عادات و تقاليد

رمضان في الإسكندرية شكل تاني.. أجواء روحانية وإفطار على البحر

أميرة جادو

يعتبر شهر رمضان المبارك من أكثر الشهور التي تجمع العائلات والأصدقاء على موائد الإفطار، وفي محافظة الإسكندرية يتميز الشهر الفضيل بطقوس خاصة تجمع بين العادات الدينية والأجواء الساحلية المميزة، حيث يفضل العديد من الأهالي الإفطار على شاطئ البحر، حيث يصطحبون طعامهم من المنزل ليستمتعوا بتناوله في الهواء الطلق، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة، بينما يتأملون مشهد غروب الشمس الذي يضفي لمسة ساحرة على الأجواء الرمضانية، فتلك العادة السنوية أصبحت جزءًا لا يتجزأ من طقوس رمضان لأهالي عروس البحر الأبيض المتوسط.

تبدأ هذه العادة الرمضانية مع مرور الأيام الأولى من الشهر الفضيل، حيث يزداد الإقبال تدريجيًا على كورنيش الإسكندرية وشواطئها خلال أوقات الإفطار، فتجد العائلات والشباب من مختلف الأعمار يتسابقون لحجز أماكن قريبة من البحر، بينما يضطر البعض الآخر إلى الجلوس على السور الخارجي في حال امتلأت الأماكن، وذلك للاستمتاع بأجواء البحر ومشهد الغروب المذهل، ويستمر هذا المشهد في التصاعد ليصل إلى ذروته مع اقتراب نهاية الشهر الكريم.

تجمع العائلات على الكورنيش في رمضان

وفي هذا الإطار، كشف  مصطفى كمال، أحد المواطنين المعتادين على الإفطار على الكورنيش، إن هذه العادة أصبحت تقليدًا سنويًا لعائلته، حيث يجتمعون يومًا واحدًا على الأقل في الأسبوع لتناول الإفطار سويًا على البحر، موضحًا أنهم يفضلون إعداد الطعام في المنزل ثم اصطحابه إلى الشاطئ بدلًا من تناوله داخله، ويرجع السبب في ذلك إلى أن هذه الفكرة بدأت لديهم خلال فترة جائحة كورونا عام 2020، عندما كانوا يبحثون عن أماكن مفتوحة بعيدًا عن التجمعات المغلقة، ومنذ ذلك الوقت أصبحت عادة متكررة في كل رمضان.

لا يقتصر الأمر على العائلات فقط، بل يفضل الكثير من الشباب أيضًا الإفطار على الشاطئ بدلًا من التزاحم داخل المطاعم، التي تشهد إقبالًا كبيرًا خلال الشهر الفضيل، حيث يجتمعون في مجموعات كبيرة ويحرصون على توثيق اللحظات الجميلة بالتقاط الصور التذكارية عند الكورنيش قبل موعد الإفطار.

الصلاة على البحر روحانية خاصة

لا ينتهي تجمع العائلات والشباب بمجرد الإفطار، بل يستمر حتى موعد صلاة العشاء والتراويح، حيث يفضل الكثيرون أداء الصلاة في المساجد المطلة على الكورنيش، ومن أبرز هذه المساجد مسجد المرسي أبو العباس في منطقة بحري، ومسجد سيدي بشر في شرق الإسكندرية، إضافة إلى ساحة مسجد سيدي بشر ومساجد منطقة محمد نجيب، فالأجواء الروحانية تمتزج بنسيم البحر لتخلق حالة فريدة من السكينة والطمأنينة.

وعقب انتهاء الصلاة، يظل العديد من العائلات والأصدقاء متواجدين على الكورنيش حتى الساعات الأولى من الصباح، حيث يستمتعون بجلسات السمر وتناول السحور على البحر قبل العودة إلى المنازل استعدادًا ليوم صيام جديد، وهكذا يظل رمضان في الإسكندرية يحمل طابعه الخاص الذي يجمع بين العادات الدينية والأجواء الساحلية الممتعة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى