عادات و تقاليد

«تراث البادية».. أغرب عادات الزواج والطلاق عند قبائل جنوب سيناء

أميرة جادو

توارث العادات والتقاليد منذ مئات السنين، ومن بينها عادات وطقوس “الزواج” عند بدو جنوب سيناء، فبرغم من تسلل مظاهر الحياة الاجتماعية الحديثة إلى حياتهم، ومن أبرزها البيوت المزودة بالكهرباء وأجهزة الـ”ستالايت” وانتشار أجهزة الهاتف الجوال، إلا أن “القصلة والبرزة والحمولة” تتمتع بخصوصية شديدة عند أهالي وديان جنوب سيناء.

عادات الزواج

ووفقًا لما ذكره رمضان أحمد الجبالي، أحد أبناء  قبيلة الجبالية في مدينة سانت كاترين: “يفضل البدو الزواج المبكر، وعادة ما يتم الزواج من الأقارب وأقرب قريبات الرجل التي يحل له الزواج منها هي ابنة عمه أو إحدى فتيات القبيلة، وإذا رغب في غير ذلك فيختار فتاته من الأنساب الكبيرة”، لافتًا إلى أن الزواج يبدأ للشاب من 18 سنة والفتاة من 16 سنة.

وأوضح “الجبالي”: تتراوح فترة الخطوبة تكون ما بين سنة إلى خمس سنوات، وأحيانا عندما تكون الخطوبة لبنت العم وهي صغيره ينتظر حتى يصل سنها 16 سنة، وطوال فترة الخطوبة وفي خلال المواسم يقدم الشاب للفتاة الهدايا ويشتري لها ملابس العيد.

القصلة

إذا وافق والد الفتاة – أو وليها – على الخطوبة يأخذ عصا خضراء، ويسلمها للعريس، ويقول له: “هذه قصلة فلانة على سنة الله ورسوله، إثمها وخطيئتها في رقبتك من الجوع والعرى ومن أي شيء نفسها فيه وأنت تقدر عليه” فيتناول الخاطب القصلة ويقول: “قبلتها زوجة لي بسنة الله ورسوله”، والقصلة ما زالت موجودة في الوديان ولم يعد لها وجود في المدينة.

المهر

قديما كان المهر من الأقارب (أبناء العم) هو جمل أصيل أو خمسة جمال، أما مهر الأجنبي فهو من خمسة إلى عشرين ناقة ومن الضروري أن تدفع، وفي اغلب الأحيان يكون الربط بالكلمة واشتراط المهر ويكون الشاب كفيل بذلك أمام الشهود، والجديد في المهر هو الذهب، وهو مبلغ من المال بدل الإبل.

البرزة

هي خيمة تنصب للعريس بجوار خيام عائلته، وتسمى “البُرْزة” حيث تتم بها مراسم الزفاف، وأوضح “الجبالي” أن البرزة كانت تستخدم قديما ولم يعد لها استخدام الآن، وهي عبارة عن خيمة للعروس يقضي فيها العريس ثلاث أيام مع زوجته.

الذبائح

تضحي عائلة العريس بالذبائح من الغنم للموجودين بالفرح عند باب “البُرْزة” وتسمع زغاريد النساء.

وبعد تناول الطعام ، يغادرون عن البُرْزة حيث يتسامرون حتى منتصف الليل، ويدخل العريس مع عروسه ويقيم معها في البُرْزة من يوم إلى ثلاث أيام، ثم تخرج العروس مع زوجها إلى الخلاء بعيدًا عن خيام قومه وأهله، ويقوم أهل العريس بإرسال الطعام لهما لمدة من أسبوع إلى شهر، ثم يذهب أحدهم ويأتي بها إلى منزلها الجديد.

الحمولة

يقدم أهل العريس وأقاربه الهدايا له، وهي ذبائح من الغنم، وتعد دين عليه لابد له من وفائه ويطلق عليها اسم “الحمولة” أو “النقوط”، وأحيانا تكون النقطة يوم الفرح في شكل أموال للذين لا يمتلكون ثمن الماعز.

الطلاق عند البدو

تعتبر نسبة الطلاق بين أهالي البادية في سيناء قليلة للغاية، ونادرًا ما يطلق الرجل زوجته، ولكن إذا أراد أن يطلقها، فإنه يأخذها إلى رجل معروف بالنزاهة والسمعة الطيبة “من كبار القبائل”، ويقول لها في حضوره “أنت طالق وهذا كفيل طلاقك”، وعندئذ يأخذها الكفيل إلى بيت والدها.

وعادة ما يحدث الطلاق بناء على طلب الزوجة، فإذا رغبت المرأة الطلاق من زوجها لأي سبب من الأسباب ذهبت إلى أحد أقاربها، لا إلى أبيها، واستنجدت به للخلاص من زوجها، فيأخذها قريبها إلى “العقبي”، وهو قاضي الأحوال الشخصية، الذي يقوم أولًا بتهدئتها، ومحاولة إرضائها، وردها عن عزمها، وتهوين الأمر عليها، ويحكم على الزوج في الغالب بأن يأتيها ببضع نعجات، ورحاية، وغربال، وتجلب عليه الماء، وأن يجعل خيمتها بين خيمتين من خيام أقاربها، فإذا فعل الزوج ذلك، وبقيت الزوجة كارهة له، مصرة على طلاقها، طلقها “العقبي” منه.

وأشار “الجبالي” إلى أنه في حالة إذا كان “الغضب” من الزوج يدفع المهر كاملا بحسب ما كان مشروطا، وإذا كان الغضب من الزوجة يدفع والدها مصاريف الزواج للزوج، وفق موقع “البوابة نيوز”.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى