عادات و تقاليد

الزواج النوبي في كينيا.. غنى بالتقاليد والألوان

أميرة جادو

في حي “كيبيرا” بقلب العاصمة الكينية نيروبي، تستعد السيدة إيستار حسن وأقاربها ليوم زفافها الذي يعد في ثقافة النوبيين اليوم الأهم في حياة الفتاة. الزواج، وفقًا للتقاليد الراسخة، ليس مجرد ارتباط بين شخصين، بل يمثل تجسيدًا عميقًا للهوية الثقافية النوبيّة، رغم التكاليف الباهظة والجهود التي تبذل في التحضير للاحتفال الذي يمتد لثلاث ليالٍ.

لجان لتنظيم الزواج

وفي هذا الإطار، أكدت السيدة إيستار، من الجيل الخامس للنوبيين في كينيا، على أهمية ليلة زفافها كـ”زواج نوبي بامتياز”، وقد استغرق التحضيرات لها نحو شهرين. يتم تنظيم حفلات الزفاف من خلال لجان عائلية تتولى كل منها مهمة محددة، بدءًا من إعداد الملابس التقليدية. مثل “القربابة” التي تتميز بألوان مختلفة لكل ليلة، إلى تنظيم يوم الحناء الذي تخصص له ساعات طويلة لرسم النقوش على أيدي النساء.

عادات رغم الشتات

النوبيون، الذين يبلغ عددهم نحو 100 ألف نسمة في كينيا، جاءوا إلى البلاد خلال الحرب العالمية الأولى كجنود ضمن الجيش البريطاني. رغم الإقصاء والتهميش الذي يواجهونه. لا يزالون يتمسكون بعاداتهم التي تشمل حفلات الدلوكة، عقد النكاح بالزي التقليدي، وارتداء ملابس موحدة للأقارب المقربين.

احتفال بالعروسين

كما تتحول ساحة المدرسة، التي تنصب فيها الخيام، إلى لوحة فنية تعكس ألوان الملابس التقليدية التي تميز كل مجموعة. العروس ترتدي زيًّا خاصًا يسمى “القرقابة”، بينما يتوافد الضيوف للمشاركة في الرقص والغناء على أنغام الدلوكة. في هذه الساحة. تمتزج الموسيقى بالفرحة لتشكل لحظة احتفال بالعروسين وتأكيدًا على الهوية الثقافية النوبيّة.

هوية تمتد عبر الأجيال

الزواج النوبي في كينيا يجمع بين الالتزام بالإسلام والعادات السودانية التي حافظ عليها النوبيون منذ أكثر من قرن. ورغم التحديات التي تواجههم في مجتمع كيني متنوع، يظل النوبيون فخورين بإرثهم الثقافي ويعملون جاهدين لنقله إلى الأجيال القادمة. مؤكدين على مكانتهم وهويتهم الفريدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى