تاريخ ومزارات

دير المحرق بأسيوط: أورشليم الثانية ووجهة العائلة المقدسة

يعد دير المحرق في محافظة أسيوط من أبرز المعالم السياحية الدينية في مصر، ويجمع بين الأهمية التاريخية والدينية، مما يجعله مقصدًا للآلاف من الزوار من مختلف الجنسيات. يتميز هذا الدير بأنه إحدى النقاط البارزة في رحلة العائلة المقدسة إلى مصر، حيث قضت فيه العائلة المقدسة أطول فترة خلال رحلتها، وصلت إلى أكثر من ستة أشهر، وهي مدة لم تمكثها في أي مكان آخر. إضافة إلى ذلك، تضم أسيوط نقطة أخرى من مسار العائلة المقدسة، وهي دير درنكة، مما يعزز مكانتها السياحية والدينية.

أهمية دير المحرق

أكد اللواء هشام أبو النصر، محافظ أسيوط، أن هناك جهودًا مكثفة لتطوير النقاط المتعلقة برحلة العائلة المقدسة، حيث تعمل المحافظة على تقديم كافة أشكال الدعم وتذليل العقبات لإنهاء المشروعات المرتبطة بتطوير هذه النقاط الحيوية. وأشار المحافظ إلى الحرص على الالتزام بالاشتراطات الفنية والمواصفات اللازمة للحفاظ على القيمة التاريخية والدينية لهذه المناطق. وأوضح أن المحافظة تعمل على تحسين الطرق المؤدية للدير، وإزالة الإشغالات على المحاور الرئيسية والفرعية لتسهيل حركة الزائرين، بما يتماشى مع توجهات الدولة تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي لدعم قطاع السياحة كأحد أهم مصادر الدخل القومي.

يعتبر دير المحرق من أهم المواقع التي باركتها العائلة المقدسة خلال رحلتها في مصر، حيث مكثت فيه مدة زمنية بلغت 185 يومًا. شهد الدير تشييد أول مذبح في العالم، وهو الحجر الذي كان يجلس عليه السيد المسيح. مع مرور الزمن، أصبح الدير وجهة للرهبان الأحباش الذين سعوا للعيش حياة رهبانية شبيهة بما في أورشليم بفلسطين، ليجدوا في دير المحرق ملاذًا لهم.

كما أوضح عثمان الحسيني، رئيس الهيئة الإقليمية لتنشيط السياحة بأسيوط، أن الدير يضم عددًا من المعالم الأثرية والتاريخية، مثل الحصن الأثري والكنيسة الأثرية، إضافة إلى أماكن أخرى ذات قيمة كبيرة تجذب السياح من جميع أنحاء العالم. يتم حاليًا تنفيذ خطة لتطوير الدير ضمن مشروع الدولة لتطوير مسار العائلة المقدسة، بما يعزز من إمكانياته كوجهة سياحية ودينية عالمية.

أسماء الدير ومعانيها

عرف دير المحرق بعدة أسماء عبر التاريخ، من أبرزها دير السيدة العذراء مريم، نسبة إلى إقامة العذراء مريم والسيد المسيح ويوسف النجار فيه أثناء رحلتهم إلى مصر. كما اشتهر باسم دير المحرق بسبب قربه من منطقة كانت تنمو فيها الحشائش، والتي اعتاد السكان التخلص منها بالحرق، مما أدى إلى تسمية المنطقة بالمحروقة أو المحترقة.

إلى جانب ذلك، أطلق على الدير اسم دير جبل قسقام، نسبة إلى موقعه على جبل قسقام. تعود هذه التسمية إلى كلمة فرعونية تتألف من “قُس”، والتي تشير إلى مدينة اندثرت كانت عاصمة لإحدى ولايات صعيد مصر، و”قام” التي تعني اللانهاية، مما يعكس التاريخ العريق للمنطقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى