عادات و تقاليد

قبائل بابوا .. يطبخون جثة المتوفى ويطعمون لحمه لأولاده

أميرة جادو 

عند  وفاة أحد الأفراد في بعض المجتمعات القبلية في غينيا الجديدة، يجتمع الرجال للتحدث عن الصفات الحميدة للمتوفى. يبدأون بإصدار أصوات مرعبة ربما لطرد الأرواح الشريرة، ثم تقوم النساء بالانضمام إلى طقوس التأبين. يتم نقل جثة المتوفى إلى مكان الطبخ والذبح، حيث تقوم النساء ببعض الممارسات المتعلقة بتجهيز الجثة للدفن. قد تشمل هذه الممارسات تقطيع الجسد إلى أجزاء صغيرة، والاحتفاظ ببعض الأعضاء الداخلية كالقلب والكبد والكلى والمخ، وهي أهم شيء في جسد المتوفى وأكثرها استخدامًا عند الأكل.

أكل لحم المتوفي وشرب دمائه

بعد الانتهاء من إعداد الجثة، يتم تقديم لحم المتوفى لأسرته في صورة طبيعية، حيث يقتصر تناول بعض الأعضاء الداخلية كالكبد والمخ على من كان لهم علاقة قوية بالمتوفى. تنتهي هذه المرحلة من مراسم الوداع بشرب الدماء، والذي يعتبر جزءًا من ممارساتهم الطقوسية.

هذه الممارسات ما زالت موجودة حتى عام 2018 لدى بعض القبائل المحلية في غينيا الجديدة. وعلى الرغم من أن هذه الطقوس قد تبدو مثيرة للرعب والاستياء لبعض الناس، إلا أنها تعكس التقاليد والمعتقدات الثقافية لتلك المجتمعات.

بحسب بعض التقارير الإعلامية، فإن هذه القبائل ما زالت ملتزمة ببعض الممارسات التي تتضمن تناول لحوم الموتى من قبل النساء والأطفال. ومع ذلك، ينبغي تناول هذه الموضوعات الحساسة بحذر وموضوعية، واحترام التنوع الثقافي والتقاليد المختلفة للمجتمعات المحلية.

قبيلة بابو المنعزلة

والجدير بالإشارة أن “قبيلة بابوا” تعيش في عزلة عن العالم حيث تعيش في أرض غينيا وتحديدًا فوق المرتفعات الشاهقة لمقاطعة البابوا ذات التضاريس القاسية، حيث يستخدمون أقنعة طينية مرعبة الشكل وذلك لترويع أعدائهم وحتى ترضى عنهم معبوداتهم وفق اعتقادهم.

في شمال نيوزيلندا وأستراليا، يعيش مئات القبائل البدائية في أدغال وأحراش الغابات المطرية المكتظة، منعزلة عن العالم الخارجي منذ آلاف السنين. كل قبيلة لها عاداتها، تقاليدها، ولغتها الخاصة بها – هناك أكثر من 850 لغة مختلفة، مما ساعدها على الحفاظ على نمط حياتها البدائي المبني على جمع الثمار، صيد الحيوانات، وحتى أكل البشر.

يرجع سبب عزلة هذه القبائل إلى الخوف الشديد لدى الناس من التوغل في أراضي الغابات نظرًا لسمعتها السيئة. تتناقل القصص عن ولع سكان القبائل بأكل لحوم البشر وتعليق رؤوسهم كزينة على المنازل بعد موتهم، حيث تتجمع النساء من العائلة حول أفراد القبيلة الذين يفارقون الحياة.

ويجب أن تكون الجثة خالية من الأمراض إذ لا يأكلون لحم المريض خوفًا من العدوى ويعشق أفراد قبائل البابوا لحم البشر مثل البطاطا.

العقاب الإلهي وكوريو

ظهر مرض جديد وغريب أُطلق عليه اسم “كوريو” بين قبائل البابوا، والذي كان السبب الرئيسي في القضاء على ممارسة أكل لحوم البشر، وهي من أسوأ العادات في تاريخ البشرية. هذا المرض كان يسبب حالة من الارتعاش اللاإرادي في اليدين والقدمين، وهي أعراض لم تكن شائعة لدى هذه القبائل من قبل.

نظرًا لنقص المعرفة الطبية لدى هذه القبائل، فقد اعتقدوا أن هذا المرض ناتج عن أكل لحوم الموتى، وأنه سيؤدي إلى قتلهم جميعًا إذا استمروا بهذه الممارسة. على الرغم من ذلك، لا يزال القليل من هذه القبائل يمارسون هذه العادة المقززة، لكن قاموا بالاستعاضة عنها بحرق الجثث بدلاً من أكلها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى