إيڤا كرم: أول مضيفة مصرية تحلق في سماء المجد
كتبت شيماء طه
في عام 1948، دخلت مصر للطيران تاريخ الطيران العربي بإعلانها عن فتح باب التقديم لأول مرة للمضيفات المصريات.
في خطوة طموحة وغير مسبوقة، وضعت الشركة شروطًا صارمة تضمنت إجادة عدة لغات بطلاقة، الحصول على شهادة جامعية، حسن السير والسلوك، والأهم أن تكون من عائلة ذات مكانة اجتماعية مرموقة.
من بين المتقدمات، تألقت شابة مصرية تدعى إيڤا كرم، التي تميزت بذكائها وإصرارها على تحقيق حلمها بالتحليق بين السحاب. نجحت إيڤا في اجتياز جميع الشروط، لتصبح أول مضيفة طيران مصرية وعربية، ممهدة الطريق للمرأة العربية في مجال الطيران.
إنجازات غير مسبوقة
لم تكتف إيڤا كرم بمجرد دخول عالم الطيران، بل تفوقت فيه بشكل استثنائي.
حققت رقماً قياسياً عالمياً بإنجاز 22 ألف ساعة طيران، ما وضع اسمها بحروف من ذهب في سجل الطيران العالمي.
كان هذا الرقم إنجازًا كبيرًا ليس فقط لمصر ولكن للعالم العربي، حيث أثبتت إيڤا قدرة المرأة على التميز في مجالات ظلت لفترة طويلة حكراً على الرجال.
رائدة في تمكين المرأة
مثلّت إيڤا كرم نموذجًا يحتذى به في تمكين المرأة المصرية والعربية، حيث فتحت الأبواب للعديد من النساء لدخول قطاع الطيران الذي كان يعد في ذلك الوقت مجالًا جديدًا وغير مألوف.
بفضل شجاعتها وتفانيها، أصبحت المضيفات المصريات والعربيات جزءًا لا يتجزأ من فرق الطيران، ما ساهم في تغيير الصورة النمطية عن دور المرأة في المجتمع.
إيڤا كرم ليست مجرد اسم في تاريخ الطيران بل هي رمز للشجاعة والريادة. عبر إنجازاتها، أثبتت أن الطموح لا يعرف حدودًا، وأن المرأة المصرية قادرة على تحقيق المستحيل في كافة المجالات.