حوارات و تقارير

بريطانيا توضح أسباب سعي بوتين للسيطرة على ماريوبول وأنباء عن استهداف فرقاطة روسية جديدة بصاروخ

دعاء رحيل
ذكرت كتيبة آزوف المتحصنة في مصنع آزوفستال بمدينة ماريوبول الأوكرانية بأن أحد مقاتليها قتل وأصيب 6 آخرون، في استهداف سيارة كانت مخصصة لإجلاء المدنيين من المجمع المحاصر منذ أسابيع من قبل القوات الروسية.
 
في وقت ذكرت تقارير إعلامية أوكرانية أن النيران شبت في فرقاطة روسية في البحر الأسود بعد استهدافها بصاروخ أوكراني، فيما لم يصدر تأكيد من كييف أو موسكو.
 
وفي هذا الصدد، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنه تم إجلاء 50 مدنيا، بينهم 11 طفلا، من آزوفستال على مدار اليوم الجمعة، مشيرة إلى أن عمليات الإجلاء ستستمر غدا.
 
وكان أندري يرماك -مدير مكتب الرئيس الأوكراني- قال إنه تم حتى اليوم إخراج نحو 500 مدني من ماريوبول وآزوفستال ووصف عملية الإجلاء الجديدة بـ”المعقدة”.
 
وأعلنت قيادة الأركان الروسية – الخميس الماضي- عن  فتح ممرات آمنة لخروج المدنيين من مجمع آزوفستال لصناعة الصلب -آخر جيب يتحصن فيه الجنود الأوكرانيون في مدينة ماريوبول (جنوبي شرقي أوكرانيا)- وذلك لمدة 3 أيام.
 

تقديرات بريطانية

وفي السياق ذاته، قالت الاستخبارات العسكرية البريطانية إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يحتمل أنه يريد تحقيق انتصار رمزي بإكمال السيطرة على مجمع آزوفستال في التاسع من مايو الجاري، وفق تعبيرها.
 
وأضافت الاستخبارات البريطانية أن القوات الروسية تواصل هجومها البري على مصنع آزوفستال في مدينة ماريوبول لليوم الثاني.
 
وكان الرئيس بوتين أكد مساء -أمس الخميس- أن “الجيش الروسي مستعد دائما لضمان إجلاء المدنيين” من آزوفستال، حيث ما زال نحو 200 منهم محاصرين مع المقاتلين الأوكرانيين في هذا المجمع.
 
وسيشكل الاستيلاء على ماريوبول بأكملها انتصارا كبيرا لروسيا مع اقتراب التاسع من مايو الجاري، اليوم الذي تقيم فيه موسكو عرضا عسكريا كبيرا في ذكرى الانتصار على ألمانيا النازية عام 1945.
 
ويؤكد الأوكرانيون أن القوات الروسية تستعد أيضا لتنظيم عرض في ذلك اليوم في ماريوبول، المدينة الساحلية التي كان عدد سكانها يبلغ قبل الحرب نحو 500 ألف نسمة ودمرت خلال شهرين من الحصار والقصف الروسي.
 

قصف ومعارك

في أوديسا، نشر المتحدث باسم القوات العسكرية الإقليمية صورا قال إنها لاستهداف القوات الجوية الأوكرانية مواقع للقوات الروسية في جزيرة الأفعى قبالة سواحل أوديسا على البحر الأسود.
 
وتظهر الصور ما قيل إنه إطلاق صواريخ على أهداف قرب برج المراقبة في الجزيرة.
 
ومن جهته، قال رئيس سلطات دنيبروبتروفسك العسكرية الأوكرانية إن قواتهم أسقطت طائرة مسيرة روسية فوق نهر دنيبرو.
 
في غضون ذلك، بث الجيش الأوكراني صورا قال إنها مشاهد لاستهداف القوات الروسية في منطقة سيفيرودونيتسك في مقاطعة لوغانسك (شرقي البلاد).
 
 
على صعيد آخر، قالت وسائل إعلام تابعة للانفصاليين الموالين لموسكو في لوغانسك إن القوات الروسية اقتحمت بلدة فويوفودوفكا في محيط مدينة سيفيرودونيتسك في مقاطعة لوغانسك.
 
وأضافت المصادر أن معارك عنيفة تدور داخل البلدة، التي تمهد السيطرة عليها الطريق للقوات الروسية باتجاه سيفيرودونيتسك.
 
كما قال الانفصاليون إنهم باتوا يسيطرون على معظم أحياء مدينة بوبوسنايا الإستراتيجية (غربي لوغانسك)، وإن المعارك لا تزال مستمرة بداخلها، وفق تعبيرهم.
 

إعلان روسي

في التطورات الميدانية أيضا، تحدثت وزارة الدفاع الروسية عن تدمير قواتها لمنظومة دفاع جوي أوكرانية من طراز “إس-300” (S-300) في دونيتسك وأخرى من طراز “توتشكا يو” في مقاطعة زاباروجيا.
 
كما دمرت القوات الروسية، وفق وزارة الدفاع، مستودعا ضخما للذخائر باستخدام صواريخ عالية الدقة في مصنع “إينيرغو ماش سبيتستال” في كراماتورسك.
 
وفي هذا الصدد، قالت هيئة الأركان الأوكرانية إن القوات الروسية تعمل على إكمال سيطرتها على مقاطعتي دونيتسك ولوغانسك والحفاظ على الممر المؤدي إلى القرم.
 
وأضافت الأركان الأوكرانية أن عدة بلدات وقرى بين ميكولايف وشمالي خيرسون (جنوبي البلاد) تعرضت للقصف، وحذرت من وجود ما وصفته بتهديد خطر إنزال بحري روسي على السواحل الواقعة شمالي غربي البحر الأسود.
 

خيرسون

أما في مدينة خيرسون جنوبا، فقد قال كيريل ستريمووسوف -نائب رئيس اللجنة العسكرية المدنية الروسية لإدارة مقاطعة خيرسون- إنه خلال العام الجاري سيكون بإمكان سكان المقاطعة الحصول على الجنسية الروسية.
 
بدوره، قال سكرتير المجلس العام لحزب روسيا الموحدة الحاكم، أندريه تورتشاك، إن روسيا دخلت منطقة خيرسون إلى الأبد، ولا ينبغي أن يكون هناك شك في ذلك، وفق تعبيره.
 
كما قال تورتشاك -خلال زيارته مدينة خيرسون ولقائه بعض سكان المدينة- إنه لن تكون هناك عودة إلى الماضي، وإن بلاده ستعمل على تطوير منطقة خيرسون الغنية، حسب وصفه.
 
كما رافق تورتشاك في زيارة مدينة خيرسون رئيس “جمهورية دونيتسك” الانفصالية دينيس بوشلين.
 
وتعد مقاطعة خيرسون البالغ عدد سكانها نحو مليون و100 ألف شخص والممتدة على مساحة 28 ألفا و500 كيلومتر مربع ذات موقع إستراتيجي بالنسبة لأوكرانيا وروسيا أيضا.
 
وكانت خيرسون المطلة على البحر الأسود أول مدينة أوكرانية رئيسية تسقط في أيدي القوات الروسية، وقد لعبت دورا حاسما في سيطرة تلك القوات على مناطق جنوبي أوكرانيا.
 
وحذرت كييف مرارا -خلال الأسابيع الماضية- موسكو من تنظيم استفتاء على استقلال خيرسون وإعلانها جمهورية على غرار دونيتسك ولوغانسك.
 

حريق

شبت النيران في فرقاطة روسية في البحر الأسود بعد أن استهدفها صاروخ أوكراني، وفقا لتقارير إعلامية أوكرانية، على الرغم من أن الحادث لم تؤكده موسكو، وتمت الإشارة إليه بشكل غير مباشر في كييف فقط.
 
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن موقع “دومسكاجا” الإلكتروني الذي مقره أوديسا -اليوم الجمعة- أن النيران شبت بالسفينة “بروجكت 11356” (Project 11356) من سلسلة سفن “بورفيستنيك” (Burevestnik) بالقرب من جزيرة سنيك بعد أن ضربها صاروخ “نبتون” (Neptune) تم إطلاقه من الأراضي الأوكرانية.
 
ورغم أن أوكرانيا لم تؤكد الحادث، فإن هيئة الأركان العامة العسكرية للبلاد رفعت عدد السفن الروسية التي تم تدميرها منذ بدء الحرب الروسية إلى 11 سفينة.
 
وقام موقع دومسكاجا بمشاركة صور بالأقمار الصناعية تظهر السفينة وقد اشتعلت بها النيران، ومع ذلك تعذر الحصول على تأكيد من جهات مستقلة.
 
وتعد بورفيستنيك نوعا جديدا نسبيا من السفن التي لم تضف للأسطول الروسي إلا في عام 2016، ويعتقد أن هناك 3 من هذا النوع في بحر البلطيق حاليا.
 
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية منتصف أبريل الماضي غرق الطراد “موسكفا” (السفينة الرئيسية في الأسطول الروسي بالبحر الأسود)، بسبب أضرار لحقت به جراء حريق شب فيه، في حين أعلنت كييف أن الطراد غرق بعد استهدافه بصاروخين مضادين للسفن.
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى