المزيد

باب البحر في مسقط: حارس التاريخ وأيقونة العمارة العمانية

أسماء صبحي – في قلب مسقط القديمة، يقع أحد أبرز المعالم التاريخية في سلطنة عمان وهو باب البحر المعروف أيضًا باسم “بوابة مسقط القديمة”. وشيد هذا الباب في موقع استراتيجي يطل مباشرة على الميناء الذي كان يشكل عصب التجارة والحركة البحرية في الخليج العربي لعدة قرون. وقد لعب دورًا كبيرًا في حماية المدينة وتنظيم الدخول إليها خاصةً في العصور التي شهدت صراعًا بين القوى الاستعمارية.

تاريخ باب البحر

يعود بناء الباب إلى العصر اليعربي في القرن السابع عشر. وتحديدًا إلى عهد الإمام سلطان بن سيف اليعربي الذي قاد المقاومة ضد الاحتلال البرتغالي ونجح في تحرير العديد من المدن الساحلية. كما كان الباب جزءًا من الأسوار الدفاعية لمدينة مسقط ويعد من أوائل نقاط التفتيش على البضائع والمسافرين القادمين بحرًا.

لم تكن وظيفة الباب مقتصرة على الجانب العسكري، بل كان مركزًا تنظيميًا مهمًا تدار منه عمليات التجارة وتفرض الرسوم الجمركية على البضائع. وقد روعي في تصميمه الطابع المعماري العماني حيث البوابات العالية، والنقوش الحجرية البسيطة، والممرات المحصنة.

جهود الترميم وإعادة إحياء التراث

ويؤكد الدكتور بدر بن هلال البوسعيدي الباحث في التاريخ العماني، على أهمية الباب قائلًا إن باب البحر ليس مجرد مدخل قديم بل هو رمز للسيادة العمانية. كما يعد مثالًا حيًا على قدرة العمانيين في ذلك الوقت على الجمع بين الوظيفة الدفاعية والجمالية في عمارتهم.

وشهد الباب ترميمًا حديثًا من قبل وزارة التراث والسياحة، ضمن خطة شاملة لإحياء المعالم القديمة وتعزيز حضورها في ذاكرة الأجيال الجديدة. وهو الآن جزء من متحف بوابة مسقط الذي يوثق مراحل تطور المدينة من عصر ما قبل الإسلام حتى العصر الحديث.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى