حوارات و تقارير

خبراء: تصعيد نتنياهو ضد مصر أداة لتغطية فشله العسكري والسياسي

أسماء صبحي 

في ظل التصعيد المتزايد لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضد مصر، يرى الخبراء والمحللون المصريون أن هذه المحاولات تعكس سعي نتنياهو للتغطية على إخفاقاته العسكرية والسياسية. فقد ركزت التصريحات الإسرائيلية الأخيرة على توجيه اللوم إلى القاهرة بشأن التقصير في مكافحة تهريب الأسلحة إلى غزة عبر محور فيلادلفيا. وهو ما يعتبره الخبراء محاولة للتهرب من الفشل الذي واجهه في مجالات عدة.

دلالات زيارة رئيس الأركان المصري

ومن جهته، أشار اللواء السابق في المخابرات الحربية المصرية، الدكتور وائل ربيع، إلى أن زيارة رئيس الأركان المصري، اللواء أحمد خليفة، إلى القيادة رقم 3 في الجيش المصري تؤكد جدية الوضع الحالي والرسائل التي تسعى مصر لإيصالها.

وأوضح ربيع، أن الفيديو الذي وثق الزيارة أظهر بوضوح سيطرة مصر على المنطقة الحدودية. وأكد فشل الروايات الإسرائيلية بشأن وجود تهريب أسلحة من مصر إلى غزة. وأضاف أن الرسالة من زيارة رئيس الأركان المصري كانت مركزة على التصدي للاتهامات الإسرائيلية ورفع الروح المعنوية للقوات المصرية، التي أظهرت جاهزيتها وكفاءتها العالية في مواجهة التحديات.

تحول الأنظار عن أزمات نتنياهو

في الوقت نفسه، يرى الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن التصعيد الإسرائيلي مع مصر يمثل محاولة لتحويل الانتباه عن الأزمات الداخلية التي يواجهها نتنياهو. ويشير فهمي إلى أن إسرائيل تواجه صعوبات كبيرة في تحقيق أهدافها في غزة، مثل القضاء على حركة حماس وإعادة المختطفين. وهو ما يدفع نتنياهو إلى افتعال أزمات مع مصر كوسيلة لصرف الأنظار عن فشله في هذه الملفات.

وأضاف فهمي، أن تعيين حاكم إسرائيلي لقطاع غزة يشكل خطوة مثيرة للقلق، إذ يهدف إلى شرعنة الوضع الحالي بشكل أحادي، ويعكس محاولة نتنياهو لتغطية إخفاقاته. وهذا القرار يهدد بتقويض الجهود الدبلوماسية التي تبذلها مصر وأطراف أخرى مثل الولايات المتحدة وقطر، ويؤدي إلى تعقيد المفاوضات حول الوضع في غزة.

وأوضح فهمي، أن الخطوات الإسرائيلية الأخيرة تشير إلى تكريس الوضع العسكري الحالي وتوسيع نطاق العمليات العسكرية. بينما تسعى إسرائيل لإغلاق الأبواب أمام حركة حماس، أو على الأقل محاولة إدماجها في معادلة معينة. وأكد أن الموقف المصري لا يزال ثابتًا في المطالبة بانسحاب إسرائيل من محور فيلادلفيا ومعبر رفح. مع الاستعداد لمناقشة أي مقترحات أمريكية أو إسرائيلية شريطة أن تفضي إلى انسحاب إسرائيلي كامل من هذه المناطق.

وأشار فهمي إلى أن التمسك المصري بهذه المطالب يتماشى مع رؤية مصر لتأمين حدودها وضمان عدم تكرار محاولات التغطية الإسرائيلية على إخفاقاتها. وينبغي أن يكون جزءًا من أي حل شامل للوضع في غزة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى