حوارات و تقارير

سيناريو مفضوح ووقاحة غير مسبوقة.. من يقود حملة تشويه الموقف المصري في غزة؟

أسماء صبحي – أثارت دعوة الشيخ نضال أبو شيخة، رئيس اتحاد أئمة المساجد في الداخل الفلسطيني. إلى تنظيم تظاهرة أمام السفارة المصرية في تل أبيب موجة من الغضب العارم والاستياء العميق. سواء داخل مصر أو في الأوساط الفلسطينية الرسمية. وذلك في ظل توقيت حساس يتطلب الاصطفاف في مواجهة جرائم الاحتلال الإسرائيلي لا الانشغال باستهداف دول عربية داعمة للقضية.

كشفت وجهها الحقيقي

وفي تعليق قوي على تلك الأحداث، قال الكاتب الصحفي ضياء رشوان إن ما جرى من احتجاجات قادتها عناصر من ما يعرف بـ”الجناح الشمالي للحركة الإسلامية” في إسرائيل بقيادة رائد صلاح وكمال الخطيب. كشف بوضوح نوايا تيارات الإسلام السياسي وعلى رأسها جماعة الإخوان الإرهابية.

وأوضح رشوان، أن هذه المظاهرات أسقطت كل الأقنعة وأعفت المتابعين من عناء التحليل والتفسير. بعدما فضحت التناقض المريب في مواقف تلك التيارات التي تنأى بنفسها عن انتقاد الاحتلال وتغض الطرف عن جرائمه بينما توجه سهامها لمصر.

وتابع رشوان إن العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة أوقع أكثر من 200 ألف شهيد وجريح من بينهم عدد كبير ينتمون إلى فلسطينيي الداخل المحتل. ليتساءل باستنكار: “أين هؤلاء من القاتل الحقيقي؟ ولماذا يوجهون غضبهم نحو مصر بدلًا من إسرائيل؟”.

تظاهر على أبواب الكنيست

في واحدة من المفارقات العجيبة، أشار رشوان إلى أن مظاهرات الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني جرت على مقربة من الكنيست الإسرائيلي ووزارة الدفاع. لكن دون أن تكون موجهة للاحتلال بل إلى السفارة المصرية.

واعتبر أن هذا السلوك لا يمكن تفسيره إلا ضمن مخطط ممنهج لتحويل الغضب الشعبي من إسرائيل إلى مصر. في محاولة لصرف الانتباه عن العدو الحقيقي واصفًا ما جرى بـ”حرف البوصلة” عن هدفها الأساسي.

الدور المصري في غزة

وشدد رشوان على أن مصر تتحمل مسؤولية كبرى منذ بداية العدوان الإسرائيلي. سواء على المستوى السياسي أو الإنساني حيث تقود جهود التهدئة وتستقبل المصابين للعلاج. وترسل قوافل الإغاثة وتتبنى الدفاع عن الحقوق الفلسطينية في المحافل الدولية.

وأكد أن استهداف مصر في هذا التوقيت يخدم أجندات معادية ويصب في مصلحة الاحتلال. ويسعى لتقويض دورها التاريخي في دعم الشعب الفلسطيني.

مشهد عبثي يحظى بحماية إسرائيلية

وصف الدكتور أشرف سنجر، الخبير في السياسات الدولية، مظاهرات الحركة الإسلامية أمام السفارة المصرية بأنها مهزلة مثيرة للسخرية. كما ستنكر الاتهامات التي وجهت لمصر بمحاصرة غزة في وقت تجاهل فيه المتظاهرون عدوان إسرائيل الدموي.

وأشار إلى أن أجهزة الأمن الإسرائيلية وفرت الحماية الكاملة للمتظاهرين. بل وشارك بعض الإسرائيليين رافعين أعلامهم الوطنية ما يعكس تناقضًا فاضحًا في النوايا. وتساءل: “أين صدق هذه المواقف إذا كان بإمكانهم التظاهر أمام وزارة الدفاع الإسرائيلية؟ لماذا اختاروا السفارة المصرية؟”.

تواطؤ غير معلن بين حماس والاحتلال

وفي موقف سياسي لافت، علق النائب تيسير مطر، رئيس حزب إرادة جيل ووكيل لجنة الصناعة بمجلس الشيوخ. على تلك التظاهرات قائلاً إن ما جرى أمام السفارة المصرية في تل أبيب يكشف عن تنسيق خفي بين حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي تحت لافتة مزيفة تحمل شعار “نصرة فلسطين”.

وأضاف أن المشهد عرى حقيقة طالما جرى التستر عليها مفادها أن هناك تقاطعًا في المصالح بين أطراف تبدو ظاهريًا متناقضة. لكنها تتحرك في نفس الاتجاه حين يتعلق الأمر بتشويه دور مصر.

مخطط ممنهج لضرب مصر

فيما أكد السفير دياب اللوح، ممثل فلسطين لدى القاهرة، أن تلك التظاهرات ليست إلا جزءًا من “ترتيب مدروس” يستهدف النيل من الدولة المصرية.

وقال اللوح، إن هذه التحركات تهدف لتحويل أنظار العالم عن المجازر الإسرائيلية في غزة. مشيرًا إلى أن تنظيم مظاهرة في إسرائيل لا يتم دون موافقة أمنية مسبقة. متسائلًا عن دلالات سماح الشرطة الإسرائيلية لها إذا لم تكن هناك مصلحة خفية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى