ذلك أكثر من 20 مليار دولار من الأسلحة.
 
 
ونال التمويل بدعم من الحزبين في الكونجرس وقالت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي إنها تأمل في تمرير الحزمة “في أقرب وقت ممكن”.
 
 
ويصف بوتين تصرفات موسكو بأنها “عملية عسكرية خاصة” لنزع سلاح أوكرانيا، والدفاع عن الناطقين بالروسية من الاضطهاد ، ومنع الولايات المتحدة من استخدام أوكرانيا لتهديد روسيا.
 
 
وترفض أوكرانيا مزاعم بوتين بالاضطهاد وتقول إنها تقاتل ضد استيلائهم على الأراضي على الطراز الإمبراطوري بهدف الاستيلاء الكامل على مقاطعتين شرقي أوكرانيا، دونيتسك ولوجانسك ، والمعروفين مجتمعين باسم دونباس.
 
 
وفي هذا الصدد قال مسؤولون أوكرانيون إن روسيا تقصف خط الجبهة بالكامل في دونيتسك بالصواريخ والمدفعية وقذائف المورتر والطائرات في جزء منه لمنع القوات الأوكرانية من إعادة تجميع صفوفها.
 
 
وذكر الجيش الأوكراني إن روسيا تستعد لشن هجمات في مناطق ليمان في دونيتسك وسيفيرودونتسك وبوباسنا في لوجانسك.
 
 
وأضاف أن روسيا في الجنوب “تواصل إعادة تجميع صفوفها وزيادة فاعلية النيران وتحسين موقعها”.
 
 
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها قصفت مواقع تخزين الأسلحة الأوكرانية ومعاقل الفصائل ومواقع المدفعية والطائرات المسيرة.
 
 
وذكرت روسيا في وقت سابق إن غواصة تعمل بالديزل في البحر الأسود قصفت أهدافا عسكرية بصواريخ كاليبر كروز ، في أول إعلان عن مثل هذه الضربات من غواصة.
 
 
ولفتت روسيا أيضا إلى إن صواريخها بعيدة المدى عالية الدقة دمرت منشآت إنتاج مصنع صواريخ في كييف.
 
 
وتقول أوكرانيا إن الهجوم استهدف مبنى سكني، مما أسفر عن إصابة مدنيين وقتل منتجة في إذاعة راديو أوروبا الحرة / راديو ليبرتي المدعومة من الولايات المتحدة.
 
 
وذكرت الإذاعة، إنه تم العثور على جثة المنتجة ، فيرا هيريتش ، تحت أنقاض المبنى.
 
 
وفي سياق موازِ قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأوكرانية أوليج نيكولينكو “كانت ذاهبة للنوم عندما أصاب صاروخ باليستي روسي شقتها في وسط كييف”.
 
 
وأكد مسؤول أمريكي أن هجوم كييف استهدف الإنتاج العسكري، دون أن يوضح ما إذا كان الهدف قد تم تدميره.
 
 
وأقرت أوكرانيا بفقدان السيطرة على بعض البلدات والقرى الشرقية، لكنها تقول إن مكاسب موسكو جاءت بتكلفة باهظة لقوة روسية انهكت بالفعل من هزيمتها السابقة بالقرب من العاصمة.
 
 
وذكر المستشار الرئاسي الأوكراني أوليكسي أريستوفيتش دون الخوض في التفاصيل “لدينا خسائر فادحة لكن خسائر الروس أكبر بكثير … لديهم خسائر أكثر فداحة”.
 
 
وذكر مسؤولون غربيون إنه قد انخفض عدد القتلى الروسبعد تضييق نطاق غزوها لكن الأعداد لا تزال “مرتفعة” ، بينما قالت وزارة الدفاع البريطانية إن المكاسب الروسية محدودة وذات لها “تكلفة كبيرة”.
 
 
وكانت أكثر المعارك دموية وأسوأ كارثة إنسانية للحرب في ماريوبول ، التي تحولت إلى أرض مدمرة بعد شهرين من القصف والحصار الروسي.
 
 
 
 
وفي هذا الشأن قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش خلال زيارة إلى كييف إن مناقشات مكثفة جارية لإجلاء الأوكرانيين من مصنع صلب آزوفستال في ماريوبول.
 
 
وأعرب أحد المقاتلين الأوكرانيين المتحصنين هناك عن اعتقاده بأنه سيتمكن مع مقاتلين آخرين من إنقاذ الجرحى والجنود الآخرين في المصنع وسيصلون إلى بر الأمان، حيث فشلت الجهود السابقة لإخلاء المصنع.
 
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى