المزيد

جعران البازلت الخاص بالسيدة “إيزيس”حارس القلب في العالم الآخر

كتبت شيماء طه

يُعتبر جعران البازلت الخاص بالسيدة “إيزيس” قطعة أثرية مميزة تجسد إبداع المصريين القدماء في التعبير عن معتقداتهم الدينية والروحية.

هذه القطعة النادرة، المعروضة في المتحف البريطاني بلندن، تعود إلى بداية عصر الأسرة الثامنة عشرة، أحد أعظم عصور مصر القديمة.

وصف الجعران

الجعران مصنوع من البازلت الأسود، وهو حجر ذو رمزية كبيرة في مصر القديمة، حيث ارتبط بالقوة والحماية. يتميز بوجود وجه سيدة منحوت على الجزء الأمامي، يُعتقد أنه يمثل “إيزيس”، الإلهة التي إرتبطت بالحب والحماية والشفاء.

النصوص المحفورة : تعويذة للحماية

على سطح الجعران، نُقشت كلمات الفصل 30 من كتاب الموتى، وهو نص مقدس كان المصريون القدماء يستخدمونه كدليل للعبور إلى العالم الآخر.
النص ينادي القلب، مصدر الحياة والوعي، طالبًا منه ألا يشهد ضد صاحبه أثناء المحاكمة في العالم الآخر أمام الإله العظيم “سيد الغرب”.

هذه المحاكمة كانت تُحدد مصير الروح في الحياة الأبدية، وهو مفهوم أساسي في العقيدة المصرية القديمة.

أهمية الجعران في الحضارة القديمة

الجعارين كانت رموزًا للحماية والتجدد، وغالبًا ما كانت تُستخدم كتمائم سحرية تُدفن مع المتوفى لضمان سلامة رحلته إلى العالم الآخر.

جعران السيدة “إيزيس” يبرز أهمية القلب، حيث كان يُعتقد أنه يحمل ذكريات الإنسان وأفعاله، وكان يُوزن في “ميزان العدالة” أمام الإلهة “ماعت” لتحديد البراءة أو الإدانة.

التحفة بين الفن والعقيدة

هذه القطعة الفنية ليست مجرد تميمة، بل هي تجسيد لدمج الفن بالعقيدة في مصر القديمة.

إن الدقة في النحت والرمزية العميقة للنصوص تعكسان مدى الإيمان الراسخ بفكرة البعث والخلود.

جعران “إيزيس” في المتحف البريطاني

تعد هذه القطعة واحدة من أبرز المقتنيات المصرية في المتحف البريطاني، حيث تثير إعجاب الزوار بما تحمله من تفاصيل دقيقة وقصة رمزية تعكس فلسفة المصريين القدماء في التعامل مع الموت والحياة الأبدية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى