هل ينجو نتنياهو من القضايا بعد توقف الحرب في غزة؟
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يواجه اتهامات خطيرة في قضايا فساد كبرى تضع مستقبله السياسي على المحك، في وقت يُتهم فيه بالتهرب من المثول أمام المحكمة الجنائية الإسرائيلية للإدلاء بشهادته، مما أعاد إلى الأذهان سلسلة فضائحه السابقة التي شملت رشاوى وقضايا فساد باتت تهدد مكانته.
فضيحة الشامبانيا والسيجار
تعد قضية رجل الأعمال أرنان ميلشن واحدة من أقدم القضايا المرتبطة بنتنياهو، حيث بدأت منذ عام 2014. ووفقًا لتقرير “رويترز”، تلقى نتنياهو هدايا على شكل علب شامبانيا وكميات كبيرة من السيجار الفاخر، بلغ مجموع قيمتها 190 ألف دولار، على مدار عشرين عامًا، بالإضافة إلى مجوهرات لزوجته سارة بقيمة تتجاوز 3,000 دولار.
في عام 2017، طفت قضية أخرى إلى السطح، حين ساوم نتنياهو ناشر صحيفة “يديعوت أحرنوت”، أرنان موسى، على تقديم تغطية إيجابية عنه مقابل تمرير تشريعات تعيق صحيفة “إسرائيل هيوم” المنافسة. ووجهت النيابة اتهامًا رسميًا لنتنياهو عام 2019، وبدأت المحاكمات المتعلقة بهذه التهم في عام 2020.
قضية موقع “والا”
واجه نتنياهو اتهامات جديدة عام 2019، استنادًا لتقارير “هآرتس”، بمساومة شركة “بيزاك” المالكة لموقع “والا” الإخباري العبري، حيث تفاوض مع الشركة لتلميع صورته مقابل تمرير قوانين تسهل عملها، ما دفع المحامي الخاص بنتنياهو إلى تهديده بالانسحاب من القضية إذا تم عزل وزير الدفاع يوآف جالانت عام 2023.
استمرت الاحتجاجات الشعبية ضد نتنياهو منذ عام 2017، ووصلت ذروتها بين عامي 2020 و2021، مع تزايد الدعوات لعزله بسبب تهم الفساد التي تلاحقه، وفقًا لموقع “واينت” العبري.
مجريات المحاكمة
بدأت محاكمته فعليًا في عام 2021 بجلسات تمهيدية حضر نتنياهو إحداها فقط، بينما غاب عن الجلسات التالية. وفي 2022، انطلقت جلسات الاستماع للشهود البالغ عددهم أكثر من 300 شاهد، قبل أن يُخفض العدد إلى 60 في 2023 لتخفيف العبء عن المحكمة. توقفت المحاكمة في يوليو الماضي، ومن المتوقع أن تستأنف بجلسة جديدة في ديسمبر، حيث طُلب من نتنياهو المثول فيها، إلا أنه قد يتغيب بسبب انشغاله بالحرب على جبهتي غزة ولبنان.