تاريخ ومزارات

حركات التحرير المصرية في عهد بسماتيك الثالث

تميز عهد “ني عنخ كا رع” بسماتيك الثالث بغلبة الصراع المصري ضد القوة الفتية الجديدة علي مسرح السياسة الدولي وهي تلك القادمة من بلاد إيران، وكان عليه مواجهة أطماع “قمبيز بن قورش” ورغبته في السيطرة علي مصر.
 
ويبدو أن الخيانة التي قام بها “فانيس” كان بها دورًا كبيراً وقد كان أحد المغامرين الإغريق عاش أكثر أيام حياته في مصر يقود فرقة من المرتزقة اليونان، واضطر للهروب من “احمس الثاني” لخلاف وقع بينهما، ثم وضع كل خبرته لصالح الجيش الأخميني وقائده قمبيز مما كان له دوراً هاماً في تمكن قمبيز وجيشه من عبور صحراء شبة جزيرة سيناء بالإضافة إلي معاونة البدو الرحل لهم.
 
وقد استطاعت جيوش قمبيز التقدم من سيناء إلي الفرما مما اضطر الجيش المصري للتقهقر إلي منف، وحاصر قمبيز القوات بالمكان مما اضطرت معه حاميتها في النهاية إلي التسليم، ولعل ما حدث أثناء الحصار من إعلان أهل برقة عن طريق وفد لهم أرسل إلى قمبيز يعلن الولاء له أثر علي نفسية المدافعين عن المدينة، كما أن “فينقيا” لم تستلم لقمبيز طواعية فحسب بل امدته باسطول أيضا.
 
ورغم استبسال المصريين وحسن دفاعهم إلا أنهم هزموا ووقع “بسماتيك الثالث” أسيرًا في يد الجيش الفارسي، وقد عكست كتابات “هيرودوت” ضراوة تلك المعركة حيث رأي جماجم الفرس في ناحية وجماجم المصريين في ناحية أخري عند مصب الفرع البيلوزي.
 
وقد واصل الجيش الفارسي تقدمه في الأراضي المصرية من بعد جنوبًا إلي طيبة واضعًا بذلك الحد للحكم الصاوي والأسرة السادسة والعشرين لتبدأ مرحلة من الخضوع السياسي للغزو الفارسي من جهة والمقاومة الوطنية ضد هذا الوجود الأجنبي من جهة اخري.
 
نقلًا عن شروق السيد، كاتبة في التاريخ المصري القديم وعضو بفريق حراس الحضارة للوعي الأثري.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى