دفاتر الغياب في مصر القديمة وتاريخ لا ينتهى
كتبت شيماء طه
في قلب الحضارة المصرية القديمة، وتحديدًا في دير المدينة بالأقصر، تم اكتشاف دفتر حضور وانصراف يعود عمره إلى أكثر من 3200 عام، يعكس صورة واضحة عن تنظيم الدولة المصرية وصرامتها الإدارية حتى في أدق التفاصيل الحياتية.
“دفتر الغياب” نافذة على الحياة اليومية
الدفتر مكتوب بالخط الهيراطيقي، الذي كان يُستخدم بشكل رئيسي في الكتابة اليومية والتوثيق الإداري.
يُعد هذا الدفتر أحد الأدلة المهمة التي تكشف عن نظام الإدارة في مصر القديمة، حيث كان يتم تسجيل الحضور والغياب بدقة، مع ذكر الأسباب التي تبرر غياب العمال.
أسباب الغياب المسجلة
ما يجعل هذا الدفتر فريدًا هو التفاصيل البسيطة والطريفة في آنٍ واحد لأسباب الغياب، ومنها :
“عصر عنب”، وهو نشاط زراعي مهم في ذلك الوقت.
“أحضر مراسم تحنيط أخويا”، مما يعكس الإلتزام الاجتماعي والديني تجاه العائلة.
“قرصني عقرب”، وهي حجة طبية طبيعية تعكس خطورة البيئة المحيطة بالعمال.
دلالة الدفتر على تطور الإدارة
هذا الإكتشاف يبرز مدى تقدم مصر القديمة في إدارة الموارد البشرية وتنظيم العمل.
فوجود سجل رسمي لتوثيق الغياب والحضور يدل على أن الدولة المصرية القديمة لم تترك شيئًا للصدفة، بل اعتمدت قوانين وأنظمة تضمن سير العمل بسلاسة ، كما أنه يعكس اهتمام الدولة بالعامل المصري وتوثيق حياته اليومية.
الإدارة والقانون في مصر القديمة
من خلال تفاصيل مثل دفتر الحضور والانصراف، يمكن إستيعاب مفهوم الدولة في مصر القديمة، حيث كانت القوانين تُطبق على الجميع، وكان لكل فرد دور محدد في خدمة المجتمع.
هذه التفاصيل تُظهر كيف كانت الحضارة المصرية تعمل كوحدة متكاملة تقوم على النظام والالتزام.
“دير المدينة”مركز للحرفيين والإدارة
دير المدينة، حيث تم العثور على هذا الدفتر، كان مستوطنة للحرفيين الذين عملوا في بناء مقابر الملوك والملكات في وادي الملوك.
ولذلك، فإن هذه المستوطنة تُعد واحدة من أبرز المواقع التي تكشف عن الحياة الاجتماعية والاقتصادية والإدارية في مصر القديمة.