عمرو بن الجموح.. سيرة بطل من أبطال الإسلام
عمرو بن الجموح.. سيرة بطل من أبطال الإسلام
يعد الصحابى الجليل عمرو بن الجموح أحد زعماء المدينة وسيد من سادات بني سلمة، وشريفٌ من أشرافهم، وواحد من أجواد المدينة. كان عمرو من آخر الأنصار إسلاماً، وهو صِهرٌ لعبد الله بن عمرو بن حرام؛ فقد كان زوجًا لأخته هند بنت عمرو.
في يوم أحد، أراد بن الجموح الخروج للغزو مع النبي ، على الرغم من أنه كان يعاني من عَرَج في ساقه. منعه أبناؤه بسبب عرجه، لكنه أصر على المشاركة في المعركة مع أبنائه الأربعة. فقال للنبي : «أرأيت إن قتلت اليوم أطأ بعرجتي هذه الجنة؟» قال: «نعم». قال: «فوالذي بعثك بالحق لأطأن بها الجنة اليوم إن شاء الله». ثم قاتل حتى قُتل في المعركة.
كان بن الجموح سيد بني سلمة قبل الإسلام. عندما قدم مصعب بن عمير إلى يثرب (المدينة المنورة) مبعوثًا من النبي ليعلم أهلها الإسلام، بعث إليه عمرو ليسمع منه القرآن.
بعد سماع أول سورة يوسف، بدأ يفكر في الإسلام. كان فتيان بني سلمة قد أسلموا وبدأوا في تحطيم صنم عمرو سرًا، حتى اقتنع أخيرًا بإسلامه عندما وجد صنمه محطمًا ومربوطًا بكلب ميت في بئر. أعلن إسلامه وقال: «فأشهدكم أني قد آمنت بما أنزل على محمد».
كان النبي محمد يعتبره سيدًا على قومه. فقد روى البخاري في كتابه “الأدب المفرد” عن جابر أن النبي سئل: «من سيدكم يا بني سلمة؟» فأجابوا: «جد بن قيس، على أنا نبخله»، فقال ﷺ: «وأي داء أدوى من البخل، بل سيدكم عمرو بن الجموح». وقيل إن النبي ﷺ اختار لهم بشر بن البراء بن معرور.
في عام 49 هـ، أصاب سيل موضع قبر بن الجموح، فخُرب. عند حفر قبره لنقله، وجدت جثته وجثة عبد الله بن عمرو لم تتغيرا كأنهما ماتا بالأمس.