حوارات و تقارير

 الزراعة المائية “الأكوبونيك”: ثورة خضراء تواجه تحديات المستقبل

في ظل التحديات البيئية والاقتصادية الراهنة، تتصدر الزراعة المائية “الأكوبونيك” المشهد كواحدة من أكثر الحلول ابتكارًا وفعالية لضمان الأمن الغذائي العالمي. كما تعتمد هذه التقنية الحديثة على دمج تربية الأحياء المائية مع زراعة النباتات في نظام بيئي متكامل. مما يجعلها خيارًا مستدامًا وصديقًا للبيئة.

 ما هي الزراعة المائية الأكوبونيك؟

وفقًا للدكتور أشرف يونس، أستاذ الثروة السمكية بجامعة قناة السويس. تعد الزراعة المائية الأكوبونيك نظامًا زراعيًا متكاملًا. حيث يتم تربية الأسماك أو الكائنات المائية الأخرى جنبًا إلى جنب مع زراعة النباتات. كما يستخدم هذا النظام مياه تربية الأسماك لري النباتات وتغذيتها. بينما تعمل النباتات على تنقية المياه قبل إعادتها إلى دورة تربية الأسماك. هذه الدورة المتكاملة تضمن كفاءة عالية في استخدام الموارد وتقليل النفايات والانبعاثات الكربونية.

 مميزاتها

كما أشار الدكتور يونس إلى أن من أبرز مميزات الزراعة المائية الأكوبونيك كفاءتها في استخدام الموارد. حيث تستخدم 90% أقل من المياه مقارنة بالزراعة التقليدية، وتنتج محاصيل أكثر في مساحة أصغر. كما أنها لا تحتاج إلى مبيدات أو أسمدة كيميائية، مما يجعلها طريقة زراعة خضراء وصديقة للبيئة. بالإضافة إلى ذلك. كما يمكن للنظام الأكوبونيكي إنتاج محاصيل نباتية وأسماك في آن واحد على نطاق تجاري، مما يعزز الأمن الغذائي المحلي ويقلل الاعتماد على الواردات.

أهميتها

أكد الدكتور يونس أن الزراعة المائية الأكوبونيك تمثل حلاً مستدامًا وفعالًا لمواجهة التحديات البيئية والاقتصادية، من خلال تقليل استهلاك الموارد الطبيعية، وتعزيز الإنتاجية الزراعية، وتقليل الانبعاثات الكربونية. هذه التقنية تسمح للمجتمعات بإنتاج غذائها محليًا، مما يسهم في تعزيز الاكتفاء الذاتي الغذائي.

 تحديات تواجه تطبيق تقنية الزراعة المائية الأكوبونيك

من جانبه، أضاف الدكتور أشرف كمال، أستاذ الاقتصاد الزراعي، أن إنشاء نظام أكوبونيك يتطلب استثمارات كبيرة في البنية التحتية، مثل الأحواض والمضخات والأجهزة الإلكترونية، بالإضافة إلى تكاليف التشغيل المستمرة للطاقة والمياه والمغذيات. وأشار إلى أن تشغيل وصيانة النظام يحتاج إلى مهارات فنية قد تكون من الصعب توفرها في المناطق الريفية أو النائية. من التحديات الأخرى الحاجة إلى مصادر مياه نظيفة، والحساسية للتغيرات في درجة الحرارة والإضاءة والرطوبة، فضلاً عن مخاطر الآفات والأمراض في بيئة زراعية مغلقة.

 التحديات الاقتصادية والتنظيمية

كما استطرد الدكتور كمال بأن التحديات تشمل صعوبة المنافسة مع الزراعة التقليدية من حيث التكلفة، والحاجة إلى إطار تنظيمي مناسب لضمان السلامة والجودة. ورغم هذه التحديات، تستمر الجهود في معالجة هذه العقبات وتطوير تقنيات الزراعة المائية الأكوبونيك لجعلها أكثر قابلية للتطبيق على نطاق واسع.

الزراعة المائية “الأكوبونيك” ليست مجرد حل بيئي واقتصادي. بل هي نموذج للزراعة المستدامة التي يمكن أن تلعب دورًا حاسمًا في تأمين الغذاء العالمي في المستقبل، من خلال تقديم حلول مبتكرة وفعالة لمواجهة التحديات البيئية والاقتصادية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى