ذكرى العدوان الثلاثي على مصر.. 68 عامًا من الصمود والانتصار
أميرة جادو
مر 68 عامًا على بدء العدوان الثلاثي الذي شنته بريطانيا وفرنسا وإسرائيل ضد مصر، وتحديدًا على مدينة بورسعيد، كرد فعل على قرار الرئيس جمال عبد الناصر بتأميم قناة السويس في 26 يوليو 1956. جاء هذا القرار بعد رفض الدول الكبرى تمويل مشروع السد العالي. إلا أن بسالة مدينة بورسعيد ومقاومة الشعب المصري، بدعم من المجتمع الدولي بقيادة الاتحاد السوفيتي، أسفرت عن هزيمة العدوان. كانت هذه الهزيمة بداية نهاية القوى الاستعمارية التقليدية.
المقاومة المسلحة والقوى الناعمة في وجه العدوان
خلال العدوان الثلاثي، الذي يُعرف أيضًا بحرب السويس، شهدت مصر مقاومة مسلحة وقوى ناعمة تتحد ضد العدوان. تلاحم الشعب المصري مع جيشه، وساهم الفن والثقافة في تقديم صورة رائعة للمقاومة. في هذا الوقت، وقف الإخوان المسلمون كالعادة في صف الخيانة، معادين لمصر وجيشها وسلطتها الوطنية.
الأسباب الغير مباشرة للعدوان ودور مصر الدولي
بحسب الباحث الدكتور علي ياسين الجبوري في كتابه «موقف جامعة الدول العربية من العراق»، كانت من الأسباب غير المباشرة للعدوان مشاركة مصر في تأسيس حركة عدم الانحياز، التي عقد أول مؤتمر لها في إندونيسيا عام 1955. كما كان لمواجهة الحلف الاستعماري المعروف بحلف بغداد، وتوقيع مصر اتفاقية تسليح مع الاتحاد السوفيتي، دور في التخطيط الصهيوني للمشاركة في الحرب. إضافة إلى ذلك، دعم مصر للثورة الجزائرية ضد الاحتلال الفرنسي أغضب فرنسا، مما دفعها للمشاركة في العدوان.
الأسباب المباشرة للعدوان وتأميم قناة السويس
السبب المباشر للعدوان كان تأميم قناة السويس، الذي أعلنه الرئيس جمال عبد الناصر عام 1956، مما منع بريطانيا من السيطرة على القناة، التي كانت تديرها قبل التأميم. أدى هذا القرار الجريء إلى دفع بريطانيا للمشاركة في العدوان الثلاثي.
سبب فشل العدوان الثلاثي
يرجع سبب فشل العدوان الثلاثي إلى عدة عوامل، أبرزها المقاومة المصرية الشديدة وتلاحم الشعب مع الجيش. ومعارضة الولايات المتحدة للعدوان، ودعم الاتحاد السوفيتي لمصر. حيث هدد بالتدخل العسكري لوقف العدوان. كما نددت الأمم المتحدة بالعدوان وطالبت بانسحاب القوات المعتدية، ووقف الشعب العربي بجانب مصر في هذه المحنة.
انسحاب القوات الأجنبية
كان من أبرز نتائج فشل العدوان انسحاب القوات البريطانية والفرنسية من بورسعيد في 23 ديسمبر 1956، وهو اليوم الذي تحتفل فيه بورسعيد سنويًا بعيد جلاء العدوان. كما انسحبت إسرائيل من قطاع غزة وسيناء في أوائل عام 1957. وتم وضع قوات طوارئ دولية على الحدود بين مصر والأراضي المحتلة.