تاريخ ومزارات

تاريخ شارع الرويعي.. شهد صراعات المماليك وخلاعة جنود الحملة الفرنسية

أميرة جادو

يعتبر شارع الرويعي تجسيد حي لعناد تلك الشوارع في مدينة القاهرة، ففي بدايته كان ممرًا تجاريًا مزدحمًا بالورش الصناعية الصغيرة، وسكانه الأوائل كانوا من التجار والحرفيين، واسمه يرجع إلى السيد أحمد الرويعي، شاهبندر (رئیس) تجار مصر في القرن التاسع الهجري.

تاريخ شارع الرويعي

ووفقًا لما ذكر في كتاب “القاهرة شوارع وحكايات”، شهد الشارع طوال تاريخه صراعات المماليك التي أدت إلى دحرهم، وتحمّل ثقل غطرسة نابليون بونابرت وخلاعة جنود الحملة الفرنسية، ولم يكن بعيدًا عن مؤامرات وتوازنات محمد علي باشا.

وأوضح الكتاب إن “الشارع عبارة عن سوق شعبية شهيرة تكاد تحتكر بعض البضائع ولا تكتفى بعرضها وبيعها، بل تصنعها داخل العديد من الورش الصغيرة التي تتلاحم على جانبي الشارع، وأبرزها ماكينات الخياطة ولوازم العمارات والموبيليا”.

يبدأ الشارع من شارع كلوت بك وحافة الأزبكية، وينتهي بغابة من الحارات الضيقة، وأبرز وأقدم منشآته هو جامع الرويعي، الذي شيده صاحبه أحمد الرويعي، شاهبندر التجار، وبه ضريحه الذي يرقد به حتى الآن.

وبالقرب من هذا الجامع كان يوجد قصر قائد أغا، أبرز رجال مراد بك، ومدير أمن القاهرة عام 1784.

وعندما اقتحمت الحملة الفرنسية، القاهرة، حوّل نابليون بونابرت هذا القصر إلى مقر دائم للديوان الذي شكله من العلماء والأعيان، وبسبب تردد قادة الحملة عليه، تعرض الشارع لعبث وجرائم الجنود الفرنسيين، ومنها أنهم هدموا جانبا من جامع الرويعي وحولوه إلى خمّارة، كما أقاموا في أول الشارع ملهى، كانوا يمارسون فيه نوعا من الفحش والخلاعة.

وبالإضافة إلى جامع الرويعي، يوجد على مشارف الشارع جامع آخر أنشأه قاسم بن الحاج محمد داده الشرايبي، الذي ينتمي إلى أسرة ثرية كانت تملك قصرا بالقرب من الشارع عرف باسم “العتبة الزرقاء”، وبعدها آل إلى عباس حلمي الأول، فهدمه وأعاد بناءه وسماه “العتبة الخضراء”، ومنه اتخذ الميدان القريب من الشارع اسمه.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى