أنساب

خير الدين الزركلي.. المؤرخ والشاعر السوري

خير الدين الزركلي.. المؤرخ والشاعر السوري

 

كان خير الدين الزركلي كاتبًا ومؤرخًا وشاعرًا وقوميًا سوريًا، وُلد في بيروت لعائلة دمشقية معروفة. عُرف بمواقفه الوطنية الصارمة ومشاركته الفعالة في مقاومة الاستعمار الفرنسي، حتى أُصدر ضده حكم الإعدام من قبل السلطات الفرنسية أكثر من مرة بسبب نشاطه الشعري والسياسي.

 

تنقل الزركلي بين عدة مدن عربية مثل دمشق، مكة المكرمة، الرياض، المدينة المنورة، عمّان، بيروت، والقاهرة. كان شاعرًا ذا موهبة فريدة، وقد أسس عدة صحف ومجلات، منها صحيفة “الحياة” في القدس، و”لسان العرب” في دمشق. كما أسس “المطبعة العربية” في القاهرة التي أسهمت في نشر العديد من الكتب المهمة.

 

عمل الزركلي في السلك الدبلوماسي السعودي وشغل عدة مناصب هامة منها وزير مفوض ومندوب للسعودية في جامعة الدول العربية، وسفير في المغرب. وكان أيضًا أحد الموقعين على ميثاق إنشاء جامعة الدول العربية.

 

من أبرز مؤلفاته كتاب “الأعلام”، وهو قاموس تراجم لأشهر الشخصيات العربية والمستعربة، استغرق تأليفه وتجديده نحو 60 عامًا، وكتاب “الوجيز في سيرة الملك عبد العزيز”، الذي يُعد مرجعًا مهمًا في تاريخ المملكة العربية السعودية.

 

 

فقد وُلد خير الدين الزركلي في 25 يونيو 1893 ببيروت لعائلة دمشقية من أصل كردي. نشأ في دمشق وتلقى تعليمه في مدارسها، حيث كان مولعًا بكتب الأدب منذ صغره وبدأ بكتابة الشعر في سن مبكرة. أكمل دراسته في المدرسة الهاشمية بدمشق ثم انتقل إلى بيروت لدراسة الآداب الفرنسية في الكلية العلمانية، حيث عُيّن لاحقًا أستاذًا للتاريخ والأدب العربي.

 

م

بعد الحرب العالمية الأولى، أسس الزركلي جريدة “لسان العرب” في دمشق، وبعد إغلاقها من قبل السلطات، انتقل إلى فلسطين ثم مصر فالحجاز، حيث تجنس بالجنسية العربية الحجازية. عمل مستشارًا للأمير عبد الله بن الحسين في إنشاء حكومة عمّان وكان له دور بارز في وزارة المعارف وديوان الحكومة.

 

عاد الزركلي إلى سوريا بعد إلغاء حكم الإعدام عليه وأسس المطبعة العربية في مصر، حيث طبع العديد من كتبه وكتب غيره. تولى منصب مستشار في الوكالة السعودية في مصر ثم عُيّن سفيرًا للسعودية في المغرب، وظل يمثل السعودية في العديد من المحافل الدولية حتى تقاعده.

 

 

وكان الزركلي شاعرًا متميزًا، واستخدم شعره كسلاح ضد الاستعمار الفرنسي. عُرف بقصائده الوطنية التي كان ينشرها في الصحف السورية والمصرية، والتي تحولت إلى شعارات يتغنى بها الناس في الشوارع. استمر الزركلي في كتابة الشعر حتى آخر أيامه، تاركًا إرثًا شعريًا غزيرًا.

 

 

ومن مؤلفاته على سبيل المثال لا الحصركتاب “الأعلام”وهو قاموس تراجم شامل يعد من أهم مراجع التراجم في العصر الحديث.

و”الوجيز في سيرة الملك عبد العزيز” والذي يعد مرجع تاريخي مهم عن الملك عبد العزيز.

وكتاب “ما رأيت وما سمعت”: سجل فيه رحلاته ومشاهداته.

وديوان الزركلي وهو يحتوي على قصائده الشعرية.

 

ولقد توفي خير الدين الزركلي في 25 نوفمبر 1976 بعد حياة مليئة بالعطاء الأدبي والدبلوماسي، تاركًا وراءه إرثًا ثقافيًا غنيًا أثرى به المكتبة العربية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى