خبراء الآثار يكشفون حقيقة الأحجار المستخدمة في بناء هرم خوفو

أسماء صبحي 

لا تزال الحضارة المصرية القديمة تحوي العديد من الألغاز التي لم يتم حلها بعد. ويستغل البعض هذا الأمر لنشر معلومات مضللة بهدف جذب التفاعلات على وسائل التواصل الاجتماعي.

ومن بين تلك المعلومات المضللة، يدّعي بعض المنشورات أن الأحجار التي استخدمت في بناء الهرم الأكبر (هرم خوفو). تحتوي على نتوءات أو تجاويف هوائية، مما يشير إلى أنها صنعت بواسطة البشر وليست طبيعية.

ومع ذلك، يؤكد خبراء في علم المصريات أن هذا الادعاء لا يستند إلى أساس علمي. فالهرم الأكبر بني من الحجر الجيري المحلي، وكان مغطى تمامًا بكساء من الحجر الجيري عالي الجودة. وتم جلب أحجار الكساء من محاجر طرة عن طريق المراكب التي وصلت حتى الهرم.

بناء هرم خوفو

ويؤكد خبير الآثار المصري أشرف محيي الدين، مدير عام منطقة آثار الأهرامات، على هذه المعلومات. ويصف المنشورات التي تدّعي أن الأحجار في هرم خوفو تختلف عن الأحجار في هرما خفرع ومنقرع بأنها “أكاذيب لا أساس لها من العلم”.

ويؤكد أيضًا العالم الآثاري أحمد صالح، الذي شغل منصب مدير عام آثار أبو سمبل ومعابد النوبة، أن الأهرامات الثلاثة بنيت من الحجر الجيري المحلي. ويصف المنشورات المتداولة بأنها مجرد خيالات.

نظريات مختلفة

وتشير النظريات المختلفة، إلى أنه من المحتمل أن يكون ابن عم الملك خوفو، الذي يدعى حم-أيونو، هو الذي أشرف على بناء الهرم الأكبر. واستغرق بناء الهرم 20 عامًا، ويحتوي على أكثر من 2 مليون كتلة من الحجر الجيري. وحوالي 8 آلاف طن من حجر الجرانيت الذي استخرج من أسوان واستُخدم في غرفة دفن الملك خوفو.

ويشيى أحمد صالح إلى أن هناك العديد من النظريات التي تسعى لشرح بناء الأهرامات. وقد تم تسليط الضوء على مشروع تم تنفيذه بالتعاون بين وزارة السياحة والآثار وكلية الهندسة في جامعة القاهرة ومعهد الحفاظ على التراث والابتكار في باريس. حيث تم اعتماد إحدى هذه النظريات التي تفسر عملية بناء الهرم بوجود ممرات حلزونية داخلها تستخدم لرفع الأحجار إلى الأجزاء العلوية.

وقد سبق لعلماء الآثار أن نفوا العديد من المعلومات المضللة حول الهرم الأكبر أو الأهرامات في مصر بشكل عام. فمثلاً تم تفنيدها أن اللحوم بداخلها لا تتعفن وأن النباتات تنمو فيها بشكل أسرع.