المزيد

اللواء أ.ح صلاح أحمد محمود أبو حديد بطل صمود كبريت وملحمة التضحية في حرب أكتوبر

يُعد اللواء أ.ح صلاح أحمد محمود أبو حديد، من الشخصيات العسكرية البارزة في تاريخ القوات المسلحة المصرية، حيث إرتبط أسمه بواحدة من أكثر المعارك البطولية في حرب أكتوبر 1973، وهي معركة الاستيلاء والدفاع عن النقطة الحصينة في “كبريت”.

وُلد اللواء صلاح في بيئة عسكرية، حيث انضم إلى الكتيبة 256 صاعقة قبل أن يصبح واحدًا من مؤسسي الكتيبة 603 مشاة أسطول، التي لعبت دورًا حاسمًا في معركة كبريت.

في يناير 1972، تم تأسيس الكتيبة 603 مشاة أسطول، كواحدة من الوحدات الهجومية الخاصة في الجيش المصري.

اللواء صلاح أبو حديد كان من الضباط الذين ساهموا بشكل مباشر في إعداد وتدريب هذه الكتيبة منذ إنشائها، مما منحها كفاءة قتالية عالية وتجهيزًا متكاملًا لخوض معارك شرسة.

كانت مهمته الرئيسية إعداد الجنود وتوجيههم لتحقيق التفوق على العدو، وقد تمكن من غرس روح التضحية والانضباط في صفوف الكتيبة.

معركة النقطة الحصينة في كبريت 134 يومًا من الصمود

في 6 أكتوبر 1973، بدأت حرب أكتوبر، وكانت الكتيبة 603 من الوحدات التي كُلفت بمهام هجومية ضد القوات الإسرائيلية المتحصنة في مواقع استراتيجية. تم تكليف اللواء صلاح أبو حديد بالمشاركة في الاستيلاء على النقطة الحصينة “كبريت”، التي كانت تعتبر من أهم المواقع الدفاعية الإسرائيلية على الضفة الشرقية لقناة السويس.

بعد نجاح الكتيبة في الإستيلاء على النقطة الحصينة وتدمير القوات الإسرائيلية داخلها، بدأ الحصار الإسرائيلي على الجنود المصريين.

صمود وشجاعة

صمدت الكتيبة بقيادة إبراهيم عبد التواب، وبمشاركة اللواء صلاح أبو حديد، لمدة 134 يومًا دون إمدادات، ومع نقص حاد في المياه والذخيرة ، هذا الصمود الأسطوري أثار دهشة العالم، بما في ذلك كبار القادة الإسرائيليين الذين لم يستطيعوا تفسير كيف استطاع الجنود المصريون التحمل والبقاء في موقعهم.

معركة كبريت لم تكن مجرد مواجهة عسكرية، بل أصبحت رمزًا للصمود والتحدي.

هنري كيسنجر، وزير الخارجية الأمريكي في ذلك الوقت، وصف المعركة بأنها إحدى المعارك التي شرفت العسكرية المصرية، وأثبتت قدرة الجندي المصري على مواجهة أقسى الظروف.

وقال عنها إن هذه المعركة رفعت الجيش المصري إلى مصاف الجيوش العالمية من حيث التخطيط والقدرة على التحمل.

وفي تقرير نُشر في إحدى الصحف الإسرائيلية، أعرب عن الدهشة الإسرائيلية من قدرة الجنود المصريين على الصمود كل هذه المدة دون إمدادات، مع قدرتهم على المبادرة بالهجوم والدفاع المستميت عن النقطة الحصينة.

دور اللواء صلاح أبو حديد في معركة كبريت

كان اللواء صلاح أبو حديد أحد العقول العسكرية التي ساهمت في التخطيط وتنفيذ العمليات الخاصة بالكتيبة 603 مشاة أسطول ، لم يكن مجرد قائد ميداني، بل كان مثالًا حيًا للتضحية والإنضباط العسكري.

لقد رفض التخلي عن النقطة الحصينة تحت أي ظرف، ووقف بجانب جنوده ليقودهم إلى النصر، رغم الحصار القاسي .

إصرار اللواء صلاح على الاستمرار في القتال دون الاستسلام كان سببًا رئيسيًا في الحفاظ على مكاسب الحرب ومنع إسرائيل من تحقيق أي انتصار يمكن أن يغير مسار الحرب.

بعد انتهاء الحرب، إستمرت معركة كبريت كنموذج يُدرس في الأكاديميات العسكرية حول العالم، كأحد أمثلة العبقرية العسكرية المصرية في التخطيط والتنفيذ.

اللواء صلاح أبو حديد ظل رمزًا للبطولة والتضحية، حيث خلد إسمه بين أبطال القوات المسلحة الذين قدموا أرواحهم فداءً للوطن.

تُعتبر سيرة اللواء صلاح أحمد محمود أبو حديد مثالًا حيًا للأجيال القادمة على ما يمكن أن يحققه الإيمان بالوطن، وروح التضحية، والانضباط العسكري، والعقيدة القتالية، ليظل التاريخ شاهدًا على بطولاته في حرب أكتوبر المجيدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى