المزيد

معصرة الزيوت الأثرية في قنا… كنز عتيق يحلم بالعودة للحياة

عند دخولك إلى هذه المعصرة القديمة، ستشعر أنك أمام كنز أثري احتفظ بأسراره لمئات السنين، وكأن الزمن لم ينجح في طمس معالمه. أحجار الجرانيت الصلبة ومكبس الزيوت العتيق ما زالت صامدة، تروي قصص الأجداد عبر الأجيال. وسط هذا المشهد المهيب، يتحدث العم جهل حليم، حفيد مالك المعصرة، بشغف عن تاريخها الطويل وإرثها العريق.

لم يكن لاسم جهل أي نصيب من معناه، فقد حصل على بكالوريوس العلوم وأمضى سنوات طويلة في مجاله حتى بلوغه سن المعاش. رغم ذلك، ظل قلبه متعلقًا بإرث الأجداد، فرفض عروضًا مغرية لبيع أحجار الجرانيت النادرة. متشبثًا بحلمه في إعادة تشغيل المعصرة التي تعد الأقدم في محافظة قنا. والتي سبقت حتى معصرة قوص التي لا تزال تعمل حتى اليوم.

كما تتكون المعصرة من حجر جرانيت ضخم يزن خمسة أطنان، يدور فوق حجر آخر. وكانت تدار يدويًا بواسطة الأبقار. على مر العقود، عصرت فيها أنواع مختلفة من الزيوت، أبرزها زيت الخس الذي كان يزرع بكثافة قديمًا بين محاصيل الفول. كما عرف هذا الزيت بفوائده المتعددة، إذ كان يعزز البصر ويمنح الصائمين شعورًا بالارتواء، واستمر إنتاجه حتى عام 1952، ثم تحول العمل إلى عصر زيت السمسم، الذي لعب دورًا مهمًا خلال فترة الستينيات في ظل أزمة الزيوت آنذاك.

تعتمد المعصرة على عناصر طبيعية متينة، أبرزها أحجار الجرانيت وجذوع الأتل الصلبة، إضافة إلى أخشاب شجر الدوم التي استخدمت في الجزء العلوي منها. كانت الغلال توضع على الحجر لطحنها، ثم يمع العصير المستخرج في المكبس ليعبأ بعد ذلك في زجاجات ضخمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى