كتابنا

أيمن حافظ عفرة يكتب…

مباعث الفخر

 

في كل يوم أحمد الله تعالى أنني ولدت مصريًا وأنتمي لأرضها الطيبة التي تغور في التاريخ لآلاف السنين، بل لا أبالغ إن قلت إن مصر أتت ونمت وكبرت وحكمت وسنّت القوانين وشيّدت القصور وبنت الأهرامات وعرفت الفلك وعلم النجوم وقياس الأرض ونُظم الري ولحنت الموسيقى وعزفت أناشيد إيزيس وأطلقت الجيوش لحماية الحدود، وانتعل ملوكها الأحذية الذهبية ليمشوا بها على الأرض، ثم بدأ التاريخ يكتب بعدها.

 

مصر البلد الوحيد في العالم الذي يعرف تفاصيل حضارته وحياة الأجداد القدماء، لأن مصر وجدت تاريخًا مكتوبًا تقرأه على أوراق البردي، فيما كانت بقية الشعوب تنام عارية وتأكل الميتة وتبحث في الظلمات عن طريق يوصلها دون جدوى. أفتخر بأنني مصري، لأن لديّ كل مقومات الفخر. فبلدنا مهد الحياة البشرية وموطن الأنبياء وأول من عُبد فيها الإله الواحد (آتون)، وعلى أرضها مرّ أنبياء وسكن رسل وصالحون، وعلى أرضها مرّ المسيح وعاش آمنًا، وفيها خاط النبي إدريس الثياب للبشر لأول مرة في تاريخ الإنسانية، ومنها اتخذ سيدنا يوسف أرضها خزائن لإنقاذ العالم من أكبر مجاعة عرفها التاريخ ولجأت إليها الشعوب الجائعة تلتمس الغذاء والحليب.

 

«يوم رأيت الموكب الملكي للمومياوات، وددت لو أكون مصريًا».. جملة قالتها إحدى الإعلاميات المصريات سمعتها من إحدى صديقاتها بفرنسا، اقشعر منها بدني وامتطيت مواكب الشرف والعِزة والفخر. هل تعلم الدرجة التي وصلت إليها مصر من مكانة وحظوة وقوة وهيبة في عهد الرئيس السيسي؟ مهما قيل لا يمكن أن نصف كل الحقيقة، لكن نظرة واحدة لخريطة السياسة في العالم سوف تشعرنا بما أصبحت عليه مصر الآن من عِزة وقوة في قرارها، فالدولة التركية التي ناصب رئيسها العداء لمصر وزعيمها طيلة سنوات وفتح لفلول الإرهاب القنوات الفضائية ليبثوا سمومهم، هو نفس الرئيس الذي وقف يهاجم مصر في كل منصة، الآن هو نفسه يستجدي عطفها ولقاء زعيم مصر، بعد أن حولت الدبلوماسية المصرية حياته لجحيم وعزلته ووضعته في حجمه الطبيعي مع الصغار.

 

مصر الآن فرضت سياستها على الأعداء، ووضعت ساقًا على ساق تنتظر أن تلبى كل شروطها، وشهد العالم تراجع وتقهقر حكومات ودول ظنت نفسها أنها تستطيع أن تسحب البساط من تحت أرجل الدولة المصرية.

 

على مدار 40 دقيقة و7 كيلومترات من التاريخ، حبس العالم أنفاسه وهو يشاهد أجمل مشهد لموكب المومياوات الملكية المصرية، وكل ما فيه من مهابة وكبرياء وتاريخ وأصالة .. كان المشهد مهيبًا لدرجة أن العالم كله تسمّر أمام شاشات الفضائيات وهو يشاهد مصر تسرق الزمن من جديد وتعيد ملوكها للحياة أمام مليارات البشر، وكم التغطية وحجم الإبهار صار حديث العالم والسوشيال ميديا، لتظهر مصر على حقيقتها وشخصيتها وإرادتها، وكأننا أعدنا اكتشاف أنفسنا .. لله درك يا سيسي، فقد جئت لمصر في الوقت المناسب لتأخذها لآفاق أخرى وعوالم من الإبهاء والسحر والتنمية والاقتدار الاقتصادي والعنفوان السياسي والهيبة العسكرية، وكأنك استدعيت تاريخ الأجداد العظماء من الذاكرة وأعدته في الحاضر.

 

لك أن تفخر عزيزي المصري أنك ولدت في مصر وحصلت على جنسيتها وشربت من نيلها، فهذا كل الفخر، وما يحدث على أرض مصر سوف يُكتب بأحرف من نور في التاريخ وفي سجل العرب الإنساني أن أشهر دولة في العالم قوة وثقافة وحضارة هي عربية، وكم سعدت برؤية الرئيس التونسي قيس سعيد الشقيق وهو يتجول في أرض مصر بين المتاحف المصرية والأماكن الأثرية وكلماته التي تبعث على الفخر بمصريتها، وكان حديث الرجل صادقًا يخرج من القلب.

 

كل المِحن والأزمات أثبتت أن مصر فوق كل محنة وأنها قادرة على صناعة المستحيل في أي وقت، ولنا في حادث جنوح السفينة عبرة ودليلا على قدرة المواطن المصري على عبور أي أزمة، وكل الشكر لرجال قناة السويس الذين أبهروا العالم في ستة أيام، وكل التأييد للقيادة السياسية التي تتعامل مع كل الأمور بحرفية شديدة كانت مبعثًا لحيرة العالم وإعجابه في نفس الوقت.

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى