المزيد

الأزرق المصري القديم صبغة الأجداد التي تولد الطاقة وتبني مستقبلًا صديقًا للبيئة

كتبت شيماء طه

كشفت دراسة حديثة، نُشرت في Journal of Applied Physics، عن الإمكانات الفريدة لصبغة “الأزرق المصري” التي صنعها المصريون القدماء قبل آلاف السنين، إذ تمتلك هذه الصبغة خصائص تجعلها مثالية لتبريد المباني وتوليد الطاقة في وقتنا الحالي.

يعود أصل الصبغة إلى حضارة الفراعنة، حيث أُستخدمت في تصوير الآلهة والملوك، وتعتبر أول صبغة صناعية معروفة، حيث استُخرجت من سيليكات النحاس والكالسيوم.

تُظهر الدراسة أن “الأزرق المصري” يتميز بفلورية تفوق التوقعات، بمعدل يصل إلى 10 أضعاف ما كان يُعتقد سابقاً.

تمتاز هذه الصبغة بقدرتها على عكس أشعة الشمس، ما يساعد على خفض درجات الحرارة في المباني من خلال طلاء الأسطح والجدران بها.

بالإضافة إلى ذلك، تمتلك الصبغة خصائص تمكنها من توليد الكهرباء عبر النوافذ المطلية بها، مما يسهم في تقليل إستهلاك الطاقة ويُعزز من دورها كحل مستدام للطاقة في المباني الحديثة.

تُعرف الفلورية بأنها عملية إنبعاث الضوء من جسم بعد تعرضه لأشعة أخرى، وأظهرت الدراسة أن “الأزرق المصري” يمتص الضوء المرئي ويصدر ضوءاً في نطاق الأشعة تحت الحمراء.

هذا التأثير يساهم بفعالية في مكافحة الإحتباس الحراري، إذ يقلل الحرارة المتراكمة على أسطح المباني ويخفض من اعتماد المباني على أنظمة التبريد المكلفة.

يعتبر هذا الإكتشاف خطوة نحو تبني حلول بيئية مستدامة، حيث ينضم “الأزرق المصري” إلى قائمة الألوان الفعّالة في تبريد المباني، مثل الأبيض والأحمر الفلوري.

ومع تزايد الإهتمام بالتصميمات المستدامة، يمكن أن يُشكل هذا اللون المصري الأصيل جزءًا من الحلول الحديثة للتحديات البيئية الحالية، ويساهم في الحفاظ على الموارد وتقليل التلوث.

تبرز أهمية هذه الدراسة في توظيف التكنولوجيا الحديثة لإعادة إكتشاف مواد وألوان قديمة تحمل إمكانيات كبيرة لتحسين الحياة العصرية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى