في حضرة الزعيم احتفالا بذكري وفاته.. «صوت القبائل» تزور منزل ناصر الغلابة
افتتحه الرئيس السيسي عام 2016.. ويضم مقتنيات مقدسة وأصل الخطب والكتب وبيجامات الكستور
« صوت القبائل العربية والعائلات المصرية» استغلت الاحتفال بذكرى وفاة عبدالناصر صاحب ثورة يوليو التى قام بها مجموعة من الضباط الأحرار في جيش مصر العظيم، الذي انحاز إليه شعب مصر لتأييد ومباركة الثورة، وقررت زيارة بيت الزعيم جمال عبد الناصر الذي تم تحويله إلى متحف يضم مقتنيات عظيمة شاهدة على أهم حقبة من تاريخنا المعاصر.
هنا وبالقرب من قصرالقبة وتحديدا في ٤ شارع الخليفة المأمون بمنشية البكري بضاحية مصر الجديدة بالقاهرة، اختار «ناصر الغلابة» والمهمشين بيتا بسيطا كروحه عزيز كنفسه وقفت حجراته وساحته شاهدة على لحظات وأحداث جلل من عمر هذا الوطن كل ركن يفصح لنا عما في جعبة صاحبه من أسرار وحكايات نتحسس الجدران والطرقات بقدسية تامة فهنا بكى الزعيم وهنا ضحك الأب وداعب الجد وحتى وإن تغيرت معالمه بعض الشيء فإن البساطة تظل سيدة الموقف، ويقع المنزل على مساحة إجمالية قدرها 13.4 ألف متر مربع تشمل مبنى من دورين على مساحة 1300 متر مربع والبقية حديقة خاصة.
حيث رفض جمال عبدالناصر الثائر والرئيس أن يسكن فى أحد قصور المَلَكية ليتخذ من بيت متوسط كان يقطنه أحد الجنرالات الإنجليز سكناً له وقرر أن يحكم من خلاله مصر ويكون قائداً للأمة العربية التى حارب كثيراً لتكون القومية العربية خط الدفاع الأول عنها.
وقد عاد منزل الزعيم الراحل في منشية البكري بالقاهرة لفتح أبوابه مجدداً للشعب المصري والعربي بعد إغلاقه 40 عاماً حيث تحوّل إلى متحف يضم مقتنيات عبدالناصر والهدايا التذكارية التي قدمها له زعماء العرب والعالم.
السيسي يعيد البريق
في 28 سبتمبر 2016 قام الرئيس السيسى بافتتاح المتحف، بالتزامن مع الذكرى السادسة والأربعين لوفاة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، التى توافق الثامن والعشرين من سبتمبر عام 1970.
تضم مقتنيات متحف بيت عبدالناصر بمنشية البكري قطعة من كسوة الكعبة وخنجراً ذهبياً مرصعاً بالحجارة الكريمة كان هدية من الملك السعودي فيصل بن عبدالعزيز، كذلك تضم المقتنيات كاميرا تصوير كان يستخدمها عبدالناصر بنفسه في المناسبات الأسرية وقد صور بها بناته فرح وهدى ومنى، وبعضاً من ملابسه ونظاراته وعلبة سجائره الفضية ومجموعة من كتبه وأوراقه التي كتبها بخط يده والتي تضم ملاحظات كان يدوّنها خلال حضوره المؤتمرات العربية والإفريقية.
هذا المنزل الذى حرصت الدولة على تحويله إلى متحف ليكون شاهد عيان على تاريخ زعيم كبير بحجم جمال عبدالناصر يضم نياشين وأوسمة ذهبية وفضية وعلب سجائر كوبية فعلى مسافة 50 متراً من بداية أول شارع الخليفة المأمون يقع المتحف الذى تحولت تبعيته إلى رئاسة الجمهورية ثم لوزارة الثقافة ليتم تحويله لمتحف قومى لتأريخ حقبة من أهم حقب تاريخنا المعاصر.
المتحف مصمم على أن يحتفظ بمعالمه دون تغيير واضح حتى يشعر الزائر بأنه يعيش فى منزل ناصر الذى كان يستمع إلى خطاباته ففى القاعات الداخلية للمتحف هناك فى الطابق العلوى الصالون ومكتب الرئيس وغرفة النوم والحمام والمعيشة.
ويمر المتحف بـ3 مراحل تبدأ من الباب الخلفى المجاور للحديقة التى كان يجلس فيها مع أبنائه وأحفاده، ومن ثم ينتقل الزائر إلى مسار الدور الأرضى الذى تم تخصيصه لعرض مرئي لما كانت عليه مصر قبل قيام ثورة 1952 وكذلك الأحداث السياسية والاجتماعية التى عجَّلت بقيام الثورة، ثم يمرُّ الزائر بمسارات يتعرف فيها على أبرز ما حدث فى تلك الحقبة من تغيرات سياسية ومواقف داخلية ودولية وإقليمية تتضمن نكبة فلسطين وبداية الثورة وبيانها والجلاء وتأميم القناة والوحدة مع سوريا والحرب وكذلك رؤية الصور مع زعماء ودول العالم، انتهاءً بمشهد جنازة حبيب الملايين.
وتضمُّ الغرف المخصصة للمقتنيات الشخصية منهت الملابس العسكرية والمدنية ونياشين وأوسمة تم إهداؤها من أسرة الزعيم كما حرصت إدارة المتحف على توفير 16 شاشة عرض فى ممرات المتحف تستعرض الفيديو الأول لجلاء القوات البريطانية عن مصر وخطاب تأميم قناة السويس والوحدة مع سوريا والتنحى، انتهاء بالجنازة، مع موسيقى أنشودة الوداع.
قاعة النياشين
من أبرز النياشين والأسمة التى حازها الزعيم وتشاهدها فى منزل الزعيم وسام الكلية الحربية وهو من الذهب ووسام بركة كنيسة أنطاكيا عبارة عن صليب ونسر مزدوج ووسام الشرطة ووسام باراجواى من الرئيس ماريسكال فرانسيسكو سولانو ووسام برافدا الروسى وقلادة عبارة عن 11 نجمة وطبق شركة السد العالى ووسام يوغسلافى ووشاح موف مُرصَّع بالماس ووسام تايلاندى عبارة عن صليب أحد وجهيه أبيض والثانى أبيض فى بنى ووسام البرازيل ووسام سبأ اليمنى ووشاح جمهورية توجو ووسام روسيا بصورة لينين ونجمة فؤاد الأول ومبسم سجائر من العاج الذهبى وساعة مكتب سيمكا سويسرية مهداة من الجيش الأمريكى ورمز تذكارى من الفضة بمناسبة مرور 25 سنة على جلوس الملك الحسين على العرش وعملات تذكارية فضية ومفتاح مدينة تعز وعصا من العاج تحتوى علم أفريقيا ومبسم سجائر هدية من الإمبراطور الإثيوبى هيلاسلاسى من العاج والذهب وسيف من الذهب والفضة مطعَّم بفصوص ماس هدية من الملك فيصل وخنجر من الذهب والعاج وعلبة سجائر خشبية من الرئيس الكوبى.
وتشمل المعروضات أيضاً خطباً وكلمات كتبها عبدالناصر عندما كان صغيراً من بينها مسودة لخطبة قالها في إحدى التظاهرات وهو في السابعة عشرة من عمره.
المقتنيات الشخصية
يحوي المتحف على بعض المقتنيات الشخصية الخاصة بالرئيس عبدالناصر كالبذلات والملابس، وعرض متعدد الوسائط يوثق لتاريخ مصر والأحداث المهمة التي مرت بها في عهد الرئيس عبدالناصر بداية من ثورة 1952 مروراً بالسد العالي وتأميم القناة والعدوان الثلاثي والوحدة بين مصر وسورية وحرب 67 وحرب الاستنزاف والثالث الخاص بالمقتنيات ويشمل الأوسمة والنياشين والهدايا التذكارية ويشمل مكتبة متخصصة تضم كل الكتب والأبحاث والمواد السمعية والبصرية التي توثق حياة الزعيم وتاريخ مصر في هذه الحقبة
ويؤكد العاملين في المتحف فى منزل الرئيس الراحل من الواضح أنه لم يتخل الزعيم عن طباع الصعيدي المضياف فكان الطابق الأرضي مخصصًا لاستقبال زعماء ورؤساء العالم بعد المراسم الرسمية في قصر القبة تقام مأدبة غداء أو عشاء داخل منزل الرئيس للترحيب بزواره الرسميين حجرة الاستقبال أيضا كانت تشبه صاحبها في بساطته أثاثها مصري بامتياز.
سيدة القصر
أما سيدة القصر زوجة الزعيم وبرغم أنه لم يستهويها العمل العام على عكس من تلاها من زوجات الرؤساء إلا أنها قامت بمهام زوجة الرئيس على أكمل وجه، فخصص لها غرفة في الطابق الأرضي أيضًا لاستقبال زوجات رؤساء وسفراء العالم، ضم الطابق الأول أيضا مكتب وغرفة سفرة رسمية تحولت الآن إلى قاعة خاصة بمقتنيات وهدايا عبد الناصر، وظل الطابق العلوي خاصا بالأسرة بعيدا عن الرسميات.
غرفة النوم
غرفة نوم جمال عبدالناصر كانت متواضعة للغاية بها هاتف وبعض الملفات وكتب حيث كان قارئا نهما كما ورد عنه وراديو وشماعة خشبية علق عليها بيجامة من الكاستور مثله كباقي المصريين، أما الأحذية فكانت صناعة مصرية أيضا وغرفته كان يربطها والطابق الأرضي أسانسير استحدث على البيت عندما أصيب عبد الناصر في المرة الأولى بجلطة في الشريان التاجي بعد عودته من الجبهة وهجوم الصهاينة على الزعفرانة أثناء حرب الاستنزاف في سبتمبر ١٩٦٩م.
إلى أن رحل الزعيم وفأضت روحه فى سبتمبر عام 1970.