قبائل و عائلات

مصمودة: أعرق القبائل الأمازيغية في المغرب الكبير

مصمودة، أكبر مجموعة قبلية أمازيغية في المغرب الكبير، تتمركز بشكل رئيسي في جبال الأطلس الكبير والصغير وصاغرو، وسهول سوس والحوز وتادلا، وهضاب حاحا، وحوض درعة. كما يتواجدون في مناطق غرب الجزائر، مما يجعلهم يشكلون نسبة كبيرة من سكان المغرب والجزائر.

مصمودة في التراث

وفقًا لكتاب “قلائد الجمان في التعريف بقبائل عرب الزمان” للقلقشندي:
“مصمودة، بفتح الميم وسكون الصاد المهملة وضم الميم وفتح الدال المهملة وهاء في الآخر. هم بنو مصمودة بن برنس بن بربر، ويعتبرون أكثر قبائل البربر عددًا وأوسعهم شعوبًا، وبلادهم تقع في أقاصي المغرب.”

الموحدون وأصولهم

ومن بين فروعهم الشهيرة الموحدون، أتباع المهدي بن تومرت الذين قاموا بثورة في المغرب ضد المرابطين من لمتونة. كما أن قبيلة هنتاته تنحدر من مصمودة، ومنهم جاء أبو حفص، أحد العشرة أصحاب ابن تومرت. من نسل أبي حفص، حكمت أسرة ملوك إفريقية، حيث كان الشيخ أبو محمد بن الشيخ أبي حفص أول من حكم منهم في سنة 603 هـ نيابة عن بني عبد المؤمن.

الخلافة والملوك

خلال العصور الوسطى، تلقب عدد من حكام مصمودة بألقاب الخلافة. كان أبو عبد الله محمد بن أبي زكريا يحيى، المعروف بالمستنصر بالله، أول من حمل لقب الخلافة. توالى الحكام من نسل الشيخ أبي حفص، واستمروا في تعزيز سيطرتهم حتى تولى أبو فارس عزوز الحكم في شعبان سنة 806 هـ، وهو أبو فارس بن السلطان أبي العباس أحمد، الذي دوخ البلاد وأقام العدل فيها.

القبيلة والعدل

لقد كان لمصمودة تأثير كبير في تاريخ المغرب الكبير، من خلال حكمهم واستقرارهم في مناطق استراتيجية. لقد ساهموا في نشر العدل والاستقرار في المناطق التي حكموها، مما جعلهم رمزًا للقوة والتأثير في المنطقة.

إرث مصمودة

مصمودة ليست مجرد قبيلة، بل هي جزء من تاريخ الأمازيغ والمغرب الكبير. تحمل في طياتها إرثًا غنيًا من الثقافة والتاريخ، مما يجعلها من أبرز القبائل التي أثرت في مسار تاريخ المنطقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى