الحصري الضرير: شاعر الأندلس الذي أذهل العقول وتحدى الملوك
أبو الحسن علي بن عبد الغني الفهري الحصري، المعروف بـ”الحصري الضرير”، شاعر فحل من أهل القيروان. وُلد ضريرًا لكنه أضاء بصيرته بحفظ القرآن وتعلم العربية على يد شيوخ عصره. رحل إلى الأندلس، حيث ذاعت شهرته وأصبح محورًا لطلاب العلم والأدب. مدح المعتمد بن عباد في قصائد خالدة وألّف له كتاب “المستحسن من الأشعار”.
حياة الحصري وإبداعاته الأدبية
نُسجت حول الحصري العديد من القصص والأساطير، فقد كان شخصية بارزة في الأندلس بفضل مهاراته الشعرية. امتلك ديوانًا ضخمًا، ضاع بعضه وبقي منه أعمال هامة مثل “اقتراح القريح واجتراح الجريح” و”معشرات الحصري”. تناولت أعماله موضوعات متنوعة، من الرثاء والغزل إلى الأدب الرفيع.
الحصري في عيون معاصريه
وصفه ابن بسام في “الذخيرة” بأنه “بحر براعة ورأس صناعة”، مشيدًا بقدراته الأدبية الفريدة. رغم صعوبات الحياة وتحديات الزمن، بقي الحصري رمزًا للأدب والشعر في الأندلس، وانتشر شعره بين الناس، معبرًا عن أسمى مشاعر الإنسان وأدق تفاصيل الحياة.
مقتطفات من شعر الحصري
من أشهر قصائده، القصيدة التي تبدأ بـ:
يا ليل الصب متى غده
أقيام الساعة موعده
الحصري والملوك
كان للحصري علاقة خاصة مع ملوك عصره، حيث مدحهم بقصائد رائعة. عندما كان مقيمًا في طنجة، أرسل غلامه إلى المعتمد بن عباد لكنه تأخر في العودة، مما دفع الحصري لكتابة أبيات تعكس إحساسه بالغربة والأسى.
إرث الحصري
توفي الحصري سنة 488 هـ في طنجة، تاركًا خلفه إرثًا أدبيًا لا يضاهى. وقد وصفه العديد من المؤرخين والأدباء بكونه أحد أعظم شعراء الأندلس، بفضل قدرته على التأثير في الناس بشعره وأدبه الراقي.