المهندس مصطفى الشيمي رئيس «مياه القاهرة» لـ«صوت القبائل»: سكان العاصمة يستهلكون 5.5 مليون متر مكعب مياه يوميًا
طعم مياه مصر الأفضل على مستوى العالم.. والفرنسيون يتهافتون عليها
دعاء رحيل
أكد المهندس مصطفى الشيمي، رئيس شركة مياه الشرب بالقاهرة الكبرى، أن أزمة سد النهضة في أيدٍ أمينة، وقامت الشركة باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة تحسبًا لانخفاض منسوب المياه، مشيرًا إلى أن الرئيس السيسي أكد أنه لن يُضيّع مصر وبالطبع مصر لن تضيع تحت أي حال من الأحوال.
وأضاف الشيمي، أن الشركة تنفق شهريًا ما يزيد على 400 مليون جنيه، هذا بجانب أن الشركة لا تحصل على جنيه واحد دعما من الدولة، وخلال الـ 7 سنوات الأخيرة صرفت الشركة 4 مليارات جنيه على مشروعات تجديد وإحلال الشبكات، موضحًا أن الشركة لا تستطيع قطع أو منع خدمة مياه الشرب عن أي مواطن طالما أنه يلتزم بالقانون وقام بتقنين أوضاعه مع الدولة.. وإلى نص الحوار..
ما الإنجازات التي حققتها الشركة خلال حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي؟
بدايةً، أنا توليت رئاسة الشركة في نهاية عام 2015، تحديدًا في 27 نوفمبر 2015، وكنت قبل توّلي رئاسة الهيئة نائبا لرئيس مجلس إدارة الشركة، هذا يعني أن الشركة بكافة مشاكلها ومحتوياتها ليست جديدة عليّ، لكن كان هناك بعض الأهداف التي كانت راسخة لدّي ولابد من تحقيقها وإلا تنهار خدمة شركة مياه القاهرة، وأول هذه الأهداف أنه كانت هناك محطات تحتاج لإحلال وتجديد، فنحن لدينا 11 محطة مياه، وكان قد تم تجديد وإحلال جزء وتبقى جزء هام جدًا في محطات مليونية كانت تحتاج إلى إعادة تأهيل حتى تستمر بالخدمة، منها محطة الفسطاط، ومحطة مسطرد في شمال القاهرة، وكل محطة منهما تُنتج مليون متر مكعب، وهما من أكبر محطات الشرق الأوسط.
تمت إعادة تأهيل المحطتين بجانب محطات أخرى على النيل أقل في السعة، بالإضافة إلى إحلال وتجديد شبكات في القاهرة، تم مرور ما يزيد عن 100 عام على إنشائها، وبسبب تقادم الشبكة أصبحت الانفجارات بها مستمرة في مناطق عديدة مثل مدينة نصر، منطقة شيراتون، عين شمس، جزء كبير من شبرا الخيمة، وتم إحلال وتجديد كل هذه الشبكات، كما تم إحلال وتجديد العديد من الخطوط الحاملة، خاصةً في منطقة مسطرد.
*كم تبلغ مصاريف شركة مياه الشرب بالقاهرة الكبرى شهريًا؟
شركة مياه شرب القاهرة لا تحصل على جنيه واحد دعما من الدولة، كل الفاتورة التي تجمعها هي التي تتصرف من خلالها، ولك أن تعلم أن مصاريف شركة مياه شرب القاهرة الشهرية تفوق الـ 400 مليون جنيه، أول بند فيها حسب الفاتورة يتم دفع 120 مليون جنيه لشركة الصرف الصحي شهريًا، ومرتبات العاملين تبلغ حوالي 80 مليون جنيه، وتبلغ فاتورة كهرباء الشركة 100 مليون جنيه، بالإضافة إلى نفقات الشبة والكلور ومستلزمات الإنتاج وقطع الغيار ومستحقات المقاولين.
وأنا تسلمت الشركة وبها فقر مالي في البنوك يبلغ 150 مليونا، حاليًا الشركة بها رصيد مالي يصل إلى مليار و300 مليون، ولذلك عندما أترك الشركة في القريب العاجل سيكون ضميري مطمئنا بعد خدمة ما يقرب من 40 عاما في القطاع الحكومي.
*لو لم تقم ثورة 30 يونيو.. ماذا كان سيحدث في مصر؟
لولا ثورة 30 يونيو، لم يكن الشعب المصري سيجد ما يأكله، وإذا كانت أسعار السلع ارتفعت قليلًا خلال الفترة الأخيرة إلا أنها متوافرة في الأسواق بدلًا من الحرمان منها نهائيًا، بالإضافة إلى الاستقرار الأمني، “إحنا كنا بنخاف نخرج من البيت بعيالنا، وماكانتش بنت تقدر تخرج من البيت بعد المغرب”، أما الآن فنحن نشعر بالأمن والاستقرار في أي وقت وفي كافة أنحاء الجمهورية، وأدعو الله أن يوفق الرئيس عبد الفتاح السيسي، ويحمي الشعب المصري ومصر ورئيسها من كل مكروه.
*ماذا عن أزمة سد النهضة وتعامل القيادة السياسية معها؟
هذا الملف في أيدٍ أمينة في مصر، وأول الأيادي الأمينة عليه هو الرئيس عبد الفتاح السيسي، والذي أكد أنه لن يُضيّع مصر، وجهود قيادتنا السياسية لن تذهب سدى، ولكني بالفعل أشعر بالخوف رغم احتياطاتنا المستمرة تحسبًا لانخفاض منسوب المياه، لأن انخفاض منسوب النيل حتى 50 سم فقط سيؤثر على المحطات، وستؤثر على قدرتها في سحب المياه، وبالتالي سيُحرم عدد كبير من قاطني القاهرة من شرب المياه، ولكننا قمنا بشراء بعض المعدات تحسبًا لانخفاض منسوب النيل.
*كم يبلغ حجم الاستهلاك اليومي من المياه في القاهرة؟
القاهرة تنتج 5.5 مليون متر مكعب يوميًا، أي ما يوازي خُمس إنتاج الجمهورية بأكملها، يعيش عليها حوالي 15 مليون مواطن من مقيم ومتردّد على القاهرة، وبفضل الله مياه شرب القاهرة جودتها ومطابقتها للمواصفات المصرية المتعلقة بالصحة والعالمية مرتفعة جدًا، يكفي أن هناك كيميائيا متواجدا في كل محطة على مدار الـ 24 ساعة لا يغفل عن تحليل المياه كل ساعتين، ومياه النيل في مصر هي أفضل طعم ماء في العالم، وهذه هبة من الله ميزّ بها الدولة المصرية.
*حدثنا عن آخر المشروعات التي تقوم بها الشركة حاليًا؟
حصلت الشركة على موافقات من وزارتي الخارجية والتعاون الدولي، والأمانة العامة لوزارة الدفاع، ومتبقٍ فقط الأمن القومي، لإنشاء مشروع مياه مع مستثمر مصري فرنسي، وهو على استعداد لتحمل كافة التكاليف سوى منحه قطعة أرض في أي محطة، وبعض من المياه غير المعالجة، لإنتاج مياه شرب حديثة بالفواكه، ومن المتوقع أن يدر هذا المشروع على الشركة ربحا سنويا لا يقل عن مليار جنيه، ووعد المستثمر أن يقوم بهذا المشروع في أكثر من شركة، وهذا المشروع خارج الصندوق تمامًا وسيدر على الشركات أرباحا جيدة.
وأكد المستثمر أن مياه الشرب المصرية هي أطعم مياه شرب في العالم، والفرنسيون يتهافتون عليها، ووضع تصميم يُفرح كل مصري، حيث يوجد به الأهرامات وكليوباترا.
*ما الحالات التي تمنع فيها الشركة توصيل خدمة المياه للمواطن؟
لا أستطيع منع الخدمة القانونية المقننة عن أي مواطن مصري بالقاهرة، ولا يُمكن لأي شخص أن يقطع أو يمنع خدمة توصيل المياه عن أي مواطن طالما يلتزم بالقانون وقام بتقنين أوضاعه بشكل كامل.
*ما الدور الرقابي الذي تقوم به الشركة لمحاربة الإسراف في استهلاك المياه؟
عملنا في البداية حملة إعلانية مع الدكتور مصطفى مدبولي عندما كان وزيرًا للإسكان، لكن بعد الحملة لا بد من وجود شق عملي مع المواطن، فهناك من يلتزم ومن لا يلتزم، ولذلك لدينا ضبطية قضائية تتكون من مجموعة من الفنيين ومهندسي الشركة بالتنسيق مع رؤساء الأحياء، ومن يسرف في استهلاك المياه يتم عمل مخالفة له والعقوبة مغلّظة.
*حدثنا عن حجم المشروعات التي أنجزتها الشركة خلال الـ 7 سنوات الأخيرة؟
من الصعب حصرها جميعًا، لكن خلال آخر عامين أنفقت الشركة حوالي 600 مليون جنيه على مشروعات الإحلال والتجديد للشبكات، وإذا قمنا بإضافة مشاريع المحطات والطلمبات ستصل إلى 750 مليون جنيه، وكل هذه الميزانية لا تتحمل الدولة فيها جنيهًا واحدًا، وخلال الـ 7 سنوات الأخيرة صرفت الشركة حوالي 4 مليارات جنيه على المشروعات والشبكات القومية.
*هل الحملات الإعلانية هي السبيل الوحيد لحل مشكلة سوء استخدام المياه؟
الشعب المصري شعب متدين بطبعه سواء مسلما أو مسيحيا، والديانات كلها أجمعت على عدم الإسراف في الماء، أما عن رأيي الشخصي فأرى أن الوازع الديني أفضل من كل هذه الطرق، فالموضوع خطير ولا بد أن يكون الشعب لديه وعي كامل، الـ 100 مليون مواطن أو أكثر الذين يستهلكون ما يزيد على 70 مليار متر مكعب من الماء سنويًا يجب أن يكون لديهم الوعي الكافي بأهمية الحفاظ على كل قطرة مياه، وخاصةً أن الدولة تنفق عليها حاليًا.
مشكلة التوعية في مصر تتمثل في اتجاهين هما مدى المشاهدة ومدى الاستجابة، فبعد التنسيق مع المكتب الإعلامي للشركة القابضة، توصلنا إلى أن اليوتيوب والفيسبوك وغيرهما من مواقع التواصل الاجتماعي أكثر قبولًا للتوعية بعيدًا عن الصحف والمجلات ووسائل الإعلام الأخرى، وتركيز الشركة حاليًا يتوجه نحو الدعاية على مواقع التواصل وحققت نجاحًا كبيرًا خلال الفترة الأخيرة.
بالإضافة إلى التوعية المباشرة، وهنا نسافر إلى القرى مباشرةً ونتعامل مع المواطنين، وأحدثنا ما يُعرف بـ “سباك في كل بيت”، حيث نجحنا في تعريف المواطنين ما هي أعمال السباكة وكيف يقومون بها بشكل بسيط.
*في النهاية ما رسالتك للمواطن للحفاظ على المياه وترشيد الاستهلاك؟
ننظر للدول المتقدمة، في السابق كان الكود العالمي يُخصص 200 لتر ماء للفرد يوميًا لكافة احتياجاته، أما الآن ألمانيا تتحدث في 80 لترا فقط، إهدار نقطة الماء الواحدة خلال 10 ساعات يصل إلى 1.5 لتر ماء، بمعنى أن هذه النقطة تصل خلال 24 ساعة إلى 3 لترات مياه مهدرة.