تعرف على أسماء وأصول الخيل عند البدو
أميرة جادو
يفضل بدو سيناء اقتناء الخيول، إلَّا الرميلات وبعض السواركة الساكنين شرق بلاد العريش، وقد ندر في الرميلات من ليس له فرس أو فرسان، ويقتنيها أيضًا ترابين سيناء كإخوانهم الترابين في جنوب سوريا، وهم يعتنون بتربيتها ويحافظون على أصولها وكرامتها أشد المحافظة.
أسماء الخيل وأصولها
وأشهر الأصول الكريمة عندهم: المَخْلَدية، والكُبَيْشة، والعُبَيَّة.
المخلدية
فيعود أصلها إلى فرس خالد بن الوليد، ولذلك هي أشرف الأصول عندهم، قالوا عنها: وهم لا يركبون فرسًا هذا أصله إلَّا بعد الاغتسال من «الجنابة»، بل قالوا: إنه إذا أقبلت فرس من هذا النوع على بدوي وهو جالس وقف إجلالًا لها، وإذا لم يقف لها وجبت عليه اللعنة!
الكبيشة
فلهم في أصلها رواية خرافيَّة، قالوا: خرج من البحر حصان فعلَا فرسًا للرميلات، فأنتجت الكبيشة.
العبية
ويعود سبب تسميتها إلى إنَّ فارسًا بدويًّا في القديم فرَّ من وجه أعدائه، فطاردوه أميالًا فنجا منهم بسرعة فرسه، وكان للفرس مهرة تتبعها، فظن الفارس أنها تخلَّفت عن أمها وصارت في حرز الأعداء، فلما صار في مأمن منهم التفت وراءه فإذا بالمهرة بجانب أمها تسترها عباءته فسماها العُبَيَّة.
بيع الخيل
يهتم البدو بأصول خيولهم كما يهتمون بأصول إبلهم وأكثر، فلا يسمحون لأحجار الخيل غير مشهورة الأصل أن تعلو أصائلهم، وهم يبيعون الذكور من خيلهم المؤصَّلة بيعًا باتًّا.
ويندر بيع الإناث من الخيول، فيمكن أن يبيعون النصف ويحتفظون بالنصف الآخر لأنفسهم، وفي هذا البيع يتناوب الشاري والبائع قنية الفرس، ويتقاسمان نتائجها، فكل منهما يقتنيها سنة ويكون للشاري منها نتيجة وللبائع نتيجة، وإذا اختلف الجنس في النتائج كان لكل منهما النصف من كل نتيجة.
فضلًا عن بيعهم للإناث الأصائل بشرط أن يعطي الشاري البائع مهرتين من نتاج الفرس، والشاري بهذا الشرط لزمه ألا يطلق عليها إلَّا الأصائل، وإلَّا فإذا أطلق عليها الأحجار غير الأصائل لزمه نتاجها، ويكون تسليم الشاري المهرة للبائع بعد الفطام، ومدة الرضاعة عندهم مائة ليلة، فإذا ماتت المهرة في عشرة الأيام الأولى كانت بحظ الشاري، وإذا ماتت بعدها كانت بحظ البائع، لذلك متى بلغت المهرة سن العشرة الأيام أشهد الشاري شاهدين عَدْلين، أنَّ المهرة بلغت هذه السن وهي سليمة لا عيب فيها، وقال: «من بختي» لصاحبها.
وقد وجدت في كحائلهم لين الظهر، وسهولة القياد، وخفة الحركة، وسرعة الجري، ولكنها في الغالب صغيرة الجسم نحيفة البنية، وهي جميلة الرأس قبيحة المؤخر.
ركوب الخيل
كما يفضلون البدو في صحرائهم، ركوب الهجن على ركوب الخيل؛ لأنها أصبر على العطش والحرِّ، وأريح للركوب، ولكنهم يفاخرون بركوب الخيل، ويعدُّون ركوبها أشرف من ركوب الإبل.
وهم إذا ركبوا الخيل أسرجوها بالسروج العربية المعروفة والركاب العريضة واللُّجم الضيقة، وحملوا الرماح الطويلة على أكتافهم والسيوف على أجنابهم، وقالوا في استعمال ضيِّق اللُّجم: إنَّ الخيل إذا استعمل لها واسع اللجم فتحت فاها عند العدْو وقلَّ جريها، وهم يعتنون جدًّا بشد السرج قبل الركوب، سواءٌ كان ذلك في ركوب الهجن أو ركوب الخيل.
وفي بداية أكتوبر يتركون السرج ليلًا على ظهر الخيل، وإذا جاء الربيع جرَّدوها منه، قالوا: إنَّ الخيل تشعر بالبرد قبل الإنسان بشهر.
وإذا ربطوا الفرس جعلوا لها قيدًا بيديها، وقيَّدوا إحدى رجليها بشَبحة يعقدونها إلى رزَّة من ورائها، وربطوا رسنها برزَّة من أمامها، وهم يعلفونها ويسقونها في أوقات معينة لا يتعدونها، يعلفونها مرة عن الفجر، ومرة توًّا بعد الغروب، ويسقونها مرة عند الظهر، ومرة في المساء بعد العليق، وعلفة الفرس في الصبح ربع صاع، وفي المساء نصف صاع، وفي زمن الصيف يعلفون الخيل البطيخ والذرة الخضراء بدل البرسيم في مصر، والموسر منهم يطعم خيله البطيخ والذرة في الصباح، والشعير في المساء.
ولكن البدو مع شدة اعتنائهم بتربية خيلهم وتنظيم علفها قلَّما يعتنون بنظافتها، فهم يغسلونها مرة واحدة في البحر كل سنة في الصيف.
والجدير بالذكر، لهم قاعدة في معرفة علو الخيل منذ ولادتها، قالوا: إنَّ ذراع المهر يوم ولادته من أعلى الحافر عند منبت الشعر إلى مفصل الركبة، هو ربع العلو الذي يصير إليه عند البلوغ، ولكن خيلهم لا تعلو كثيرًا، وأعلى ربع للخيل عندهم ١٩ قيراطًا، فما بلغ هذا الحد استوفى علوه.