حوارات و تقارير
على خليفة الغزو الروسي.. بريطانيا تدعم أوكرانيا عسكريا
دعاء رحيل
بدعم غير مسبوق تقوم المملكة المتحدة بالدعم العسكري على أوكرانيا ، ولا يتفوق عليها في هذا الدعم سوى الولايات المتحدة.
وبشكل فاجأ الجميع ظهر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون يتجول السبت الماضي في شوارع كييف، رفقة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ليعلن جونسون عن زيادة في حجم الدعم العسكري المقدم من بلاده إلى أوكرانيا.
وفي تطور لافت، أعلنت لندن إمكانية إرسال صواريخ مضادة للسفن قادرة على مهاجمة السفن والبوارج الحربية الروسية، التي تقصف عددا من المدن الأوكرانية، إضافة إلى مدرعات وأنظمة صواريخ متطورة.
وفي الوقت الذي أعلنت فيه ألمانيا أنها بلغت الحد الأقصى في تزويد أوكرانيا بالسلاح من مخازنها، ما زالت بريطانيا ترسل المزيد، بل إنها استدعت مسؤولين من وزارة الدفاع الأوكرانية لزيارة لندن، ولقاء كبار قادة الجيش لمعرفة حاجياتهم من السلاح.
آلاف الصواريخ
من المتوقع أن ترسل بريطانيا نحو 6 آلاف صاروخ، من بين صواريخ مضادة للدبابات، وقنابل شديدة التفجير، وتقول بريطانيا إن كل هذه الصواريخ هي صواريخ دفاعية.
وقد سبق أن أرسلت لندن 4 آلاف صاروخ مضاد للدبابات منذ بداية الحرب في 24 فبراير الماضي، من بينها صواريخ “جافلين” (Javelin) وصواريخ مضادة للدروع توجه عن طريق الليزر، مما يعني أن مجموع الصواريخ المقدمة لأوكرانيا من المساعدات بريطانية بلغ 10 آلاف صاروخ.
وتبلغ قيمة هذه المساعدات أكثر من 130 مليون دولار، فضلا عن تخصيص 30 مليون دولار من ميزانية وزارة الخارجية البريطانية المخصصة للصراعات الأمنية والاستقرار، لدفع رواتب الجنود والطيارين الأوكرانيين.
عشرات المدرعات
من المتوقع أن يتسلم الجيش الأوكراني نحو 120 سيارة مدرعة من الجيش البريطاني من طراز “ماستيف” (Mastiff)، وهي مدرعة لنقل الجنود وتم استعمالها من طرف الجيش البريطاني خلال غزو أفغانستان.
مدرعة ماستيف تتوفر على منصة آلية لإطلاق الصواريخ (غيتي)
وستسحب بريطانيا عددا من الأجهزة الحساسة من هذه المدرعات قبل تسليمها إلى أوكرانيا، خشية سقوطها خلال المعارك في يد الروس، والتعرف على التكنولوجيا المعتمدة فيها.
هذه العربة المدرعة قادرة على حمل 8 جنود إضافة للسائق، ويمكن أن تحمل أسلحة رشاشة، إضافة لمنصة آلية لإطلاق الصواريخ، وتبلغ سرعتها القصوى 90 كيلومترا في الساعة.
وستصل هذه العربات إلى دولة مجاورة لأوكرانيا بغرض تدريب الجنود الأوكرانيين عليها، قبل دخولها لساحة المعركة، والهدف منها هو منح الجيش الأوكراني سرعة الحركة والتنقل.
مضادات للطائرات
من بين منظومات الصواريخ المتطورة التي تصل للجيش الأوكراني من نظيره البريطاني، صواريخ “ستار ستريك” (Starstreak) المضادة للطائرات.
وهو صاروخ قصير المدى للدفاع الجوي عالي السرعة، حيث يمكنه إسقاط الطائرات المقاتلة، ويتميز بكونه يتوفر على 3 قاذفات موجهة بالليزر لتوجيه ضربات متعددة على أهداف تبلغ سرعتها القصوى نحو 3 آلاف و700 كيلومتر في الساعة.
وتقول شركة “طاليس” (Thales) الفرنسية المصنعة لـ”ستار ستريك” عن هذا الصاروخ كأنه يتكون من 3 سهام شديدة التفجير، ويتم إطلاقها من منصة تعمل بمحرك صاروخي، مما يمنحها قوة دفع شديدة، وتقول الشركة إن هذا الصاروخ يكاد يكون مقاوما للإجراءات المضادة لأي هدف يستهدفه.
مضادات للسفن
لا تزال أنباء سعي بريطانيا إلى مد أوكرانيا بصواريخ مضادة للسفن غير مؤكدة بشكل رسمي، رغم نقل أكثر من وسيلة إعلام بريطانية تصريحات عن مسؤولين عسكريين تؤكد كلها عزم لندن منح هذه الصواريخ لكييف.
ويتعلق الأمر بصواريخ “هاربون” (Harpoon) أميركية الصنع، التي سيشكل دخولها ساحة المعركة تطورا نوعيا في مجرياتها، خصوصا في البحر الأسود الذي تهيمن عليه روسيا.
ويفوق طول هذا الصاروخ 5 أمتار، وهو من أكثر الصواريخ المعتمدة لدى الجيوش البحرية في العالم، إذ تتوفر عليه قرابة 600 سفينة حربية تابعة لحلف شمال الأطلسي “ناتو” (NATO).
و”هاربون” صاروخ طويل المدى، يصل مداه إلى 112 كيلومترا، وتبلغ سرعته 860 كيلومترا في الساعة، مع قدرة تفجيرية هائلة، بحيث يستطيع حمل حوالي 600 كيلوغرام من المواد المتفجرة، مع دقة عالية في إصابة الهدف واختراقه.
سلاح المدفعية
من بين الأسلحة المرشح وصولها إلى أوكرانيا توجد مدفعية “إيه إس-90 هاوتزر” (AS-90 howitzer) وهي بريطانية الصنع، وما زالت النقاشات مستمرة بين لندن وكييف بشأن طريقة وصول هذه المدفعية إلى الجيش الأوكراني.
وقد استخدم الجيش البريطاني ذلك النوع من المدفعية خلال احتلال العراق، ويبلغ مدى هذه المدفعية 25 كيلومترا، ومن المتوقع أن تساعد الجيش الأوكراني في المعارك الكبرى في مناطق الشرق.
وتشير صحيفة “ديلي ميل” (Daily Mail) البريطانية إلى أن هناك تنسيقا بين بريطانيا والولايات المتحدة من أجل تزويد أوكرانيا بصواريخ تفوق سرعة الصوت، في حال ما استمرت المعارك مع القوات الروسية، إلا أن هذا الخيار سيبقى خيارا أخيرا، بالنظر لتطور هذه الصواريخ، التي تفوق سرعتها سرعة الصوت بحوالي 5 مرات.
في المقابل، تستبعد تقارير إعلامية احتمال تزويد كييف بصواريخ تفوق سرعة الصوت، بالنظر لكون هذه الصواريخ ما زالت تحت التطوير والاختبار، كما أنها صواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية، ويمكن إطلاقها من الطائرات، وسيؤدي دخولها الحرب إلى تعقيد الأوضاع أكثر.
وستنضاف كل الأسلحة المذكورة سابقا إلى صواريخ “جافلين” أميركية الصنع، التي حصلت عليها أوكرانيا من بريطانيا والولايات المتحدة، والتي أسهمت حسب تقديرات عسكرية في تقديم دعم قوي للجيش الأوكراني.