تاريخ ومزارات

ابن القف: الطبيب العربي الذي أبهر العالم بكتبه وخطه

ابن القف 630 هـ – 685 هـ هو العالم المشهور أبو الفرج بن يعقوب، الذي يلقب بابن القف، من أهل الكرك، كان طبيباً وفيلسوفاً ماهراً، ولد في سنة 630 هـ، وانتقل إلى رحمة الله في دمشق في سنة 685 هـ، وقد أشاد به ابن أبي أصيبعة في ترجمته له. من كتبه القيمة (كتاب الأصول في شرح الفصول) لبقراط، الذي وجد منه نسخ مخطوطة في مكتبات عدة مثل لندن، والجزائر، والقاهرة، والإسكندرية، وتونس، والمكتبة الشرقية ببيروت، ونشر ملخصه الدكتور بشاره زلزل في الإسكندرية سنة 1902 م. و (كتاب الشافي) في الطب، و (كتاب العمدة في صناعة الجرّاح) الذي طبع في حيدر آباد سنة 1356 هـ.

من هو ابن القف

وقال عنه ابن أبي أصيبعة في “عيون الأنباء في طبقات الأطباء”: ((هو الفيلسوف العظيم العالم أيمن الدولة أبو الفرج ابن العالم الوحيد موفق الدين بن إسحاق بن القف من نصارى الكرك، ولد بالكرك في يوم السبت ثالث عشر ذي القعدة سنة ثلاثين وستمائة، وكان أبوه موفق الدين صاحبي الوفي الدائم في تجديد محبته، محافظاً عليها طوال عمره وعمره؛ تنال خيرات مجالسته، وتبدو حسنات معاشرته؛ أبهى أهل عصره وأجلّ أقرانه، حافظ للشعر، عارف بنقل التاريخ والخبر، متفوق في علم العربية، متقن للفنون الأدبية، قد احتوى في الكتابة على أصولها وفروعها.

ووصل إلى النهاية من بعيدها وجميلها، وله الخط المشهور الذي هو لذة الأبصار، ولا يساويه كاتب في جميع البلدان والمدن، كان في أيام الملك الناصر يوسف بن محمد كاتباً بصرخد عاملاً في ديوان البر، وكان ابنه هذا أبو الفرج ظاهراً فيه الفضل من صغره، كما ثبت في كبره، جميل الهيئة قليل الكلام، ذكي الفهم مولعاً بسيرة العلماء فأراد أبوه تعليمه الطب فطلب مني ذلك فأقمته معي حتى حفظ الكتب الأولية المشهورة حفظها في صناعة الطب كمسائل حنين والفصول لأبقراط، وتقدم في المعرفة له، وعلم شرح معانيها، وفهم أسس بنائها، وقرأ علي بعد ذلك في العلاج من كتب أبي بكر محمد بن زكريا الرازي، ما عرف منه أنواع الأمراض، وعظم العلل في الأجسام، وتأكد معالجة المعالج وتجربة المداواة، وعرفته أصول ذلك وفصوله، وفهمته دقائقه ومخرجه، ثم رحل أبوه إلى دمشق المباركة، وخدم بها في الديوان العالي.

وسافر ابنه معه واختلط بجماعة من الفضلاء، فقرأ في العلوم الحكمية والأجزاء الفلسفية على الشيخ شمس الدين عبد الحميد الخسروشاهي وعلى عز الدين الحسن الغنوي الأعمى وقرأ أيضاً في صناعة الطب على الحكيم نجم الدين بن منفاخ وعلى موفق الدين يعقوب السامري، وقرأ أيضاً كتاب أوقليدس على الشيخ مؤيد الدين العرضي، وفهم هذا الكتاب فهماً فتح به مغلق أقواله، وحل عسير أشكاله، وخدم أبو الفرج بن القف بصناعة الطب في قلعة عجلون وأقام بها سنوات عديدة ثم رجع إلى دمشق وخدم في قلعتها المحمية لمعالجة المرضى وهو ممدوح في أفعاله مثنى عليه في جميع أحواله وله من الكتب كتاب الشافي في الطب، شرح الكليات من كتاب القانون لابن سينا ست مجلدات، شرح الفصول كتابين مقالة في حفظ الصحة كتاب العمدة في صناعة الجراح عشرين مقالة علم وعمل يذكر فيه كل ما يحتاج إليه الجرائحي فلا يحتاج إلى سواه، كتاب جامع الغرض مجلد واحد، حواش على ثالث القانون لم يوجد، شرح الإشارات مسودة ولم يتم، المباحث المغربية ولم تتم، توفي في جمادى الأولى سنة خمس وثمانين وستمائة واللّه أعلم)).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى