المزيد

“أسد البحار” القصة الخفية للبطل المصري الذي أغرق الغواصة “داكار”

كتبت شيماء طه

في صفحات التاريخ المليئة بالبطولات، تبرز قصة اللواء البحري محمد عبد المجيد حسن عزب كبطل مصري مجهول أعاد صياغة قواعد الحرب البحرية بجرأته وتفانيه.

23 يناير 1968، قاد هذا القائد البحري عملية جريئة إنتهت بإغراق الغواصة الإسرائيلية “داكار”، موجهًا ضربة قاصمة للبحرية الإسرائيلية التي كانت تسعى لإستعراض قوتها في مياه البحر المتوسط.

من هو اللواء محمد عبد المجيد عزب؟

ولد البطل في مدينة الإسكندرية عام 1931، وتخرج في الكلية البحرية عام 1953. مسيرته المهنية حافلة بالإنجازات، لكن أعظمها كان قيادته لسفينة كاسحة الألغام “أسيوط”، والتي كانت مفتاح النصر في إحدى أعقد العمليات البحرية في التاريخ الحديث.

سياق العملية البطولية

بعد نكسة 1967، كان الأسطول الإسرائيلي يتكون من غواصتين
“تانين” و”راهاف”. تمكن اللواء عزب من إصابة الغواصة “تانين” أمام شواطئ الإسكندرية في يونيو 1967، مما أخرجها من الخدمة. في العام التالي، سعت إسرائيل لتعزيز قوتها البحرية بشراء غواصتين حديثتين من بريطانيا: “داكار” و”دولفين”.

في إحتفالية عالمية، تسلمت إسرائيل الغواصتين من ميناء “بورت سميث” البريطاني، لتبدأ “داكار” رحلتها نحو إسرائيل. في الطريق، صدرت الأوامر لقائدها “ياكوب إلنان” بالتوجه إلى شواطئ الإسكندرية لإستهداف قطعة بحرية كان من المقرر أن يستقلها الرئيس جمال عبد الناصر.

العملية الحاسمة

في تلك الأثناء، كانت السفينة الحربية “أسيوط” بقيادة اللواء عزب تُجري تدريبات روتينية بالقرب من ميناء الإسكندرية.

رصد القائد البارع تحركات “داكار”، وعلى الفور أطلق قذائف الأعماق بدقة وعنف، مما أدى إلى إصابتها إصابة قاتلة أغرقتها تمامًا في أعماق البحر المتوسط.

الغواصة “داكار”، التي كانت تحمل على متنها 79 فردًا من ضباط وجنود البحرية الإسرائيلية، بينهم نائب قائد البحرية ونائب رئيس الموساد، لم تصل إلى وجهتها أبدًا كان هذا الحدث صدمة هائلة لإسرائيل، التي فقدت نصف أسطولها البحري في لحظة.

رصدت إسرائيل ملايين الدولارات مقابل رأس اللواء عزب، لكنها لم تنجح في تحقيق هدفها. عاش البطل المصري بعيدًا عن الأضواء، مفضلاً أن يُكرس حياته لخدمة بلاده دون البحث عن الشهرة. توفي في هدوء، تاركًا إرثًا من الشجاعة والبطولة.

أهمية العملية

ضربة نفسية وعسكرية لإسرائيل:

أظهرت العملية ضعف البحرية الإسرائيلية وقدرة المصريين على التصدي لأي تهديد.

حماية الأمن القومي المصري:

تمكنت البحرية المصرية من ردع محاولة إستهداف القيادة العليا للبلاد.

تأكيد تفوق المهارات المصرية: أظهرت العملية الكفاءة العالية والتخطيط المحكم لدى القوات البحرية المصرية.

في ذكرى هذه البطولة، تظل قصة اللواء البحري محمد عبد المجيد عزب نموذجًا يحتذى به في الإخلاص والشجاعة بطولته، التى ستظل حاضرة في ذاكرة الوطن كواحدة من أبرز العمليات التي حفظت لمصر هيبتها وسيادتها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى