قبيلة الجعليين في السودان نسب عريق ومعارك تاريخية وصراعات مع التركية والمهدية

قبيلة الجعليين تنتسب إلى ثلاث مجموعات رئيسية من المجموعة الجعلية الكبرى التي تضم البطاحين والشايقية والرباطاب والبديرية، وقد سكنت هذه المجموعات على ضفاف نهر النيل وعرفت بهذا الاسم نسبة إلى اشتراكهم في جد واحد واستقرارهم في منطقة واحدة.
تاريخ قبيلة الجعليين
تنقسم القبيلة إلى مكوكية الميرفاب الممتدة من نهر عطبرة وحتى بربر، ومكوكية السعداب الممتدة من الجيلي وحتى نهر عطبرة، ويرجع نسب الجعليين إلى الجد غانم وهو شقيق شايق جد الشايقية بن حميدان الجعلي العباسي.
تنتسب قبيلة الجعليين إلى ثلاثة فروع رئيسية هي ذرية ضواب بن غانم بن حميدان، وذرية ضياب بن غانم بن حميدان، وذرية رباط بن غانم بن حميدان.
أما ذرية رباط بن غانم فتشمل العوض جد العوضية الذين يعدون أكثر فروع الجعليين عددا ويقيمون في قرى شندي والمتمة مثل الحميراب والمسيكتاب والبشراب والخواضاب والنوراب والبادراب، وكذلك قريش جد القريشاب في ود الحبشي جنوب المتمة، ومحمد جد التراجمة الذين يسكنون محلية شندي.
ومن ذرية ضياب بن غانم يبرز بشارة جد الميرفاب ملوك بربر الذين يسكنون المنطقة الممتدة من نهر عطبرة وحتى العبيدية، ومنهم الرحماب والنعيماب والصايماب والسويكتاب، كما انحدر منهم سريح جد السريحاب الذين سكنوا المكايلاب، واشتهر بينهم الشيخ الجعلي المثنى تور كدباس، ويعد المك نصر الدين أحد أبرز ملوك الميرفاب.
ومن هذه الذرية أيضا فاضل اليسر جد الفاضلاب الذين استقروا غرب عطبرة، وحسب النبي الضرير جد السناهير الذين عاشوا في المتمة واشتهروا بالعلم والقيادة الدينية.
أما ذرية ضواب بن غانم فتشمل عبد الله جد الكتياب الذين استقروا جنوب الدامر ومنهم الشاعر التجاني يوسف بشير، كما تضم الحريراب في غرب شندي، ويعد الملك عرمان الجد الأكبر للعرامنة الذين شكلوا أكبر فروع الجعليين، واستقروا بين حجر العسل وحتى نهر عطبرة.
من نسل الملك عرمان جاء المسلم جد المسلماب الذين عاشوا في العقيدة وأم الطيور ومنهم المك بشير ود عقيد، والمكابر جد المكابراب في الدامر، والجبل جد الجبلاب غرب شندي، وجبر جد الجابراب في المحمية، وشاع الدين جد الشعديناب في الدامر والحصايا، وزيد جد الزيداب جنوب الدامر، ونصر الله جد النصرلاب في شندي، وسعيد جد الحداحيد غرب شندي.
كما أن عبد العلي أنجب عدة بطون منها الجباراب في جنوب الدامر، والجودلاب في الكمير غرب شندي، والتميراب في غرب الدامر، والعشانيق في أبو سليم غرب الدامر، والعمراب على نهر عطبرة، والعمراب في كبوشية وجبل أم علي، والنجاضة في البطانة، والرافعاب، والخضراب، والموسياب جنوب الدامر، والحسبلاب في أم الطيور، والكالياب غرب شندي.
ومن نسل حمد بن عبد العلي تفرعت بطون المجاذيب في الدامر والقنديلاب في الدامر والرزقلاب في نهر عطبرة، ومنهم الطيب محمد الطيب صاحب برنامج صور شعبية. كما جاء عدلان بن عرمان الذي انقسم نسله إلى النافعاب في البطانة، والنفيعاب في المتمة، والمحمداب في شندي، والشقالوة في شندي، والكراكسة في ديم القراي، والستناب في شندي، والعبوداب في المتمة، والعبدوتاب غرب شندي، والصلوعاب في شندي، والشقرديناب في قرى شندي، والكناويين في المتمة، والوهاهيب في بربر.
ومن نسل عبد الدائم جاءت بطون العالياب في العالياب وأم علي، والعبدايماب في البسلي بنهر عطبرة، والضريواب في أم الطيور، أما عبد المعبود فقد أنجب السعداب في حجر العسل والهوبجي بالمتمة وهم أهل المك نمر، والعدلاناب في شندي، والصفر في غرب شندي.
خلال التركية الأولى بين عامي 1820 و1845 دخل الجعليون في صراع مع الحكم التركي، وكانت النهاية بحرق إسماعيل باشا عام 1822 بمساعدة فرسان المسيكتاب، لتبدأ بعدها معارك المك نمر مع جيش الدفتردار في النصوب وأبو دليق، لكن تفوق السلاح الناري أجبره على التوجه نحو الحبشة، بينما هاجرت بعض الفروع مثل السعداب والنفيعاب والعدلاناب والمجاذيب، ثم عادوا إلى ديارهم بعد أن عين محمد علي المك بشير زعيما للجعليين عام 1825.
في فترة المهدية وقف الجعليون في البداية إلى جانبها وخاضوا معركة أبو طليح عام 1885 التي انتهت بقطع رأس القائد هاربرت ستيورات، لكن الموقف تغير بعد كتلة المتمة حيث تحولوا إلى معارضة المهدية، واضطروا إلى هجر ديارهم مرة أخرى قبل أن يعودوا بعد تعيين كتشنر الشيخ إبراهيم محمد سليمان فرح ناظرا للجعليين، فعادت لهم حقوقهم واستتب الأمن.
خاض الجعليون معارك عدة منها معركة النصوب ومعركة أبو دليق عام 1822، ومعركة أبو طليح عام 1885 التي كان لها أثر كبير في سقوط غردون بالخرطوم، كما شهدت قبيلتهم معركة الدندر ضد الجيش التركي، ومناوشات التاكا التي انتهت بالعفو عن النمراب عام 1856.
برز من بين الجعليين عظماء وزعماء مثل المك نمر الذي ولد عام 1776 وقاد القبيلة في مواجهة الأتراك حتى توفي عام 1845، والمك مساعد الذي استشهد في معركة الدندر عام 1820، والمك بشير ود عقيد الذي عينه محمد علي زعيما للجعليين، والشيخ محمد المجذوب الذي أدخل الطريقة الشاذلية واشتهر بمدائحه النبوية، والأمير عبد الله ود سعد الذي قاد الجعليين في فترة المهدية حتى توفي في كتلة المتمة عام 1897، والأمير إلياس ود عمارة الذي استشهد في معركة النخيلة، إضافة إلى الأمير عبد الرحمن النجومي أحد أبرز قادة المهدية والذي استشهد في معركة توشكي الشهيرة.



