كتابنا
ملخص كتاب سيكولوجية الجماهير غوستاف لوبون
ملخص كتاب سيكولوجية الجماهير غوستاف لوبون
سيكولوجية الجماهير – يوجد هناك علم يستخدم مصطلحات علم النفس بطريقة أخرى، إنه عام النفس الاجتماعي الذي أصبح من أهم العلوم الإنسانية كعلم النفس وعلم الاجتماع، وأول من أسس هذا العلم هم الفرنسيون و غوستاف لوبون تحديداً؛ فهو أول من تكلم في هذا العلم من خلال هذا الكتاب الذي بين أيدينا والذي تناول فيه الخصائص النفسية للجماهير، وتفسير طبيعة المجموعات وكيف تتحرك وتستجيب، وبالرغم من أنه الكتاب صدى 1895م إلا أنه لا يزال مرجعاً مهماً لدراسة نفسية الجماهير.
الكتاب الأول: روح الجماهير – سيكولوجية الجماهير
الفصل الأول: الخصائص العامة للجماهير- القانون النفسي لوحدتها الذهنية
الجمهور في علم النفس هو مجموعة من الأفراد لها نفس الخصائص ونفس الدوافع التي تحركها وتحرضها، فيتصرف هؤلاء الأفرء كفرد واحد، فعندما يكون الفرد منعزلاً في غير جماعة فإنه يكون له صفاته الخاصة التي تميزه، ولكن عندما يندمج هذا الفرد داخل جماعة فإنه يتم استبدال عقله بالعقل الجمعي وتطمس الشخصية الواعية للفرد، وتصبح عواطف وأفكار الوحدات المصغرة المكونة للجمهور موجهة في نفس الإتجاه، وعندئذٍ تتشكل روح جماعية وكينونة واحدة تخضع لقانون الوحدة العقلية للجمهور.
الفصل الثاني: عواطف الجمهور وأخلاقيتها
خصائص الجماهير تشبه خصائص البدائيين أو المتوحشين أو الأطفال ومنها:
أ- سرعة انفعال الجماهير وحمقها ونرقها
الجمهور مقود كلياً من قبل اللاوعي -سيكولوجية الجماهير- ؛ فأعماله واقعة تحت تأثير الحبل الشوكي أكثر مما هي واقعة تحت تأثير المخ أو العقل؛ فهوعبد للمحرضات التي يتلقاها سواء كانت بطولية أو جبانة، مجرمة أو كريمة، مع أن الفرد قد يتعرض لنفس للمحرضات لكن عقله يتدخل ويبين له مساوئ الانصياع وراءها، والجمهور كالإنسان الهمجي لا يعبأ بأي عقبة تحول بينه وبين تحقيق الرغبة.
ب- سرعة تأثر الجماهير وسذاجتها وتصديقها لأي شيء
مهما تكن حيادية الجمهور، فإنه يجد نفسه في حالة من الترقب المهيأة لتلقي أي اقتراح، لذا فأي اقتراح يطلق في تجمع بشري معين ينتشر كالعدوي، وتتحول الفكرة فوراً إلي فعل سواء كان عمل خيري أو حرق قصر، فالجمهور محروم من أي تفكير نقدي.
ت- عواطف الجمهور: تضخيمها وتبسيطها
العواطف التي تعبر عنها الجماهير سواء كانت طيبة أو
شريرة تتميز بطابع مزدوج: مضخمة جداً ومبسطة جداً،
وذلك لأن الجمهور كالكائنات البدائية ينظر للأمور ككتلة
واحدة لا يعرف التدرجات الانتقالية، فبساطة عواطف
الجماهير تحميها من عذاب الشكوك وعدم اليقين، فما إن
يتبادر خاطر ما فإنه يتحول إلى يقين لا يقبل الشك،
والشعور البسيط بالنفور أو عدم الاستحسان عند الفرد
المعزول يتحول عند الجماهير إلي حقد هائج.
ث- تعصب الجماهير واستبدادها ونزعتها المحافظة
بما أن الجماهير لا تعرف إلا العواطف البسيطة أو المتطرفة، فإن الأفكار والقواعد التي تُروج لهم إما تقبل أو تُرفض دفعة واحدة، إما تعتبر حقائق مطلقة أو أخطاء مطلقة، إن الجماهير تحتمل الاستبداد والتعصب بنفس السهولة التي تمارسها، فهي تحترم القوة ولا تحترم الطيبة وتعتبرها ضعفاً -سيكولوجية الجماهير- .
ج- أخلاقية الجماهير
إذا كنا نعني بالأخلاق الاحترام الحقيقي للأعراف والتقاليد والقمع الدائم للنزوات الأنانية، بالجماهير ليست مؤهلة بهذا التعريف لاحترام الأخلاق، وإذا كنا نعني بالأخلاق بعض الصفات كالتفاني والإخلاص والتضحية فالجماهير أخلاقية بهذا المعني إلي أقصي حد.
الفصل الثالث: أفكار، محاجات عقلية، مخيلة الجمهور: سيكولوجية الجماهير
أ- أفكار الجماهير
تنقسم الأفكار إلي نوعين: أفكار عابرة تتشكل تحت تأثير اللحظة كالانبهار بمعتقد ما أو فرد ما، وأفكار أساسية تتشكل من البيئة والوراثة والرأي العام، ولكي تتمكن الأفكار من الجمهور يجب تبسيطها جداً حتي تنزل من طبقة إلي أخري حتي تصل إلي مستوي الجماهير، ولا تمارس الفكرة إلا بعد أن تنتقل إلي اللاوعي -سيكولوجية الجماهير-.
ب- المحاجات العقلية للجماهير
المحاجات التي تؤثر بها علي الجماهير متدنية جداً إلي حد أنه لا يمكن وصفها بالعقلانية إلا من خلال القياس والتشبيه، وهي ترتكز علي الضم والترابط، فالأفكار الموصولة ببعضها بينها روابط ظاهرية من التشابه أو التوالي، كالإسكيمو الذي يعرف أن الجليد يذوب في الفم، فيعتقد أن الزجاج لأنه شفاف كالثلج يمكن أن يذوب في الفم، كما أن الجماهير تقوم بالتعميم علي حالات فردية وخصوصية، هاتان هما الخاصيتان الأساسيتان للمنطق الجماعي، والخطيب الذي يعرف كيفية التلاعب بالجمهور يستخدم هذه الارتباطات فهي وحدها القادرة علي التأثير فيهم وتحريكهم، أما المحاجات العقلية فلا يفهمها الجمهور إطلاقاً ولا يمكن إقناعه بالمنطق.
ت- خيال الجمهور
خيال الجمهور كخيال كل الكائنات التي لا تفكر عقلانياً؛ فهو مهيأ التأثير العميق، فالصور التي تثيرها في نفوسهم شخصية ما أو حدث أو حادث ما لها نفس قوة وحيوية الأشياء الواقعية نفسها، ولأن الجماهيرلا تفكر إلا عن طريق الصور فأكثر ما تتأثر به هو العروض المسرحية أو التمثيلية بشكل عام.
الفصل الرابع: الأشكال الدينية التي تتخدها كل قناعات الجماهير
تمثل قناعات الجماهير في فترات الإيمان كما في فترات الانتفاضات السياسية الكبري عاطفة دينية، لها خصائص بسيطة جداً أولاً: عبادة إنسان يعتبر خارقاً للعادة، فتنصاع وراء كل أوامره بشكل أعمي، وتخاف من القوة التي تعزو إليه، واستحالة مناقشته واعتبار من يرفضون أفكاره أعداء؛ فما استمرت الامبراطورية الرومانية طيلة خمسة قرون إلا لأن الامبراطور كان معبوداً من الشعب كإله وكانت له هياكل حتي في أصغر القري.
الكتاب الثاني: آراء الجماهير وعقائدها
الفصل الأول: العوامل البعيدة المشكلة لعقائد الجماهير
العوامل التي تحدد آراء الجماهير وعقائدها نوعين: عوامل قريبة مباشرة وعوامل بعيدة تتمثل في:
أ- العرق
ب- التقاليد الموروثة
ت- الزمن
ث- المؤسسات السياسية والاجتماعية
ج- التعليم والتربية
الفصل الثاني: العوامل المباشرة التي تساهم في تشكيل آراء الجماهير
أ- الصور والكلمات والعبارات
تتأثر مخيلة الجماهير بالصور، وإذا لم نكن نملك الصور، فإننا يمكن أن نثيرها في المخيلة عن طريق استخدام العبارات والكلمات الذكية، وخصوصاً تلك الكلمات التي يصعب تحديد معناها بدقة مثل: ديموقراطية، مساواة، حرية، فهي تمتلك أكبر قدرة علي التأثير.
ب- التجربة
التجربة هي تقريباً المنهج الوحيد الفعال لزرع حقيقة ما في روح الجماهير بشكل راسخ، لذلك لزم أوروبا التضحية بملايين البشر حتي يستخلصوا حقيقة ما، لكن الأجيال اللاحقة عليها أن تجرب بنفسها.
ت- الأوهام
ث- العقل
العقل عامل سلبي لا إيجابي في التأثير على الجماهير، لكي تقنع الجماهير عليك أن تستخدم العاطفة- سيكولوجية الجماهير -.
الفصل الثالث: محىدرمو الجماهير ووسائل الإقناع التي يمتلكونها
· محركو الجماهير
ما إن يتجمع عدد من الكائنات الحية بشر أو حيوانات، فإنهم يضعون نفسهم بشكل غريزي تحت سيطرة وسلطة قائد أو زعيم، والقادة ليسوا رجال فكر وإنما رحال انخراط وممارسة وهم قليلوالفطنة وغير بعيدي النظر، والشيء الذي يسيطر علي روح الجماهير ليس الحاجة إلي الحرية وإنما العبودية، فظمأها للطاعة يجعلها تنصاع غريزيا ً لمن يعلن أنه زعيمها.
· وسائل العمل التي يستخدمها المحركون أو القادة: التأكيد، التكرار، العدوي
التأكيد المجرد بدون أي حجة عقلانية أو برهان وسيلة موثوقة لإدخال فكرة في روح الجماهير، ومن ثم يأتي التكرار ليتشكل رسوخ الفكرة، وبعد فترة من التكرار ننسي صاحب الفكرة أو القول ونؤمن به لأنه انتقل إلى اللاوعي حيث تصنع دوافع كل أعمالنا.
· الهيبة الشخصية
الهيبة نوعان: هيبة مكتسبة تجئ من اسم العائلة الثروة أو الشهرة أو المنصب، وهيبة شخصية، وهي ملكة مستقلة عن أي لقب أو سلطة، يمتلكها القليل ومن خلالها يمارسون سحراً مغناطيسياً جذاباً علي الناس يجعلهم يطيعونهم طاعة عمياء، وهناك عدة عوامل تلعب دوراً في تشكيل الهيبة الشخصية أهمها النجاح، فالهيبة الشخصية تتلف بالفشل والمناقشة والمجادلة، فمن حافظوا على هيبتهم الشخصية حافظوا على مساحة فاصلة بينهم وبين الجماهير بعيداً عن النقاش والمجادلة.
الفصل الرابع: محدودية تغييرعقائد الجماهير وآرائها
هناك عقائد إيمانية كبري تدوم قروناً وترتكز عليها الحضارة، مثل النظام الاقطاعي في الماضي، ثم أفكار المسيحية، ثم أفكار الإصلاح المسيحية التي نادي بها لوثر، ثم الأفكار الديموقراطية والاجتماعية ، والآراء المتغيرة مثل آراء الفنون والآداب، وفوق العقائد الراسخة تتموضح طبقة من الآراء السطحية والأفكار التي تولد وتموت باستمرار.
الكتاب الثالث: تصنيف الفئات المختلفة من الجماهير ودراستها
الفصل الأول: تصنيف الجماهير
تنقسم الجماهير إلي جماهير متجانسة كالزمر والطبقات وغير متجانسة ومنها جماهير مغفلة كجمهور الشارع مثلاً وغير مغفلة كالمجالس البرلمانية.
الفصل الثاني: الجماهير المدعوة بالمجرمة
بعض أعمال الجماهير هي مجرمة بذاتها ولذاتها، وتكون ناتجة عموماً عن تحريض ضخم، والأفراد الذين ساهموا فيها يقتنعون فيما بعد بأنهم قد أطاعوا واجبهم، وهذه ليست أبداً حالة المجرم العادي فتاريخ الجرائم التي ارتكبها الجماهير توضح حقيقة شعورهم بالانتماء وتأدية الواجب، والخصائص العامة للجماهير المدعوة بالمجرمة هي بالضبط نفس الخصائص لدي كل أنواع الجماهير، وهي: قابلية التحريض، السذاجة وسرعة التصديق، الحركية والخفة، المبالغة في العواطف، تبدي بعض الأشكال الأخلاقية.
الفصل الثالث: محلفو محكمة الجنايات
تشكل فئة محلفو الجنايات مثالاً ممتازاً علي الجمهور غير المتجانس وغير المغفل، والمحلفون يبرهنون علي ضعف أهميتهم فيما يخص المستوي العقلي لمختلف للعناصر التي تشكل جمهوراً ما وذلك من خلال وجهة نظر القرارات المتخذة، فهم لا يبدون أي شفقة أو رحمة تجاه الجرائم التي تنال منهم والتي هي أخطر شيء بالنسبة للمجتمع، ولكنهم يبدون متسامحين تجاه الجرائم المدعوة بالغرامية أو العاطفية، وهيئات المحلفين مسحورة ككل الجماهير بمظاهر الهيبة والحظوة الشخصية.
الفصل الرابع: الجماهير الانتخابية
الجماهير الانتخابية تشكل جماهير غير متجانسة، ولا تتواجد فيها إلا البعض من خصائص كل الجماهير، ولها خصائص خاصة هي: ضعف التفكير العقلاني، انعدام الروح النقدية، النزق وسرعة الغضب، السذاجة وسرعة التصديق، التبسيطية، ونعثر في قراراتهم علي تأثير القادة المحركين وعلي دور عوامل الإقناع وهي التأكيد والتكرار والهيبة الشخصية والعدوي.
الفصل الخامس: المجالس النيابية
المجالس النيابية تشكل جماهير غير متجانسة وغير مغفلة، وبالرغم من اختلاف طرائق اختيارها تبعاً للعصور والشعوب إلا أنها تتشابه كثيراً في خصائصها والتي تتشابه مع الخصائص العامة لكل أنواع الجماهير، والنظام البرلماني يلخص في الواقع المثال الأعلى لكل الشعوب المتحضرة الحديثة، إنه يجسد تلك الفكرة الخاطئة من الناحية النفسية ولكن المقبولة بشكل عام وشامل.