بني صخر: بين تراث القبيلة وعمق الجذور
تعد قبيلة بني صخر واحدة من أبرز القبائل التي أثرت في التاريخ العربي من خلال تنقلاتها ودورها الفاعل في الأحداث. يُعزى اسم “صخر” إلى أكثر من قبيلة وفروع، ولكن بني صخر الأكثر شهرة هم المنحدرون من طيء، الذين عاشوا في منطقة الجبلين وما حولها قبل الإسلام، واستمر تأثيرهم حتى بعد توسع القبيلة شمالًا نحو الشام.
تاريخ بني صخر:
لقد وقع البعض في خطأ نسب بعض الأسر والعشائر إلى بني صخر القحطانية من جذام في الشام، وهو ما أوضحه المؤرخون بأنه غير صحيح، حيث لم تُسجل أي انتقالات لفروع جذام إلى نجد أو شمال الحجاز. إن بني صخر المعروفين في الجزيرة العربية يعود نسبهم إلى طيء، وقد انطلقوا من نجد والحجاز ليستقروا لاحقًا في الشام بعد معاركهم مع القبائل المحلية مثل العدوان وعباد.
بني صخر لم يكونوا مجرد قبيلة محاربة، بل أسسوا لعلاقات قوية مع القبائل المجاورة مثل عنزة. وقد سيطروا على طرق الحج الشامي في فترات مختلفة، حيث اشتهر شيخهم قعدان الفايز في القرن الثاني عشر الهجري بدوره القيادي في تأمين الطريق ونقل الحجاج.
الدحة: رقصة الحرب والسلم لدى بني صخر
لم يكن تأثير بني صخر محدودًا بالحروب والسياسة فقط، بل امتد ليشمل التراث الشعبي والثقافي. تشتهر القبيلة برقصة الدحة، التي تعد من الرقصات الشعبية الرئيسية في شمال الجزيرة العربية. هذه الرقصة تعبر عن قوة الوحدة والعزيمة في زمن الحرب والسلم على حد سواء، وتجمع بين الشعر والغناء والرقص في أجواء مليئة بالحماس والفرح.
قبيلة بني صخر ليست مجرد قبيلة محاربة، بل هي رمز لتاريخ طويل وحافل بالتقاليد، مع امتداد جغرافي وتأثير ثقافي واضح في المنطقة.
