«البرقع» زينة المرأة البدوية وثروتها.. تعرف على مكوناته
أميرة جادو
شهدت نواحي الحياة الاجتماعية بسيناء حالة من التطور وعلى الرغم من هذا التطور لا تزال المرأة البدوية بمناطق رفح والشيخ زويد تتمسك بارتداء البرقع المعروف باسم «الياشمك»، فالبرقع يعتبر رصيداً بنكياً متحركاً لما يتضمنه من قطع ذهبية يقدر ثمنها بآلاف الجنيهات، لكنه أيضاً بمثابة بطاقة تعريف باسم القبيلة التي تنتمي إليها المرأة والمنطقة التي تقيم فيها، حيث يختلف شكل البرقع وما يحتوي عليه من حلي من قبيلة إلى أخرى.
ارتدت المرأة البدوية البرقع لحمايتها من أعين الرجال، لكنه تحول تدريجياً إلى زينة لها وعنوان للجمال، ولم ينجح زحف المدنية الحديثة في إزالته من على وجه السيناويات في كثير من المناطق لا سيما النائية منها، والتي لم تعرف البنايات الأسمنتية الشاهقة أو ضجيج الحضارة الحديثة، والبرقع عبارة عن قطعة قماش من الحرير أو القطن تسمح للمرأة بالتنفس بطريقة طبيعية، وكانت المرأة البدوية قديماً تقوم بصباغة هذا القماش باللون الذي اعتادت عليه القبيلة التي تنتمي إليها، ففي منطقة بئر العبد مثلاً شمال سيناء يرتدي نساؤها أطول وأكبر البراقع حجماً، بينما في منطقة الشيخ زويد فهو أقصر وأصغر، وفي وسط سيناء تستعمل البرقع الصغير، وكذلك الحال في جنوب سيناء، وأشهر ألوانه الأحمر والبرتقالي والبني والأبيض.
ويأتي البرقع في مقدمة الأزياء التراثية التي لا يمكن الاستغناء عنها عند البدويات خاصة المتواجدين في الوديان والتجمعات البدوية في عمق الصحراء، حيث تتبرقع به المرأة ليخفي ما أمكن من معالم الوجه، ولا يبقي منه سوى العينين، ولا يمثل البرقع أدنى مشكلة للمرأة البدوية في التعامل اليومي وحتى خلال تناول الطعام والشراب، حيث تستخدم اليد اليمنى في تناول الطعام وترفع طرف البرقع بيدها اليسرى بخفة شديدة فلا يلاحظ فمها أثناء تناول الطعام.
مكونات البرقع
الوقاه: وهى عبارة عن قطعة من القماش القطني باللون الأسود، مطرزة بخيوط ملونة تغطي الرأس والاذنين وتعقد بشريطتين تحت الذِقن.
البرقع: هو قطعة من النسيج أو القماش مربعة مستطيلة من كريشة ذات لون أحمر، أو أصفر، أو أبيض مطرزة بخيوط ملونة، يتم تزيينها بقطع صغيرة من النحاس أو الفضة أو الذهب مرصوصة صفوفاً عن جانبيه وأسفله، يغطي الوجه من الأنف الى ما تحت الذقن.
الجبهة: هي قطعة من قماش البرقع ترتديها البدوية على الجبهة فتغطيها وقد جعل لها حلقتان من الجنبين، وفي كل حلقة يتدلى منها على الصدغين والكتفين سلاسل من قطع النقود القديمة أو الودع تدعى الواحدة منها “شكة”.. ثم يعقد بكل حلقة شريطتان شريطة تتدلى الى أسفل تربطها بالبرقع وشريطة ترد الى الوراء وتشد برفيقتها في مؤخر الرأس فتثبت البرقع والوقاه معاً.. ويتدلى من وسط الجبهة شريطة أخرى تجئ فوق الأنف فتشد البرقع من الوسط.
