أشجار الزيتون في دير سانت كاترين: تراث السلام وعراقة التاريخ

تحكي أشجار الزيتون المعمرة في دير سانت كاترين حكاية سلام استمرت لمئات السنين، حيث زرعها رهبان الدير منذ عصور قديمة، وتولت قبيلة الجبالية من البدو المسلمين رعايتها بعناية. أصبحت هذه الأشجار رمزاً للتراث والعراقة، فهي من أقدم أشجار الزيتون في سيناء، ولا يوجد مثيل لها سوى في مدينة القدس المحتلة.
مميزات أشجار الزيتون
تمثل حديقة أشجار الزيتون داخل الدير واحة للراحة والسلام، حيث يجد الزائرون الذين أنهكتهم رحلة الجبل مكاناً للاستجمام تحت ظلالها الوارفة. بحسب رمضان محمود، أحد أبناء قبيلة الجبالية، يعود عمر هذه الأشجار إلى نحو 1400 عام. زرعها الرهبان لتلبية احتياجاتهم الأساسية من زيت الزيتون، الذي كانوا يعتمدون عليه مع الخبز كوجبة رئيسية، بالإضافة إلى استخدامه قديماً في إنارة قناديل الدير.
كما تمتاز أشجار الزيتون بدير سانت كاترين بقدرتها على التأقلم مع الصحراء، حيث لا تحتاج إلى كميات كبيرة من الماء، وتعتمد بشكل رئيسي على الأمطار والسيول. جذورها الممتدة في أعماق الأرض تساهم في إنتاج زيتون عالي الجودة. يتم عصر الزيتون سنوياً في معصرة الدير، ويُوزع جزء منه على الفقراء والمحتاجين في الوديان المحيطة.
أوضح الدكتور عبدالرحيم ريحان، الخبير الأثري في سيناء، أن هذه الأشجار ليست مجرد نباتات عتيقة، بل تحمل قيمة تاريخية كبيرة، فهي رمز للتعايش والمحبة بين البدو المسلمين ورهبان الدير، وتجسد روح السلام التي تميز هذا المكان الفريد.