أهم الاخبارقبائل و عائلات

قصة أم حرام بنت ملحان وشهادتها في غزو البحر

 

في عهد النبي محمد ﷺ، برزت العديد من النساء اللاتي كان لهن أثر كبير في الدعوة الإسلامية وحياة النبي. من هؤلاء النساء كانت أم حرام بنت ملحان رضي الله عنها، التي خصها النبي ﷺ بلقب ” الأولين”.

آل ملحان، الأسرة التي اشتهرت بالإيمان العميق والولاء للدعوة الإسلامية، قدمت رجالاً ونساءً ساهموا في نشر الدين الإسلامي والدفاع عنه. كان حرام وسليم، أبناء ملحان، من أوائل المسلمين الذين شاركوا في معارك بدر وأحد، واستشهدا في بئر معونة. أما أختاهما، أم سليم وأم حرام، فقد كانتا مثالًا للتقوى والإيمان، وتربت نفوسهما بصحبة النبي محمد ﷺ.

أم حرام، التي كانت خالة الصحابي أنس بن مالك وزوجة الصحابي عبادة بن الصامت، كانت تتمتع بمكانة خاصة عند النبي ﷺ. اعتاد النبي ﷺ زيارتها في قباء، وكان يصلي في بيتها ويدعو لها ولأهلها بخير الدنيا والآخرة. في إحدى زياراته، بشرها النبي بالشهادة حينما رأى في رؤياه أن أمته ستغزو البحر، فسألته أم حرام أن تكون منهم، فبشرها بأنها ستكون من الأولين.

في زمن الخليفة عثمان بن عفان، اتسعت الفتوحات الإسلامية وبدأت تتجه نحو البحر، وكانت أم حرام من أوائل من شاركوا في غزو قبرص. هناك، تحقق ما بشرها به النبي ﷺ، حيث استشهدت بعد أن صُرعت عن دابتها. أصبحت أم حرام أول امرأة تستشهد في البحر، وأول مجاهدة تغزو في البحر الأبيض.

وصفها العلماء بأنها “حميدة البر وشهيدة البحر”، وتذكر سيرتها كقدوة للنساء المسلمات. قبرها في قبرص ما زال يُزار حتى اليوم، ويُعرف بقبر “المرأة الصالحة”، مما يعكس مكانتها العظيمة في تاريخ الإسلام.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى