حوارات و تقارير

ما أسباب خسارة الجيش الروسي للمئات من دباباته في أوكرانيا؟

دعاء رحيل
 
ذكر موقع «فيرست بوست» الهندي من خلال تقريرًا يُفسر أسباب خسارة الجيش الروسي للمئات من دباباته؛ يبدأْ الموقع الهندي تقريره بالإشارة إلى أن الحرب التي كان يُتوقع لها أن تنتهي في غضون أيامٍ قليلةٍ استمرت الآن لما يقرب من شهرين، ذلك أن طموحات روسيا في الاستيلاء السريع على أوكرانيا قوبلت بصمودٍ قويٍّ من القوات الأوكرانية.
 
وفي هذا الإطار نوه الموقع أن القوات الروسية، وحتى في ظِل تجهيزها بأسلحةٍ متطورةٍ، واجهت مقاومةً شرسةً من القوات الأوكرانية، والقوات المتحالفة معها، والتي دفعت القوات الروسية للتراجع من عدة مناطق احتلتها بسهولة في الأيام الأولى للحرب.
 

خسارة الدبابات

كما أشار التقرير إلى أن روسيا فقدت، في الخمسين يومًا الماضية، أفرادًا وأسلحة ومستودعات، بما في ذلك عددٌ كبيرٌ من الدبابات، وهو ما يطرح السؤال الآتي: ما الذي يجعل روسيا تفقد هذا العدد الكبير من دباباتها على الأراضي الأوكرانية؟
 
 
بينما أكد الموقع أن روسيا فقدت 684 دبابةً حتى 5 أبريل  وفقًا للصفحة الرسمية للقوات المسلحة الأوكرانية على «فيسبوك»، ويقدر العدد بـ 476، وفقًا لمدونة «أوريكس» المهتمة بالشؤون العسكرية والاستخباراتية التي تُعْنَى بإحصاء الخسائر العسكرية بناءً على صور من منطقة الحرب؛ ومن بين الـ476 دبابةً، دُمِّرَت 236 دبابةً، وأُتلفَت ثماني دبابات وتُركت 40، واستولى الأوكرانيون على 192 دبابةً.
 
وقدَّرت المدونة إجمالي عدد المركبات المدرعة المفقودة بـ2776 مركبةً، ووفقًا لمركز الأبحاث الأمريكي مؤسسة «راند» والمعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية، كان لدى روسيا أكثر من 2770 دبابةً قبل بدء الحرب.
 

ماذا وراء خسارة روسيا للدبابات؟

وبدوره أوضح التقرير أسباب خسارة روسيا للدبابات فيقول إن الأسلحة المضادة للدبابات التي أرسلتها دول حلف شمال الأطلسي (الناتو)، بما في ذلك الولايات المتحدة، لعبت دورًا مهمًّا في الدفاع ضد الهجوم الروسي، ووفقا لـ«بي بي سي»، زوَّدت الولايات المتحدة أوكرانيا بألفي صاروخ جافلين مضاد للدبابات في بداية الصراع، وقد أرسلت ما لا يقل عن ألفين آخرين منذ ذلك الحين.
وبحسب الشركة المصنِّعة لهذا الطراز من الصواريخ، شركة «لوكهيد مارتن»، يمكن إطلاق صاروخ جافلين بحيث ينفجر الصاروخ أعلى البرج المدرع للدبابة، حيث يكون الدرع هو المنطقة الأضعف في الدبابة، وأرسلت المملكة المتحدة أيضًا ما لا يقل عن 3600 صاروخٍ خفيفٍ مضادٍ للدبابات من الجيل المقبل «إن إل إيه دبليو»، والذي صُمم أيضًا للانفجار فوق قمة الدبابات المكشوفة نسبيًّا.
وبحسب الشركة المصنِّعة لهذا الطراز من الصواريخ، شركة «لوكهيد مارتن»، يمكن إطلاق صاروخ جافلين بحيث ينفجر الصاروخ أعلى البرج المدرع للدبابة، حيث يكون الدرع هو المنطقة الأضعف في الدبابة، وأرسلت المملكة المتحدة أيضًا ما لا يقل عن 3600 صاروخٍ خفيفٍ مضادٍ للدبابات من الجيل المقبل «إن إل إيه دبليو»، والذي صُمم أيضًا للانفجار فوق قمة الدبابات المكشوفة نسبيًّا.
 
كما أرسلت الولايات المتحدة 100 طائرة مسيَّرة من طراز «سويتش بليد» التي يطلق عليها «كاميكازي» إلى أوكرانيا، ويمكن للطائرات الآلية أن تحوم على مسافةٍ من الهدف وتضرب في الوقت المناسب.
 

فشل لوجستي وعدم كفاءة روسية

وأكد الموقع أن أرقام مدونة «أوريكس» تظهر أن نصف الدبابات الروسية المفقودة لم تدمرها أو تتلفها القوات الأوكرانية، ولكن استولى عليها الجنود الأوكرانيون أو تركها الجنود الروس.
 
ومن جهته قال فيليبس أوبراين، أستاذ الدراسات الإستراتيجية في جامعة سانت أندروز، يعود سبب ذلك إلى عدم كفاءة القوات الروسية والفشل اللوجستي، ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية عن البروفيسور أوبراين قوله: «شاهدنا صورًا لدبابات روسية تجرها جرارات المزارعين الأوكرانيين»، ويقول نيك رينولدز، محلل أبحاث الحرب البرية في المعهد الملكي للخدمات المتحدة، إن بعض الدبابات تخلى عنها الجنود الروس بسبب نفاد الوقود، الأمر الذي يشير إلى فشل لوجستي من جانب روسيا.
 
 
كما ألقى التقرير اللوم في هذا يقع أيضًا على موسم طين الربيع في أوكرانيا، والذي يُطلق عليه «بيزدوريزهزهيا» (التي تعني بالروسية الطرق السيئة)، ولكنه يستخدم للإشارة إلى الظروف المُناخية خلال موسم الربيع عندما يتسبب هطول الأمطار أو ذوبان الثلوج على الطرق غير المعبدة في وجود كثير من الوحل على تلك الطرق.
 
وفي السياق ذاته رينولدز لبي بي سي: «تخلى الجنود الروس عن بعض هذه الدبابات بسبب نفاد الوقود، وهو ما يُعد فشلًا لوجيستيًّا، بينما عَلُق بَعضُها في الوحل الربيعي، لأن القيادة العليا الروسية غزت في وقت غير مناسب من العام»، وفق نهاية التقرير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى