تاريخ ومزارات

آثار سيناء: نوافذ على التاريخ العريق لمنطقة “أرض الفيروز”

أرض الفيروز، هذا الاسم يثير مشاعر الحنين والعشق في قلوب المصريين، فهي ليست مجرد قطعة من الأرض بل هي قلب مصر وبوابتها الشرقية. إذ تزخر سيناء بمقومات الجمال والطبيعة الساحرة. حيث تمتاز رمالها بلونها الذهبي الفاتح ومياهها بزرقتها الزاهية، ما يجعلها مكانًا يتمتع بثروات طبيعية هائلة.

ويأتي لقب “أرض الفيروز” لتعدد مناجم الفيروز فيها، فهذا الحجر الكريم الرائع الذي يتميز بلونه الأخضر السماوي. قد اكتشفه القدماء المصريون منذ زمن الأسر الفرعونية. يتم استخراج الفيروز من مناجم مثل سرابيط الخام والمغارة، وتقع هذه المناجم جنوب غرب شبه جزيرة سيناء، خاصة في مدينة أبو زنيمة.

وتشير الدراسات إلى أن حجر الفيروز يتكون من الصخور النارية والرسوبية، حيث يتم تكوينه بواسطة ترسيب المحاليل التي تتكون من أبخرة النحاس الصاعدة. ولا يقتصر جمال سيناء على الفيروز فحسب. بل هناك العديد من الأحجار الكريمة وشبه الكريمة الأخرى المعروفة التي تتوافر فيها مثل الألماس والزمرد والزبرجد والياقوت واللازورد وغيرها، مما يجعلها وجهة مفضلة لعشاق الجمال والتاريخ على حد سواء.

مناطق تاريحية في أرض الفيروز

 

تتواجد معالم تاريخية تشهد على الحضارة القديمة في مصر. تعتبر هذه المناطق مواقع هامة للآثار،منها مناطق آثار سرابيط الخادم ووادي المغارة وسهل المرخا في سيناء حيث يمكن العثور على معبد الإله حتحور. الذي كانت مدينة دندرة في صعيد مصر مركز عبادتها في العصور القديمة. يوجد خمسة معابد للإله حتحور، منها معبد سرابيط الخادم الذي يعتبر واحدًا من أقدم المعابد المنحوتة في الصخور.

وتحتوي هذه المناطق أيضًا على مناجم قديمة استخدمت من قبل الحضارة المصرية القديمة لاستخراج معادن مختلفة، بما في ذلك الفيروز. وبناءً على ذلك، فقد أطلق على سيناء لقب “أرض الفيروز”.

كما تمتد منطقة سهل المرخا على طول ساحل خليج السويس، وتحديداً في منطقة رأس بدران، بالقرب من مدينة أبو رديس. وكانت المنطقة المهمة التي استخدمها المصريون القدماء كممر بحري لدخول جنوب سيناء للقيام بالبعثات التعدينية. كانت هذه البعثات التي كان يرسلها ملوك مصر تستهدف استخراج المعادن الثمينة.

تم اكتشاف ميناء فرعوني يعود إلى إحدى الأسر الأولى من العصر الفرعوني في منطقة رأس بدران، والتي كانت نقطة الوصول البحرية لهذه البعثات التعدينية. كما تم العثور على ميناء فرعوني آخر في منطقة العين السخنة. والذي يقابل ميناء سهل المرخا عبر المجرى المائي لخليج السويس. تشير البقايا الأثرية، بما في ذلك بقايا السفن والنقوش، إلى البعثات التعدينية التي كانت تُرسل من هذه المواقع.

يمكن تصور أن المصريين القدماء كانوا يأتون من عواصمهم في الدلتا أو صعيد مصر في مختلف العصور إلى منطقة العين السخنة (ميناء الملك خوفو بوادي الجرف). ثم يعبرون خليج السويس بواسطة السفن. ويتجهون بعد ذلك عبر الطرق البرية داخل جنوب سيناء نحو مناطق المناجم. وقد حملت هذه الطرق البرية العديد من النقوش التي تشير إلى هذه البعثات، مثل طريق روض العير الذي يؤدي إلى منطقة سرابيط الخادم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى