حوارات و تقارير

الدكتور حاتم الجوهرى للقبائل العربية .. تحليل استراتيجي للصراع في الشرق الأوسط

الدكتور حاتم الجوهرى للقبائل العربية .. تحليل استراتيجي للصراع في الشرق الأوسط

كتب:حسام حفنى 

اكد الدكتورحاتم الجوهري أستاذ الدراسات العربية الصهيونية :لا يمكن قراءة أحداث أمس بعيدا عن حرب غزة ، واستراتيجية إسرائيل لمحاولة استعادة الردع ووهم التفوق وتوسعة الحرب ، واستراتيجية إيران التي تعتمد على تصعيد درجة التحدي التدريجي مع الصعود الجيوثقافي الإقليمي والجيواستراتيجي الدولي.
واوضح :إيران لديها تصور استراتيجي واضح تتقدم للأمام بثبات ولا يتم استدراجها لمعارك لم تخترها، الصين وروسيا وإيران بينهم تناغم في ملفات القرن الأفريقي، والتدافع السني الشيعي، والقضية الفلسطينية.
إيران تتحرك وسط التناقضات الجيوثقافية بمهارة عالية وتكسب أرضا واسعة، وتخلل الأرض أمام منافسيها السنة وإسرائيل وأمريكا، لأنها تتحدث عن الدفاع عن الثوابت الجيوثقافية وفق إمكاناتها.
واشار الدكنور حاتم الجوهرى الى إيران لن تتورط في حرب مفتوحة ضد إسرائيل وأمريكا أو الدول المتحالفة معهم، إلا بعد اكتمال امتلاك الردع النووي.. كما أنها لن تتورط عموماً في حرب مجانية إلا حينما يكون لديها هدف استراتيجي واضح لبناء زخم شعبي لمشروع تصدرها السردية الإسلامية بمذهبها الشيعي.
المشروع العربي والتصور الجيوثقافي العربي غائب لحد بعيد، ولن ينفعنا التقليل من شأن إيران، ولا الشماتة في ضرب إسرائيل ، ينفعنا فقط وضع تصور جيوثقافي لاستعادة المبادرة وفرض احترام الثوابت العربية.
واضاف  :يمكن النظر إلى التصور الاستراتيجي للموقف الراهن كما يلي :
– إسرائيل تسعى لتوسعة نطاق الحرب بحثا عن استعادة لردع انتهى للأبد.. لذا استراتيجيتها مستمرة في الاستفزاز ومحاولة اختلاق معركة هنا أو هناك ، علها تستعيد ماء الوجه الضائع.
– إيران تمارس إدارة استراتيجية لمحور المقاومة تعتمد على الاستنزاف، والمكسب والتمدد الجيوثقافي.. والاحتفاظ بالكروت لطرحها على الطاولة حسب تطور الأحداث.
– اجتياح رفح هو مؤشر كامن لدى محور المقاومة لابد أن يحتفظ ببعض أوراقه لاستخدامها فيه.
– الخط الأحمر كسر بمهاجمة مقر دبلوماسي دولي في أرض دولة ثالثة ، وإيران ترد فقط وتكتسب المزيد من المشروعية الجيوثقافية.
– الخلاصة ستكون كيف ستنتهي حرب غزة ، وما مصير صفقة القرن ، والتهجير ، وهل ستتمكن الذات العربية من استعادة المبادرة أم لا .. هذه هي الخلاصة الاستراتيجية.
– ومن جهة أخرى روسيا تقف على الخط لأن اشتعال جبهة الشرق الأوسط في صالح تخفيف الضغط عليها، وكذلك في صالح الصين لزيادة ضغوطها على تايوان وأمريكا.
– العرب فقط هم الذين يقفون في موقف رد الفعل، ومعهم تركيا إلى حد بعيد، تفككت مشاريع القرن الماضي.. القومية العربية والخلافة العثمانية، وعجزت الثورات العربية عن تقديم مشروع بديل.. وإذا لم تتجاوز الذات العربية التناقضات إرث القرن الماضي والقرن الجديد فسيستمر التراجع الحضاري والتفكك الجيوثقافي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى