حوارات و تقارير

الأمية تمحو نهضة الدول..خبراء يجب تضافر جهود جميع أجهزة الدولة للقضاء عليها 

دعاء رحيل

عميد كلية التربية الرياضية جامعة أسوان ..الأمية والتخلف وجهان لعملة واحدة

 

أستاذ علم النفس التربوي ..يجب تضافر جهود جميع أجهزة الدولة للقضاء على الأمية

 

أمين المجلس الأعلى للقبائل العربية والمصرية محافظة أسوان..انتشار الأمية ترجع إلى موروثات قديمة

 

الدكتور عز السيد الصادق_قبيلة الأشراف..انتشار الأمية نتيجة التضخم السكاني

تعتبر الأمية هي هدم لأي دولة وقضاء على مستقبلها من جميع النواحي السياسية والاقتصادية والتعليمية..إلخ، وأكد المركز القومي البحوث مؤخرا على حسب دراسة له على انتشار نسبة الأمية في جميع أنحاء مصر بصفة عامة ولكن في الوجه القبلي والمحافظات الحدودية، حيث يوجد نسب كبير من التسرب من التعليم واتجاه الأطفال إلى العمالة في سن صغير جدا ويكون ذلك بمعرفة وموافقة الأهل وفي بعض الأحيان بإصرارهم.

 

أسباب اجتماعية

وفي هذا الصدد قال الأستاذ الدكتور عادل محمد عبدالمنعم مكي_قبيلة الأشراف_ أستاذ الإدارة الرياضية عميد كلية التربية الرياضية جامعة أسوان، أن الأمية والتخلف تعتبران وجهان لعملة واحدة، ويوجد عدة أسباب تؤدي إلى التسرب من الدراسة والعمل فى سن صغيرة وذلك بمعرفة الأهل والسبب الأول هو المستوى الاجتماعى والثقافي للأسرة بعدم الاهتمام بالتعليم كأحد خيوط التنمية وعدم الإدراك لهم بأهمية التعليم.

 

 

كما أكد مكي، أن ارتفاع ظاهرة الرسوب والتسرب في التعليم الابتدائي نتيجة ضعف تعليم وعدم تطبيق القرار رقم ٧٠٠ بتاريخ ١٩٩٩/٥/٢٥ الذي يحظر عمالة الأحداث ما يؤدي إلى التسرب في المرحلة الابتدائية، مؤكداً أن الصف الرابع مثال على تعليم التلميذ المهارات الأساسية للتعليم (القراءة والكتابة). والتسرب هو أهم رافد من الروافد التي تغذي منابع الأمية، كما أن الفقر يعد من الأسباب الأساسية للأمية وانتشارها.

 

 

وأوضح مكي،هناك أسباب أخرى تؤدي إلى تفشي الأمية وهي عدم وظيفية المناهج التعليمية لربط المتعلّم بالتدريب المهني المنتج وربط الأمية بنظام التعليم العام، كما أن هناك سبب آخر وهو العادات والتقاليد، حيث أن بعض التقاليد الموروثة تحرِم الإناث من التعليم، كذلك وجود قصور إعلامي في التوعية لمحو الأمية ، (أخطارها ، مساوئها ، المستقبل الواعد).

 

 

وأضاف مكي، أن عدم وجود ضوابط لحث المتخلفين عن الالتحاق بالمدارس الإبتدائية ، ووجود حوافز تشجِّعهم على الالتحاق بصفوف محو الأمية، لذا يجب الاهتمام بالتعليم لأن التعليم هو تنمية للثروة البشرية ، فكما تفتقر بعض الأماكن إلى الموارد الطبيعية،يفتقر التعليم الموارد البشرية، لذا يجب وضع رؤية مستقبلية والتخطيط الشامل لمحو الأمية بكل الوسائل والطرق التي يمكن منها تحقيق التنمية والاستقراروتحقيق التنمية المستدامة. وزيادة التوعية الاعلامية بأهمية التعليم والعمل على التخصل من الأمية.

مشكلة شديدة الخطورة

 

وفي هذا السياق قال الدكتور عاصم عبد المجيد حجازي.. أستاذ علم النفس التربوي المساعد بكلية الدراسات العليا للتربية جامعة القاهرة، يعد التسرب من التعليم من المشكلات شديدة الخطورة التي يعاني منها أي نظام تعليمي وهي مشكلة قديمة ولكنها تقلصت في الآونة الأخيرة بسبب الجهود التي تبذلها الدولة في هذا الإطار ولكن على الرغم من هذه الجهود فإن نسبة غير قليلة لا زالت موجودة وتؤكد على أن هذه المشكلة لا زالت قائمة, ويتحكم في وجود هذه المشكلة وانتشارها في بعض الأماكن بشكل أكبر من غيرها مجموعة من العوامل يأتي على رأسها:

– الزواج المبكر للفتيات مراعاة للأعراف والعادات والتقاليد السائدة في بعض الأماكن ورغبة الأسرة في تزويج الفتاة في أقرب فرصة رغبة منهم في الحفاظ عليها باتباع الطريق الأسهل وهو تزويجها وذلك وفقا لعاداتهم ومعتقداتهم التي توارثوها وبالتالي لا يمكن للفتاة أن تستكمل تعليمها بعد إتمام الزواج.

 

– العوامل الاقتصادية وتمثل أحد أهم العوامل أيضا , حيث يضطر الأب مثلا في بعض الأماكن غير الحضرية للاعتماد على أولاده الذكور لمساعدته في كسب المال لتغطية نفقات الأسرة ,وهو ما يصعب معه الانتظام في الدراسة بالشكل المطلوب للحصول على مؤهل, كما أن بعض الأسر لا تزال غير قادرة على توفير نفقات التعليم لأولادها وخاصة إذا زاد عددهم بشكل لا يتناسب مع دخل الأسرة وقدرتها على الانفاق.

 

– بعض العوامل الأخرى كبعد مكان السكن عن المدارس وعن العمران وصعوبة الوصول إليها , وكذلك الحياة البدوية القائمة على الترحال والانتقال من مكان إلى مكان وعدم الاستقرار في مكان ثابت والتي قد تكون نظام حياة لدى البعض في بعض الأماكن, وفي المحافظات الحدودية توجد مشكلة مهمة تتعلق بهذا الأمر وهي انتشار التجمعات السكنية الصغيرة على مساحات واسعة يصعب معها إقامة مدارس متعددة لكل تجمع من هذه التجمعات.

– ومن الأسباب الشك في جدوى وأهمية التعليم لدى البعض خاصة ممن يمتهنون مهنا متوارثة لا تتطلب قدرا من التعليم ولا يختلطون بحياة الحضر كثيرا فلا يشعرون بأهمية تلقي علوم ومعارف معينة لمساعدتهم على الانخراط في البيئات الحضرية بسهولة .

 

– ومنها أن نظام التعليم لا يزال يحتاج إلى أن يكون أكثر مرونة بحيث يكون هناك مراعاة لخصائص البيئة التي يتواجد فيها الطالب ويتم تضمين بعض الموضوعات المناسبة لكل بيئة (حضرية كانت أو ريفية أو صحراوية …إلخ) حتى يشعر الطلاب بارتباط المحتوى بما يعيشونه على أرض الواقع فتضمين المناهج الدراسية لموضوعات تناسب البيئات المختلفة الموجودة داخل الدولة أمر ضروري ومهم حتى يكون يتوفر عنصر الجذب في النظام التعليمي.

– ومن الأسباب المهمة أيضا ضعف أداء بعض المعلمين في بعض المدارس والذي لا يبذل جهدا حقيقيا في توصيل المعلومة للطالب بسبب نقص الخبرة ونقص التدريب , وهو ما يصيب التلميذ بخيبة الأمل والإحباط والشعور بالعجز الذي يضطره في النهاية إلى ترك المدرسة نتيجة عدم قدرته على متابعة الدراسة معتقدا أن قدراته العقلية لا تؤهله لذلك.

– هذا إلى جانب بعض الأسباب المتعلقة بالأسرة كانشغال الأب والأم عن متابعة الأبناء سواء أكان هذا الانشغال بسبب العمل أو بسبب بعض المشكلات الأسرية أو غير ذلك .

 

كما أكد حجازي، أنه يمكن علاج هذه المشكلة لابد من تضافر جهود جميع أجهزة الدولة وبجانب الدور الإعلامي هناك الدور الثقافي والديني ويجب أيضا العمل على توفير وسائل لنقل الطلاب والمعلمين إلى مدارسهم في الأماكن التي تبعد عن أماكن سكنهم كذلك يجب الاهتمام بالمدرسة المنتجة التي تهتم إلى جانب العملية التعليمية بإنتاج منتجات تتناسب وطبيعة البيئة التي توجد فيها المدرسة ويكون للطالب نصيب في العائد من بيع هذه المنتجات , والاهتمام بتحفيز وتشجيع الطلاب وأولياء الأمور على الاستمرار في التعليم. إلى جانب الاستمرار في التوعية بخطورة الزواج المبكر وأضراره ومحاربة العادات والتقاليد الجامدة من خلال نشر العلم والثقافة عن طريق القوافل التثقيفية والتي تجوب هذه المناطق للتوعية بأهمية التعليم ومخاطر التسرب الدراسي وغيره من المشكلات المرتبطة والتي تكون العادات والتقاليد هي المسبب الرئيسي لها.

عادات وتقاليد

وقال المهندس صادق الأنصاري أمين المجلس الأعلى للقبائل العربية والمصرية محافظة أسوان، إن ظاهره التسرب من التعليم للإناث ترجع هذه الظاهرة بمحافظات مصر عامة والوجه القبلى والصعيد خاصة، إلى عادات ومعتقدات وموروثات قديمة منها أسباب عدة أهمها الزواج المبكر للإناث.

 

كما أضاف الأنصاري، أنه مازالت هذه الظاهرة منتشرة بكل أنحاء مصر لكن مؤخرا انخفضت النسبة لهذه الظاهره بمعدل كبير وخاصة بالصعيد،نظرا لانتشار الوعي بجميع وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي والندوات التثقيفية للسيدات ويرجع هذا ايضا لاهتمام فخامه الرئيس السيسي بالمرأة ودورها الفعال بالمجتمع.

الزيادة السكانية

ومن جهته قال الدكتور عز السيد الصادق_قبيلة الأشراف_ رئيس مجلس إدارة سوان كوليدج للتدريب والاستشارات، قد تكون هناك مبالغه في النسب المئويه للدراسة ولكن هذا لا يمنع أن هناك نسبة أمية في محافظات الصعيد، وذلك قد يرجع إلي عدة أسباب الأرجح منها علي سبيل المثال لا الحصر .

وأكد الصادق، أن ارتفاع معدلات النمو السكاني داخل تلك المجتمعات وذلك لأن هناك موروثات لازالت مترسخه في عقل ووجدان تلك المحافظات وهي تفضيل الذكور علي الإناث فيسعي الجميع وفي سباق مع الزمن ليكون له كما يقولون عزوة وسند من الذكور.

وأضاف الصادق، أن السبب الثاني علي الأرجح هو الظروف الاقتصادية وعدم وجود مشروعات تنموية تدر دخلا مناسبا لتلك المجتمعات مما يجعل انشغال الناس مُنصب علي السعي وراء لقمة العيش وترك التعليم أو إهماله أو التسرب من المدارس .

 

 

ونوه الصادق، لقد تنبهت الدولة إلى تلك المشكلة وبدأت توليها رعاية خاصة من ناحية التوعية وقد تحدث فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية في هذا الأمر، ووجه إلى أن مشكله الزيادة السكانية تؤرق الدولة وتقضي علي التنمية وتؤخر الدفع بعجلة التنمية المستدامة وهو ما يعيق رؤيه الدولة 2030 من تحقيق الرخاء وتوفير حياة كريمة لكافة الفئات العمرية المختلفة والحفاظ علي صحه المرأة والطفل ومحو الأمية التكنولوجية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى