تاريخ ومزارات

البومة المظلومة مش رمز للنحس والتشاؤم.. هكذا رأتها الحضارات القديمة

أميرة جادو

لطالما أثارت عيون البومة الكبيرة وتعبيراتها المهيبة مشاعر الرهبة والخوف عبر مختلف الحضارات الإنسانية. فبسبب تشابه عيونها بعيون الإنسان، أصبحت البومة رمزاً معقداً، يحمل دلالات مختلفة في الثقافات المتعددة. ففي اليونان القديمة، كانت البومة تُقدس كرمز للحكمة، ويعود هذا في الأساس إلى ارتباطها بالإلهة أثينا، حيث كان يُعتقد أن قدرتها على الرؤية في الظلام تمثل البصيرة والمعرفة العميقة.

تصورات متناقضة حول البومة

إلا أن هذه النظرة اليونانية الإيجابية تتناقض مع التصورات في ثقافات أخرى. ففي العديد من الثقافات، ارتبطت البومة غالباً بالموت والغموض، بل حتى بالحياة الآخرة. ورغم هذه الاختلافات، تظل هناك سمات مشتركة بين تلك المعتقدات، حيث أن المظهر الجسدي للبومة، خاصة عينيها الواسعتين وقدرتها على الطيران بصمت، ألهم مشاعر الغموض والاحترام على نطاق واسع، كما أشار موقع “جريك ريبورت”.

بين النصر والتوجيه الإلهي

سواء كانت البومة رمزاً للحكمة أو نذير شؤم، فإنها تظل واحدة من أكثر الكائنات إثارة للاهتمام في الثقافة البشرية. في اليونان القديمة، كانت البومة تُعتبر فألاً للنصر في المعارك، حيث كان أحد القادة اليونانيين يعتقد أن ظهور بومة في ساحة المعركة ينبئ بفضل الإلهة أثينا ويتوقع النجاح. هذا الاعتقاد كان قوياً لدرجة أن القائد كان يحمل بومه إلى المعارك ويطلقها لرفع معنويات جنوده.

البومة في المعتقدات الأثينية

في أثينا القديمة، كانت العبارة “هناك بومة تذهب!” تعني “هناك علامات النصر”، مما يعزز الارتباط بين البومة وبين الحكمة والتوجيه الإلهي، ويجعل منها رمزاً للحماية والانتصار في الثقافة الأثينية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى